من الامور الشائعة في
مجتمعنا الارتري المترامي الاطراف في ارجاء المعمورة ، صناعة الخلاف "الاستعلاء
الاجوف" حتي انطبق علينا تماما المثل
القائل :"أنت أمير وانا أمير ومن يسوق الحمير " الذي دعاني الي تناول هذا الموضوع تحت العنوان أعلاه ، واختيار الافتتاحية بهذا المثل
الشائع ، استفحال الحالة بشكل فظيع جدا جداً في اي موقع وفي اي زمان ، الا ... في داخل
ارتريا ، الذي يسود فيها مبدأ سمعاً وطاعة ... أمة لاتُغيرها ظروف القهر ، ولا شتات الغربة ،
وعذابات اللجوء ، ولا تتعلم من المجتعات التي أوتها وضيفتها، ووفرت لها سبل العيش
الكريم ، و حياة الامن والاستقرار .. حقيقة مصيبة .. .. !
خلافات في ابسط الامور والاشياء .. خلافات في سفاسف الامور ... ونحن
اصحاب قضية .. علينا مسئولية وطنية ، واخلاقية وشرعية نسأل منها أمام الله ..
وأمام شعبنا الذي يعيش حالة لايعلم بها الا الله .
من منا لايعرف حالة المواطن في الداخل ..؟ من منا لم يذق الويل من
النظام الحاكم ،، الذي اضاع علينا عقوداً من الازمان ، حتي هرمت ذاكرتنا وطمست
عقول الاجيال ، بدلا من ان نفكر في كيفيت مساعدتهم بالمستطاع
علي الاقل نزرع فيهم امل العودة وامل الخلاص ..وتغيير النظام .. سبحان الله نتناحر ونتقاتل فيما بيننا ونحن خارج الحلبة ..
والامهات هناك يئن من الحرمان ويذرفنا الدموع الغوالي ، والاطفال ينتظرون لحظة الفرج من السجن
والسجان ، كل الاسر في الدنيا يتمنون ان يكبروا فلذات اكبادهم ويصيروا رجالا ونساءً الا في ارتريا ،، فيَدعون لهم ان يبقون في طفولتهم الي الابد... خوفاً من ان ينتزعوا من ايديهم ليخلدوا في الخدمة العسكرية الغير محدودة !
وكل طفل وصل العاشرة .. لايفكر الا في طريقة المخارجة من البلاد ..
فهمهم الهروب .. وسلك دروب المجهول .. قد
تنجح الخطة .. أو تتخفق لتكون الكارثة الوقوع في ايدي مهرب او زعيم عصابة ليسقط في أمرين احلاهما
مر .
وقضيتنا كبيرة كبيرة جدا .. قضية شعب ووطن .. شعب يتعرض للابادة
والضياع ..ووطن للبيع والدمار ., فلايمكن لشعب عليه كل هذه المشاكل
وبهذا الحجم ان لايتوافق .. ؟ واذا لم نتوافق في الضراء هل في اعتقادكم سوف نتوافق في السراء ... التلاحم يكون عند نزول المصيبة فلا توجد مصيبة اسوأ من التي نحن عليها ..
نحن شعب لم نتعلم من تجاربنا .. ومن مسيرة ثورتنا الخالدة ... ولا من مآساة الملاجئ .. والعيش في بلدان الغير وما واجهناه من ذل وحرمان .
كل اجتماعتنا السياسية والمناطقية والجهوية والدينية وحتي الخدمية ...
لانجتمع فيها الا لكي نفترق .. ونترك الموضوع ونتناول الاشخاص .. ويتبدد اي اجتماع دون
فائدة .. واصبح الامر عادة ملازمة لنا في السودان في استراليا في بريطانيا في مصر
في كل مكان من الدنيا .. حقيقة مصيبة ما بعدها مصيبة .
بالامس اجتمعت اللجنة الجديدة لمجتمع الللاجئين الارتريين في القاهرة للتشاور
والتقييم .. فترة الشهور التي تلت تاريخ انتخابها .. واستلام مهامها ، فكان اهداف الاجتماع بصفة عامة وضع المجتمع
في الصورة لما قدمت من انجاز وماصعب عليها من مهام .. وعرض برامجها في الفترة القادمة .. والاستماع الي نصائح
وافادات المجتمع .. ولكن للاسف كان الاجتماع مجلس محاكمة ..!! وعرض اكتاف من
بعض الحضور ، والاسوأ ان يُثني من اتيحت له فرصة التحدث من الحاضرين بصفقة الجمهور .. حتي قال أحدهم يجب تغيير
اللجنة لانها فاشلة .. واحداهن اتهمتهم بأن صور التوثيق تؤخذ بغرض استثمارها عجيب امرك غريب أمرك.. ياشعبي ؟
وبصرف النظر عن ما الت اليه الامور ، او انفض عليه الاجتماع المهم اني استنتجت امرين .. من خلال معايشتي
عمل هذه اللجنة واللجنة التي سبقتها .. الاول: يتعلق ان من يخلق الخلاف هم من انصار
النظام .. ويخلقون الازمات دائما وبشكل مستمر ومنظم .. والثاني: يتعلق باستفحال
الجهل .. وعدم معرفة واجبات اللجنة .. واللائحة التنظيمية لها...وكلاهما يحتاج الي
دراسة واستدراك لتفعيل دور التوعية المجتمعية .. يجب علي اللجنة استيعابها وتجعله
من أولويات اهدافها . .. هذا بالنسبة للموضوع المحلي . .. واليوم عرفت تماماً
لماذا الناس كانت تتهم اللجنة السابقة بالفساد وبرعاية مصالحها الخاصة .. وترك واجباتها المجتمعية ..؟ ولماذا انقسمت الي جزئين علي اسس دينية وعرقية .. وسياسية ..؟ وعندما توحدت اللجنة الحالية وتجاوزت اخفاقات اللجان السابقة .. التي اشهد لها بخلوها من
الامراض الاجتماعية التي يعانيها مجتمعنا ..
يحاول الان اعداء الشعب في الباسها ثوب
الفشل بشتي الطرق لوصم مجتمعنا بالفشل اذا لم يكن مجتمعاً تابعا للنظام الحاكم .. واتمني ان تصمد.. واقول لهم الشجرة المثمرة يكثر رميها بالحجارة .. ويقال: أن الرجل بلا أعداء رجل بلا قيمة وعندما يكون البحر هادئاً يتحول ركاب السفينة الي قبطان ، فمن يريد
الثرثرة ،، وله قدرة المواجهة فاليعود الي دياره ويواجه افورقي وأتباعه .. بلاش صياعة وكلام حريم.
وقد ناقشت هذا الامر مع بعض الاصدقاء في بلاد الغرب فحقيقة اعطوني
امثلة لاتبشر بخير ، وفهمت منهم ان الحالة مستفحلة بشكل خطير وانها عامة ، الناس تعاني من حالة التمزق
والشتات فلم تتعظ بعد ، فيا شعبي الكريم نحن امة خرجنا من بطون الحكمة والبصيرة ، فعلينا ان نحترم
تاريخ اسلافنا وارث ابائنا .. نحن جميعا بكل اختلافاتنا السياسية وتنوعنا الثقافي لنا تاريخ مجيد وما يقربنا اكثر مما يبعدنا ..وما يجمعنا اكثر مما يفرقنا.. علينا تفويت الفرصة عن ما
يكيدون ويريدون افساد مجالسنا كما يفسد الذباب الموائد .
أصبت مبد الحقيقة يا ود بره
ردحذفأصبت كبد الحقيقة يا ود بره
ردحذف