الاثنين، 12 نوفمبر 2018

هيلن ملس





(1) هيلن ملس في 1988 جرفتها موجة تحرير افعبت الي ميدان النضال الارتري ، من مدرسة اتحاد الترعة المسائي بكسلا التابع لجهاز تعليم الشعبية حينها ،  اكراماً من وزارة التربية والتعليم السودانية  ، وقد عملت به فترة وجيزة قبل نقلي الي معسكر عبودة ، هيلن كانت الاولي لفرقة (قيح عنبابا ) الورود الحمراء ، وكانت تتمتع بشعبية لاتقل من الفرق العسكرية في الميدان ، وعندما علمت والدتها بالالتحاق .. نست التباهي المفرط للانتماء الوطني الذي ألفناه عنها .. واغمي عليها ربما لم تشفي من الحالة الا بعد سنة تقريباً حينما تأكد لها انها قبلت في الفرقة الفنية للفرقة العسكرية 52 التي يضمن للابنتها البقاء بعيدا من خطوط النار ... وساءت بيننا العلاقة لان قسم من الزملاء المعلمين كنا نتقاسم المنزل معهم في الايجار ، بتهمة اننا عملنا لها غسيل دماغ ،، غنت هيلن اول اغنية لها في اذاعة صوت الجماهير بعد الالتحاق (ابي كيدوم دقخي ) اي الي اين غادروك أبنائك؟ وتقصد مصوع حينما تحررت عام 1990 .. وقد سمعتها في تلك الاونة في جبهة قندع ..وبجواري (ايدن) التي ردت (حقخي) اي معك حق .. ولم افهم الكلمة حينها الا بعد اتضاح هويتها لاحقاً لانها بعد الاستقلال مباشرة خرجت من العسكرية مع جموع اخري لانتمائها التقراوي ابا وأماً ... وفي المقابل انضم من التجرينية الذين كانوا في صفوف شعبية تجراي الي صفوفنا .

(2) بعد تحرير الكرمك عام 1989 بتحالف بين الجيش السوداني والشعبية ، التي دحرت عنها قوات قرنق وتحرير مدينة اصوصا الاثيوبية من قوات الدرق وتسليمها قوات شعبية تجراي ،، بعد عودة قواتنا كان الحديث يدور حول تخلف قوات شعبية تجراي ، لانهم لايجيدون بناء الخنادق ، وفي المقابل كان حديث قوات تجراي في تخلف نساء قوات شعبية ارتريا لانهن يلبسن الجوارب ، وشتان مابين المفهومين..! ، وكلنا نعرف في معسكرات اللاجئين في السودان جمعيتي ( محبر لمعت تجراي .. ومحبر ش.... تقراي) الداعم الاساسي والمصدر المالي لثوار التقراي ، وبعد استقلال لاتخلو منطقة في الريف أو الحضر  الارتري من يافطة الجمعيتين ... ولهم من اليسر والحركة في معسكرات الجيش والقوات الارترية ، التي يحرم علي المواطن وابن المنطقة دخوله الا بتصريح واجازة من مسئول رفيع .. حتي انطبق قول الشاعر علي شعبنا الابي (احرام علي بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس..!)

(3) وفي معرض حديثي هذا لا اتناسي حادثة حقات في عام 1993 حينما قتلت فتاة ارترية في مخفر البوليس شنقاً وعلقت جثتها علي ثوبها ، وأُعتبرت منتحرة ،، وقفل المحضر ، تحت تهديد رسمي من السلطات المحلية بعواقب وخيمة كل من يتناول الموضوع بالحديث في اي موقع .. الفتاة قادمة من السعودية لزيارة اهلها ،، وفي اثناء غسل الملابس دفقت بواقي ماء الغسيل امام منزلها .. وبخطأ اصاب من المارة امرأة تجراوية  ، طلعت عشيقة رئيس مخفر الشرطة   ، والذي امر بدوره احضار الفتاة الي المخفر وانتقم لعشيقته  ، وكانت النهاية الماساوية .

(4) التقارو بصفة خاصة خلاف القوميات الاثيوبية الاخري ،، هم اعداء الوطن الارتري .. علي مر التاريخ وبشواهد ملموسة فرداً وجماعات ، وهذا لايسقط التاريخ الاسود لقومية الامحرا ، وانما التقارو هم سبب بلاوينا .. منذ عهود مضت  تعود ما قبل تكوين الخارطة الارترية .. ولاننسي تحالف الشعبيتين  في عام 1981و اخراج الجبهة من الميدان وتصفية قياداتها وكوادرها ، ودور التقارو في الكماندوس في الحرائق وقتل الابرياء والعزل ،، وجرائم حزب الاندنت في تصفية الرعيل الاول للكوادر الوطنية ،، وبعد الاستقلال ،  استغلال الجندي الارتري من قبل العاهرات اللائي  كُن يعملن كخدم في ثكنات الجيش ، ومومسات ملأن اركان ارتريا حضنها وحضيضها.. ومن محاسن الحرب الارترية ـ الاثيوبية الاخيرة انها اوقفت ذلك الزحف اللعين .
وعلاقة الشعبية بالتقارو هي المعادلة التي لم تجد حلاً الي اليوم .. وهي من اهم اسباب الازمة في ضياع الهوية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق