السبت، 21 أبريل 2018

ذكريات معهد تدريب المعلمين (T.T.I) الحلقة الاولي ... #قارورة_مياه_معدنية


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏أبوسليمان محمد خير‏‏
مقدمة : ــ
طلب مني اخ وزميل عزيز توثيق الفترة الدراسية التى قضيناها في معهد تدريب المعلمين باسمرا الذي يعرف اختصاراً ... استمرت عاماً دراسياً كاملاً وذلك في عام 94/1995م ، ويسعدني وبكل سرور كتابة احداث تلك الايام الرائعة ، لانها مرحلة مهمة في حياتي جمعتني باخوة كرام ، واحباب عزاز ، ورسل علم همام ، وسوف اعمل بجهد كبير ما استطعت في تذكر بعض الاحداث باذن الله .. وهي عبارة عن ذكريات وليست دراسة ، وأطلب من كل الاخوة والاخوات المعلمين ان يساعدوني بالتعليقات والمداخلات باضافة وتعديل المعلومة والاهم التصحيح اذا بدر خطأ .
(1) بعد اعلان استقلال ارتريا في مايو 1993م عن اثيوبيا عبر الاستفتاء تحت رعاية الامم المتحدة ومراقبة المجتمع الدولي ، بدات الدولة الوليدة في عملية #البناء و #التعمير ، فسرحت المقاتلين بالذات الشباب حتي يتثني لهم حرية اختيار مايناسب ميولهم ويتوافق مع متطلباتهم ، وقدمت التساهيل لدفع الشباب بالالتحاق الطوعي والوظيفي بمؤسسات الدولة ، فانكب الشباب في مكاتب القنصليات بالخارج بكميات كبيرة ، فكانت مرحلة جميلة  شبيه بفترة الستينات عندما انطلق الكفاح المسلح التي تدفق الشباب من الداخل والخارج تاركين مراكزهم في الدول المجاورة علي سبيل المثال مجندي الجيش السوداني .
(2) فقد خصصت الدولة ميزانية تفوق ميزانية الدفاع ، للتعليم للاهميته القصوي في التنمية البشرية ، فعملت  في بناء مؤسسات التعليم وخاصة في الريف ، ووفرت الكادر الصحي ومصادر المياه ووسائل المواصلات لجعل الريف جاذباً ، فضلاً ان نسبة البدلات والعلاوات كانت الاعلي في الريف والمناطق الطرفية  ، واصبح معهد تدريب المعلمين في اسمرا اكاديمية (للتعبئة الوطنية .. والتدريب العملي ) يفعل المنهج الوطني ، فقد كان  دور كبير للمعلمين الافاضل خريجي الشام وخاصة سوريا ، في تاسيس نظام تعليمي وتاهيل كادر تربوي تعليمي ارتري مؤهل يقود المرحلة بتفان واخلاص .
(3) وأذكر في القسم العربي / الاساتذة صلاح عبي ، ويس ، وادريس محمد نور، ومحمود محمد خير ، وعبدالرحمن شابيلاي ، وعبدالله محمد عثمان ، واسماعيل محمد علي  ، ومحمد طاهر ، وبخيت ، محمد علي ، كاثرين .. كانوا شموساً متقدة ساهمت في سد النقص الحاد في المعلمين في وقت وجيز ، الذي فرضته المرحلة بعد مغادرة الاثيوبيين الذين كانوا يشغلون وظائف الخدمة المدنية .
(3) في اول يوم دخلت فيه مباني المعهد كان في استقبالنا الزميلة صفية عبدالرحمن حامد ، ولم يكن لي سابق معرفة بها ، ولكن مع جلسة التعارف في كافتيريا المعهد ، اتضح لكلينا اننا من عشيرة واحدة ، وطلب منا الاستاذ محمد علي مرافقته ، لمعرفة الغرف المخصصة لنا وتسع كل غرفة اربعة أسرة ، ودولاب مشترك ، معدة بشكل ارستقراطي ، وجميع مباني المعهد خاصة السكن والفصول الواجهة كاملة من الزجاج المتحرك أفقياً ، وبعد وضع أمتعتنا في مواقعنا ، ذهبنا سوياً الي فندق يبعد عن المعهد نصف كيلومتر تقريبا ، يقع علي الطريق الرئيسي الذي يربط اسمراىـ كرن ، وجلسنا في مجموعتين لعدم وجود مساحة متقاربة ، فكنت أعاني من سوء هضم ، فطلبت مياه معدنية يطلق عليها محليا (ماي غاز ) ، ولان الاغلبية حديثي المعرفة عن بلد ابائهم و اجدادهم كان هاجس الخوف يدور في خيال كل فرد فيهم خاصة الاناث منا ، وكانت الدهشة باينة في وجهن حينما دخلنا الفندق فالعرض كان يتصدر زجاجات المشروبات الروحية ، وطلب الجميع كل حسب رغبته ، واخيراً طلبت لنفسي قارورة مياه غازية ، أزعجت الاخوات غادرن علي وجه الفور ساحة الفندق ، وتبعهن احد الزملاء لمعرفة الحاصل الا انهن لم يردن علي تساؤلاته وعاد بخفي حنين ، مما أفسد علينا الجلوس والبقاء في الفندق بعدهن .
(4) خرجن مسرعات من الفندق ، ولحقنا بهن قبل الدخول الي المعهد ، وكان أول مواجهتهن :" ماعندكم شوية دم ...!! عشان تحترموا مشاعرنا ..!! ، من اول يوم كدا وربنا يستر علي بقية الايام ؟؟" ، والدموع تجري علي خدودهن تاسفاً علي الخذلان الذي وقعوا فيه ، وحينها عرفت ان زجاجة المياه الغازية هي سبب الازمة ، وتقدمت خطوتين لتوضيح الحاصل ولكن رفضت احداهن وخاطبتني غاضبة بكلمات حادة .. ، وواصلت بطرح قصة وردت في بالي سمعتها من والدي اطال الله في عمره ، بعد تلطيف الجو بكلمات خففت من حدة الانفعال .. والقصة "انه عندما دخل والدي للاول مرة سوق كرن أعطته خالته خديجة ادريس مجذوب قرشين له ولشقيقه صالح ، فرأوا الناس تدخل مكانا فقصدوه ، وطلبوا ما يطلبه الداخلون فيه ، فشربوا ودفعوا الحساب ، فكان في بالهم المشروب المسكر ، فبدأو يتمايلون يمنا ويسراً ، ويقولون لللاقرانهم واصحابهم انهم تناولوا مشروباً افرنجياً في حين انهم في الحقيقة تناولوا ( الشاي ) ، فلم تفلح محاولة الاقناع الا بعد دخول الحلقة الاستاذ محمد علي الذي خرج بالصدفة من المعهد ، فحلت المشكلة ودفنت خارج اسوار المعهد ، وحكاية نرددها ونستهل بها لقاءاتنا ، ومن ذلك الموقف اصبحت الدليل الذي يعتمد عليه بحكم اجادة اللغتين ، واخترت ممثل القسم العربي في لجنة المعهد لاحقاً ....يتبع >>>

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق