(1) أروع المشاهد لزائر المعهد المناظر الخلابة التى تسر العين وتأسر النفس ، يقع في أرض فيها كل تفاصيل الطبيعة من علو ومنحدرات وسهول ومرتفعات خضراء ، وينابيع طبيعية ، وأشجار باسقة من الالبان (القلاميطوس) والفلفل البري(فَــرْفَــرْ) ، وانواع اخري من الاشجار ، وحول المباني السكنية والادارية ، حدائق رائعة مصممة من قبل مبدعي البستنة ، وتنوع مدهش من الازهار والورود تشكل لوحة كل فصل من فصول السنة الاربعة علي حدا ، كل الامكنة ملهمة تعطيك الاحساس بالهدوء والراحة ومتعة القراءة و الاطلاع ، وممارسة الهوايات المختلفة من رسم وعزف وغناء ، فلكل صاحب موهبة مطلق الحرية في اختيار المكان المناسب في الوقت المناسب ما بين الحقول والاشجار ، والتي تعتبر مصدر التعلم من الطبيعة ، والتطبيق العملي للاستراتيجيات التعلم الحديث .
(2) في المعهد مكتبة فخمة مليئة بكتب علمية قيمة ، وتشمل أفضل المراجع باللغتين الانجليزية والعربية ، وهناك قاعة تعلم اللغات باسلوب حديث وفي تلك الفترة تعد قفزة حقيقية في مجال التعليم عبر الحاسوب ، بالاضافة الي صالات عرض الاعمال الفنية السمعية والبصرية وعرض بقية الفنون الجميلة والتطبيقية ، ويتضمن ميادين مختلفة لممارسة الرياضة بأنواعها ، وفصول مصممة لمجال الحياكة ومختلف الاعمال النسوية ، وفي المعهد قاعة واسعة تسع كل افراد المعهد وضعفهم من الخارج ، يمكن عرض كل الاعمال الفنية من مسرح وغناء وسينما ، وتوجد عيادة للتطبيب والاسعافات الاولية ،والمعهد يعتبر صرح اكاديمي للتعليم والتعلم ، ومؤسسة متكاملة لكل انواع التدريب والتاهيل المستمر لبناء قدرات الشخصية وتطوير الكادر التعليمي الذي ينجز برامج المرحلة ، ويعجل من سرعتها ، وكفاءة نجاحها .
(3) الدراسة في المعهد مختلطة حسب الاختصاص ، أما السكن فلا يفصل بين سكن الاناث عن الذكور سياج حديدي او بناء حجري او سلك شائك وانما حدائق الورد والزهور ، الوقت في المعهد يمر سريعا ، فالكل مشغول من كثرة المواد والتدريبات والواجبات اليومية ، حتي زمن تناول وجبات الغذاء محدد ، فلا مجاملة فيه ، العطلة الاسبوعية الرسمية يومي الاحد والجمعة ، يمنع الخروج في بقية ايام الاسبوع الا للضرورة ، مابين الساعة الثامنة صباحا حتي السادسة مساء ، بعض متدربي المعهد يأتون من منازلهم صباحا ويغادرون بعد الدوام ، يمكن استقبال الضيوف في ايام الدراسة مابين الدوامين في كافتيريا المعهد ، أما دخول المساكن لايجوز البتة ولاتنعدم التصرفات الغير قانونية ، هيكل ادارة المعهد تتكون من ادارة تعليمية و فنية و امنية وكلها تحت اشراف مدير المعهد .
(4) الحركة في داخل المعهد عادية في كل ساعات الليل للقاطنين فيه ، ويحق للمتدرب ان يذاكر في الفصول الدراسية ، بشرط ان يحافظ علي الهدوء والسكينة ، وللمعهد محكمة تتكون من مناديب الادارة والمعلمين والمتدربين تختار بطريقة الانتخاب الحر من كل الاطراف ، وهي الجهة المخولة في اصدار القرارت الحاسمة من (انذارـ وفصل) ، ولاتوجد فوارق الخصوصية بين الجنسين الاناث والذكور في المعاملة ، والحقوق والواجبات ، وللامانة المعهد كان في قمة الرقي الانساني والاكاديمي ، وكل من درس فيه يعتبر عالما ومعلما وقائداً .
(5) تختلف اعداد الطعام من بلد الي بلد اخر ، ومن شعب الي شعب اخر ، فأغلب منتسبي قسم اللغة العربية هم من القادمين من السودان ، وكانت حكاية الاسباقتي وهي وجبة ايطالية أصبحت من الاكلات الرئيسية المحببة لسكان المدن الارترية وخاصة العاصمة أسمرا ،وهي من الموروثات الشعبية مثل رياضة الدراجات التى تعتبر في ارتريا الاولي شعبية ، وتتكون من الشعيرية ، التي تخلط في صحن التحضير بملاح خاص يُعد من الطماطم والبصل ولحم البقر وقليل من البهارات والشطة ، مؤخرة صف الطعام احياناً يقابلك من شدة الازدحام عند بوابة القاعة ، ولا تعرف نوعية الطعام الا بعد الوصل لمنصة استلام الوجبة .
(6) ففي الايام الاولي في المعهد ،أضيفت الينا مجموعة جديدة من المتدربين ووقفت في الصف وعند وصولها منصة الاستلام لم تجد الا صحن الاسباقتي فاعتقدوا ان الغداء قد انتهي ورفضوا استلام الوجبة ، بحجة انه لايمكن قد انتهت الوجبة الرئيسية وتبقت التحلية ، وخرجت المجموعة غاضبة من القاعة ، وسط ذهول تام من الجميع ، وواصلوا السير الي البوابة الرئيسية لتناول الغداء علي حسابهم الخاص خارج المعهد ، فرفضت ادارة الأمن طلب الخروج ، حسب قوانين ولوائح المعهد المُنظِمة للزيارات والعطلات ، فتجمهروا واصوات احتجاجاتهم تعلوا و ترتفع ، فقبل أن يتشعب الامر وتتدخل ادارة الامن لتفريقهم ، حصل تفاهم وحل الموضوع بين المتدربين ، وربنا لطف قبل أن يتشابك الموضوع ويفتح له محضر مخافر الشرطة ، وعادت الجموع الي القاعة وحينها انتبهوا ان جميع الصحون التى امام الآكلين لاتحتوي الا نوع واحد من الطعام هو الاسباقتي
<< يُتبع الحلقة القادمة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق