(1) في تغريدة له : أبايي أحمد عن الشان الارتري ..الذي انتخبته تحالف النظام الحاكم في أثيوبيا مؤخراً قائلاً " دعونا نبني بيننا جداراً من الحب " وهي عادة يلتجئ عليها النخب السياسية في اثيوبيا كلما حاقت بهم الامور ، يستحضرني التوجه الجديد للتحالف الاثني في اثيوبيا سبعينات القرن الماضي تحالف الانقلاب العسكري الذي نجح الاطاحة بالامبراطور هيلي سلاسي (قوة الله في الارض) ، وتلويحات امان عندوم رئيس التحالف العسكري بان " القضية الارترية مفتاحها في يده" .
(2) والمضحك المبكي ان تنجرف النخب الارترية المسلمة وتتخذ من الاسم (أحمد) مفتاحاً سحريا لحل مشكلة ارتريا ، حسب أشواقها ، وتوصيفه بالحاكم العادل .. النجاشي (احمد) ، وربطهم علاقات قطر باثيوبيا ، والاتفاق الامني والعسكرى بين اثيوبيا والسودان ، واتفاق تأهيل و نهضة ميناء سواكن من قبل الاتراك آمالاً تصب في مصلحة سيطرت الاسلاميين في المنطقة ، والاطاحة بنظام اسمرا في اقرب وقت ممكن ، ولتاكيد اهوائهم استدلوا بانتفاضة اخريا ، وببيان وزارة الاعلام الارترية الذي يتهم قطر بدعم الجماعات الاسلامية الارترية وتدريبها لزعزعة الامن في ارتريا .
(3) وللاسف الشديد حتي لو افترضنا ان القراءة صحيحة ، فلا يمكن ان تكون الفئة الارترية المعنية طرفاً في المعادلة ، للاسباب ان حراك المنطقة كلها قائم علي صراع موارد والسيطرة علي مفاصل الاقتصاد ، عكس ما يتوهمون .. ! فعملية الحكم ما هي وسيلة للاهداف الرئيسية ، فلا نستثني تحالف النظام الارتري مع الطرف الاخر في المعادلة (السعودية والامارات ) وموقف اسرائيل وامريكا .. من محصلة الحراك .
(4) الحاصل في أثيوبيا صراع طبقي ، فلو دققنا النظرة .. سوف نجد اسماء التنظيمات (أرومو ..أمحرا ... تقراي ... عفر .. وغيرها ) وهي الوجه الاخر للصراع القبلي ،، والاثني وقد كرست مجموعة الوياني الحاكمة سياسة فرق تسد والاصطياد في الماء العكر ،، وهي نفس السياسة التي تتبعها الانظمة الامبريالية واسرائيل في منطقة الشرق الاوسط ، تفكيك الشعور العربي والاسلامي ، وابداله بالقومية والتشبث بحكم القبلية تحت مسميات متعددة .. الاضعاف قوة الشعوب والتفكير في ازالتها .
(5) وربط التحول الديمقراطي وتغيير الحكم في ارتريا بمآلات الامور في اثيوبيا سلبا وايجابا في اعتقادي تفكير (بليد ومتخلف) ، فاثيوبيا حكومة وشعباً لم تتحرر بعد من عقلية الاستحواذ المبنية دوماً ان ارتريا جزءٌ أصيلٌ من اثيوبيا العظمي ، وانها الجزء الام لمهد جدودهم وآبائهم والجزء الاهم لبقاء حضارة أثيوبيا عبر الازمان والحقب .. ومفتاح الامان لوحدة اثيوبيا .
(6) لا ابالغ ان قلت لكم ان الشعب الاثيوبي لايعترف اغلبه بحرية ارتريا ، فلا يرون في الحكم الارتري الامرضاً سوف يتعافي حينما تُستعيد الجزء المريض بعملية جراحية الي جسد الوطن ، ومن المستحن التفكير الجدي ، بعيداً عن الاهواء والعاطفية الزائدة ، ان التغيير في ارتريا لايتم بالتنكيل والاقصاء لبعضنا البعض ، والجري خلف سراب قُوي في مظهرها جلد الافعي وفي باطنها سم قاتل ، يجب بناء الفكرة ارترية خالصة ، والعمل بحكمة وتذليل العقبات باحتواء الخلافات السياسية وحلها في اطار وطني ، بعيدا عن التوجهات التي تفتح ثغرات تدخل الدول والانظمة في الشان الارتري .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق