اثيوبيا الدولة التي يتغني بها حكامها اليوم ليست هي الا كُتل جغرافية تكونت عبر السيف كحال دولة آل سعود في الجزيرة العربية ، وان لم تسمي الدولة باسم عائلة الا ان السيطرة علي الحكم ظل في اطار عائلي لاتختلف كثيراً عن السعودية .
كانت منطقة هرر التى تقع جنوب شرق اثيوبيا امارة مستقلة حتي انهاء حكمها في 26يناير 1887م ، من قبل اباطرة الامحرا الاقطاعيين ، عاشت ردحا من الزمن في سلام ووئام ولم تكن عليها وصية من اي دولة حتي في عهد الاتراك ، ودول الطراز الاسلامي .
ويذكر ان الامير عبدالله الثاني بن علي بن عبدالشكور اخر امراء هرر رفض طلب منليك مرور الاسلحة والذخائر عبر اراضيه من ميناء جيبوتي الي ( شوا ) ، مما راود الامبراطور منليك فرصة الانقضاض عليها وضمها بالقوة الي بلاده وبدأ يتوعد ويدق طبول الحرب ، ولكن عدل منليك عن الفكرة لتجنب الحرب ، للاسباب عدة منها سيطرة ايطاليا علي ارتريا التي كانت تخطط في احتلال منطقة القرن الافريقي باكمله ، ونشاط ثورات داخلية في لاقاليم المجاورة كان لايطمئن الاحوال ، تلك الفترة كانت مفتوحة ، فكل قائد منطقة كان يري نفسه ملكاً ، ولذا فيما بعد جاء لقب (ملك الملوك) ليضم كل الممالك والملوك تحت مسمي ملك الملوك .
وهنا اخذت الامير عبدالله الثاني العزة عندما تاخر منليك من غزو بلاده ، وبادر هو في غزو شوا للتخلص من خصمه منليك ، ( يتغذي به قبل ان يتعشي به ) كمايقول المثل ، وفي معركة مباغتة هجم علي شوا مستغلا توقيت ايام عيد الميلاد المجيد ظناً كثرة شرب الكحول فيها ، وقبل ان يصل الي العاصمة التقي الجيشان في منطقة (تشلينكو) في يوم 9يناير 1887 ، التي انتصر فيها منليك بجدارة ، لان قواته كانت علي هبة الاستعداد للاسباب التي ذكرناها سلفاً . .. وبذلك طويت صفحة امارة ظلت مستقلة علي مر عهود مضت . عاش الامير عبدالله الثاني فترة حياته متخفيا بثوب شيخ صوفي حتي تاريخ وفاته في هرر 1930م .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق