الأحد، 30 ديسمبر 2018

في حضرة الحرف والنغم ÷ عبدالقادر ميكال


(1) لم أجد في حياتي اصدق من الحروف في رسم الاحساس ، ولا ابلغ منها في التعبيرعن المشاعر، رموزمجردة  ، تتحول  كائنات لطيفة خاشعة نابضة ، ثائرة فاتنة ، طائعة مخلصة ، يشكلها عقل الانسان حيث يشاء ، فمن الحروف يصنع المبدعون اللالئ  والدرر الخالدة ، الآسرة للعقول و الملهمة للنفوس .
(2) لتبقي الغذاء الاوحد للروح  .. فما الشاعر الا  مبدع يجيد فن نسج الحروف ، ليوثقها في نسق مذهل وبديع ، فالشاعر انسان رقيق ، يري مالا يراه الاخرون ، ويتنبئ قبل الناس جميعاً ، الشاعر مورد عذب لاينضب  ، تروي الذاكرة لتثمر الاف المعاني الطيبة ، وتحول قلوبنا الي مروج خضراء .

(3) اليوم كنت في حضرة مبدع ، وصاحب مفردة مميزة ، وتجربة نضالية طويلة ، اخي وصديقي المناضل الذي اضاف الي الشعر الوطني ايقاعاً واداء غنائياً في مرحلة الثورة ومازال يترنم ويصدح في منفاه في بلاد الجليد  ، تشرفت بزيارته في منزله العامر بين ابنائه واسرته ألا هو الجميل / عبدالقادر علي ميكال ، الذي نعرفه من خلال كتاباته المميزة ، وشعره المرهف ، الذي يطغي عليه الحماس الثوري والحنين الوطني ، فقدصنع لنفسه مدرسة مميزة ، ينفرد بها من بين مبدعي بلادي .

(4)  عبدالقادر ميكال شاعر القطرين ارتريا والسودان ، لذا هو علم من اعلام الشعبين ، ورمز من رموز الدولتين ، أمنياتي له بالصحة والعافية ، ودعواتكم لهم ، لانه يعاني من اعتلال الصحة منذ شهور ، شرف القاهرة في زيارة سوف لاتدوم طويلاً ويعود بعضها الي بلاد الصقيع  ، كان يستحق منا التكريم والاحتفاء بقدومه ، ولاننا لم نتعود علي تكريم اصحاب الافضال علينا  الا بعد رحيلهم ، فالتزمت بثوابت القوم ، واكتفيت  بأخذ الصور التذكارية ، ودعواتي له ان لاياتي يوم تكريمه.

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2018

مشروع / مركز تِعبي التعليمي

الشكر لقناة ال BBC المتمثلة في الرائعة Amira Jadallah ‎‏علي اختيار مشروعنا المتواضع من ضمن موسم افضل 100امراة للمبادرات الناجحة ، وهذا حافز ودفعة لتجاوز التحديات .. والتحية لمصر الابية التي احتضنتنا وقدمت لنا ما فقدناه في بلادنا الجريحة .

الأحد، 2 ديسمبر 2018

عونا






(1)علي خلفية المقال الذي تناولت فيه مذبحة بسكديرا وعونا ، اتصل بي بعض الاخوة المهتمين بالشأن الارتري ولهم دراية بالحدث واشكرهم علي المعلومات الاضافية ، وكذلك اشكر المعلقين في المقال ، والذين تركوا  اعجابهم  الذي لايقل من حيث الاهمية عن المعلقين ، لان الاعجاب له مدلول قوي في عالم الشبكة الاسفيرية .
ولتعميم الفائدة اخترت  كتابة المعلومات الاضافية في مقال منفصل ، واتمني ان يستمر العطاء ، والذي لم يتمكن من الطلة في العام ، اتمني ان يتواصل معي في الخاص ، واهتمامي بعونا وذكراها المؤلمة اردت توثيق باستغلال المناسبة وليس الامر بقصد نبش الماضي وتذكير الناس بماسيه القاسية ، وان كان الوضع الحالي لا يقل فجيعة منه .
(2) وقصة عونا وتوأمتها بسكديرا ، يدور حولهما لغط كثير ، عن اسباب وقوع الحادثة ، رغم انهما لم تقترفا ذنباً حتي يصيبها غضب العدو الذي لايفرق بين الاخضر واليابس ، البعض يعتقد انها مؤامرة الكماندوس (الشرطة الارترية) ضد المسلمين ،لان الكماندوس كان يشكل افرادها اغلبية مسيحية وكذلك قياداتها النافذة  ، والبعض الاخر   يوصمها بأنها طائفية تخدم مصالح التجرينية والتقاروا الذين كانوا يخدمون اجندة حزب (الاندنت)  الوحدة مع اثيوبيا  الذي تواطأ مع اثيوبيا في ضم ارتريا اليها وجعلها الاقليم الرابع عشر .
(3) وقد اجتهدت في تقديم اجابة مفيدة  بالاتصال مناضلين في جبهة تحرير ارتريا و مواطنين لهم دراية كافية بالاحداث ، واذا كان من بينكم له اضافة الباب مفتوح الموضوع ليس حكراً علي احد او مجموعة معينة  ، وقصة عونا تبدأ من الارهاصات التي كانت تدور في قصر الامراطور هيلي سلاسي (قوة الثالوث ) امبراطور اثيوبيا الاعظم ، ان خادم الامبراطور في ارتريا (اندراسي) ضعيف الشخصية ، وغير قادر في القضاء علي مجموعة قطاعي الطرق (الشفتا) تجعل من جبال وأودية السنحيت  مكان تمركز  ، ولهذه الاسباب اصدر الامبراطور مرسوماً بتفويض الجنرال تشومي ارقتو في استعمال القوة المطلوبة ، واذا اقتضي الامر بامكانه  ان يبيد الشعب الارتري بتبني سياسة الارض المحروقة ، وتجفيف البحر اذا اراد قتل السمك ، وأول ما وصل ارقتو الي اسمرا ، اصدر بياناً يهدد فيه الثورة الشعب الارتري انه  سوف لايرحم كل من يقف مع المارقين والفالتين ، وانه جاء  للقضاء علي قطاع الطرق في ايام معدودات ، وتطهير البلاد منهم  ، وفي المقابل استوعبت  جبهة تحرير ارتريا الرسالة ، واعدت العدة  لتلقينه درساً لن ينساه الامبراطور المتغطرس .
 (4) فوضعت خطة الاولي كمين عسكري في عقبة( لبي تقراي) لمواجهة الجيش اقادم من اسمرا  وكمين اخر بالقرب من حليب منتل علي تلال قرية (درق) لسد اي نجدة قادمة من كرن ، وفي يوم 21 نفمبر 1970م  أعد كميناً محكماً  قام افراد هندسة الثورة في  زرع الغام الاليات في تعرجات عقبة (لبي تقراي ) المشهورة التي تقع في الطريق الذي يربط  اسمرة ـ بكرن ، وبالفعل نجحت الخطة في تعطيل موكب الجنرال الذي كان يتكون أكثر من 50 سيارة محملة بالجيش النظامي الاثيوبي والكماندس الارتريين  وسيارات صغيرة للقيادات العسكرية .
(5)وعند اصابة اللغم احدي الشاحنات التي تقود الموكب فتح الثوار نيران بنادقهم ورشاشاتهم علي الجنود ، وضرب وقود السيارات الذي زاد من الاشتعال ، وهلك عدد كبيرمن عساكر العدو جراء سقوط الشاحنات في منحدرات الاودية السحيقة . وجرت معركة كبيرة  سريعة ومباغته نتج  عنها خسائر كبيرة في الارواح والعتاد علي راسهم هلاك الجنرال  "تشومي ارقتو " ،الذي نفق قبل ان يحقق شيئاً  ، ومات معه عدد من الرتب الكبيرة ،وميئات من الجنود ، تاركاً خلفه عاراً لايمحي من جبين الامبراطورية .
كان قائد العملية الشهيد/ قبرهيوت ود حمبرتي (  قائد سرية) والذي استشهد لاحقا في معارك بقو ،  وقائد سلاح الهندسة المناضل جمعة أبو الخير .
(6) وكانت قوات الكماندوس في كرن  في اهبة الاستعداد للاستقبال القائد الجديد الذي سوف يخلصهم من قطاع الطرق الي الابد ، ولكن تاتي الرياح بما لاتشتهي السفن ، وصلتهم اخبار عبر اللاسلكي غير العادة تفيد بوقوع الجيش في كمين و يخوض معارك ضارية مع قوات الشفتا .. وتحركت علي وجه السرعة قوافل السيارات  لنجدة  الجيش القادم من اسمرا ، ووقعت هي نفسها في كمين اخر علي مقربة من  قرية (حليب منتل) من قبل سرية الشهيد عثمان صالح علي ، ودارت معركة حامية وطيس تكبد الكماندوس خسائر فادحة في الارواح والعتاد ، وعادت بقية قوات العدو القهقهري الي كرن . 
(7) وفي يوم 27 نوفمبر، جاء دعم عسكري كبير  لقوات العدو الي كرن ، وتحركت في اتجاه شمال كرن في قري فرحن وبسكديرا وباب جنقرين وما يواليها ودارت معارك متفرقة مع الثوار ، وقد هرب سكان القري بعضهم الي كرن والاخر الي الريف ، الا قريتي (بسكديرا وعونا)  قد فضلتا البقاء رغم الحاح الثوار عليهم بالهروب وترك القرية وخاصة سكان بسكديرا ، وقد رفضوا مناشدات الثوار حتي جاءت القوات العائدة من معارك الثوار من جهة باب جنقرين ، وطلبت من سكان بسكديرا التجمع المسلمين في المسجد ، والمسيحيين في الكنيسة ، ورفض الاعيان وقالوا لن نفترق فنحن اخوة لحم ودم  لاتفرقنا اماكن العبادة .. فأدخلوهم جميعاً في المسجد وأمطروهم بالرصاص فاختلطت الدماء الطاهرة لتروي تراب الوطن ،، وتغيظ العدا . .. ودفن الجميع في مقبرة جماعية واحدة يقدرون ب 120 شهيداً ،، وهذه واحدة من المآثر الشجاعة وقيمة تجسد وحدة الارادة الوطنية في تحد الاعادي .
 (8) قرية عونا قاطنيها الاصليين عد شبوت السواد الاعظم مسيحيين ، تقع  في طريق كرن ـ افعبت  ، كرن ـ حلحل علي بعد كيلومترات شمال المدينة  وقد نزحت اليها سكان القري المجاورة لكرن ومن ضاحيات مديرية سنحيت لظروف متعددة ، وكانت تعد معقل  اساسي للثوار ، وعبرها يتسللون الي المدينة ويُدخِلون السلاح اليها ويهربون المؤن والادوية الي الثوار ، وكثير ما انتهت اثار مطاردات منفذي العمليات الفدائية عند عونا ، ولذا كانت مصدر تهديد دائم للعدو ، وحتي تكون عبرة لغيرها وانتقاماً لروح  الجنرال تشومي  وصل العدو الي قناعة اذا لم ترحل عونا عن الوجود سوف لن يهدأ له بال ، ففي  صبيحة الاول من ديسمبر من نفس العام اصدرت السلطات قراراً بفرض حصار محكم علي سكانها وابادتهم وحرق بيوتها علي رؤسهم ،  بعلل ايواء الشفتا ومعاونتهم في تنفيذ عمليات فدائية في كرن .. وكانت المجزرة التي راح ضحيتها ما بين (800الي الف ) شهيد من الاطفال والكهل والشيب والشباب ، وفي رمشة عين اصبحت اثر بعد عين خلفت ورائها ارض جرداء خالية من النبات والحيوان .  
مما سبق نستخلص ان مجزرتي عونا وبسكديرا ، هي ضحية تراكمات بدأت منذ تاسيس جبهة تحرير ارتريا في عام 1961م ، فريف اقليم سنحيت كان ثورياً خالصا ، ومدينة كرن كانت مصدر اشعاع في تغذية الثورة بالمتعلمين والدارسين ، حتي وصفها العدو (كرن برميل سم) ويقصد بالسم الثوار الارتريين .. المجد والخلود لشهدائنا الابرار والخزي والعار للمستبد الباغي .

الاثنين، 19 نوفمبر 2018

من يبغ حصاناً لاعيب فيه عليه ان يسير علي قدميه *





  من الامور الشائعة في مجتمعنا الارتري  المترامي الاطراف في ارجاء المعمورة ، صناعة الخلاف "الاستعلاء الاجوف" حتي انطبق علينا  تماما المثل القائل :"أنت أمير وانا أمير ومن يسوق الحمير "  الذي دعاني الي تناول هذا الموضوع تحت  العنوان أعلاه ، واختيار الافتتاحية  بهذا المثل الشائع ، استفحال الحالة بشكل فظيع جدا جداً في اي موقع  وفي اي زمان ، الا ... في داخل ارتريا ، الذي يسود فيها مبدأ سمعاً وطاعة ... أمة لاتُغيرها ظروف القهر ، ولا شتات الغربة ، وعذابات اللجوء ، ولا تتعلم من المجتعات التي أوتها وضيفتها، ووفرت لها سبل العيش الكريم ، و حياة الامن والاستقرار .. حقيقة مصيبة .. .. !
خلافات في ابسط الامور والاشياء .. خلافات في سفاسف الامور ... ونحن اصحاب قضية .. علينا مسئولية وطنية ، واخلاقية وشرعية نسأل منها أمام الله .. وأمام شعبنا الذي يعيش حالة لايعلم بها الا الله .
من منا لايعرف حالة المواطن في الداخل ..؟ من منا لم يذق الويل من النظام الحاكم ،، الذي اضاع علينا عقوداً من الازمان ، حتي هرمت ذاكرتنا وطمست عقول الاجيال  ،  بدلا من ان نفكر في كيفيت مساعدتهم بالمستطاع علي الاقل نزرع  فيهم امل العودة وامل الخلاص ..وتغيير النظام .. سبحان الله نتناحر ونتقاتل فيما بيننا ونحن خارج الحلبة ..
والامهات هناك يئن من الحرمان ويذرفنا الدموع الغوالي ، والاطفال ينتظرون لحظة الفرج من السجن والسجان ، كل الاسر في الدنيا يتمنون ان يكبروا فلذات اكبادهم ويصيروا رجالا ونساءً  الا في ارتريا ،، فيَدعون لهم ان يبقون في طفولتهم الي الابد... خوفاً من ان ينتزعوا من ايديهم ليخلدوا في الخدمة العسكرية الغير محدودة  !
وكل طفل وصل العاشرة .. لايفكر الا في طريقة المخارجة من البلاد .. فهمهم الهروب  .. وسلك دروب المجهول .. قد تنجح الخطة .. أو تتخفق لتكون الكارثة الوقوع في ايدي مهرب او زعيم عصابة ليسقط في أمرين احلاهما مر .
وقضيتنا كبيرة كبيرة جدا .. قضية شعب ووطن .. شعب يتعرض للابادة والضياع ..ووطن  للبيع والدمار ., فلايمكن لشعب عليه كل هذه المشاكل وبهذا الحجم ان لايتوافق .. ؟ واذا لم نتوافق في الضراء هل في اعتقادكم سوف نتوافق في السراء ... التلاحم يكون عند نزول المصيبة فلا توجد مصيبة اسوأ من التي نحن عليها ..
نحن شعب لم نتعلم من تجاربنا  .. ومن مسيرة ثورتنا الخالدة ... ولا من مآساة الملاجئ .. والعيش في بلدان الغير وما واجهناه من ذل وحرمان .
كل اجتماعتنا السياسية والمناطقية والجهوية والدينية وحتي الخدمية ... لانجتمع فيها الا لكي نفترق .. ونترك الموضوع ونتناول الاشخاص .. ويتبدد اي اجتماع دون فائدة .. واصبح الامر عادة ملازمة لنا في السودان في استراليا في بريطانيا في مصر في كل مكان من الدنيا .. حقيقة مصيبة ما بعدها مصيبة .
بالامس اجتمعت اللجنة الجديدة لمجتمع الللاجئين الارتريين في القاهرة للتشاور والتقييم .. فترة الشهور التي تلت  تاريخ انتخابها .. واستلام مهامها ، فكان اهداف الاجتماع بصفة عامة وضع المجتمع في الصورة لما قدمت من انجاز وماصعب عليها من مهام .. وعرض برامجها في الفترة القادمة .. والاستماع الي نصائح وافادات المجتمع  .. ولكن للاسف كان الاجتماع مجلس محاكمة ..!! وعرض اكتاف من بعض الحضور ، والاسوأ ان يُثني من اتيحت له فرصة التحدث من الحاضرين بصفقة الجمهور .. حتي قال أحدهم يجب تغيير اللجنة لانها فاشلة  .. واحداهن اتهمتهم بأن صور التوثيق تؤخذ بغرض استثمارها  عجيب امرك غريب أمرك.. ياشعبي ؟
وبصرف النظر عن ما الت اليه الامور ، او انفض عليه الاجتماع  المهم اني استنتجت امرين .. من خلال معايشتي عمل هذه اللجنة واللجنة التي سبقتها .. الاول: يتعلق ان من يخلق الخلاف هم من انصار النظام .. ويخلقون الازمات دائما وبشكل مستمر ومنظم .. والثاني: يتعلق باستفحال الجهل .. وعدم معرفة واجبات اللجنة .. واللائحة التنظيمية لها...وكلاهما يحتاج الي دراسة واستدراك لتفعيل دور التوعية المجتمعية .. يجب علي اللجنة استيعابها وتجعله من أولويات اهدافها . .. هذا بالنسبة للموضوع المحلي . .. واليوم عرفت تماماً لماذا الناس كانت تتهم اللجنة السابقة بالفساد وبرعاية مصالحها الخاصة .. وترك واجباتها المجتمعية ..؟ ولماذا انقسمت الي جزئين علي اسس دينية وعرقية .. وسياسية ..؟  وعندما توحدت اللجنة الحالية وتجاوزت اخفاقات اللجان السابقة .. التي اشهد لها بخلوها من الامراض الاجتماعية التي يعانيها مجتمعنا  .. يحاول الان اعداء الشعب في  الباسها ثوب الفشل بشتي الطرق  لوصم مجتمعنا بالفشل اذا لم يكن مجتمعاً تابعا للنظام الحاكم .. واتمني ان تصمد.. واقول لهم الشجرة المثمرة يكثر رميها بالحجارة .. ويقال: أن الرجل بلا أعداء رجل بلا قيمة وعندما يكون البحر هادئاً يتحول ركاب السفينة الي قبطان  ، فمن يريد الثرثرة ،، وله قدرة المواجهة فاليعود الي دياره ويواجه افورقي وأتباعه .. بلاش صياعة وكلام حريم.
وقد ناقشت هذا الامر مع بعض الاصدقاء في بلاد الغرب فحقيقة اعطوني امثلة لاتبشر بخير ، وفهمت منهم ان الحالة مستفحلة بشكل خطير وانها عامة ، الناس تعاني من حالة التمزق والشتات فلم تتعظ بعد ، فيا شعبي الكريم  نحن امة خرجنا من بطون الحكمة والبصيرة ، فعلينا ان نحترم تاريخ اسلافنا وارث ابائنا .. نحن جميعا بكل اختلافاتنا السياسية وتنوعنا  الثقافي لنا تاريخ مجيد وما يقربنا اكثر مما يبعدنا  ..وما يجمعنا اكثر مما يفرقنا.. علينا تفويت الفرصة عن ما يكيدون ويريدون افساد مجالسنا كما يفسد الذباب الموائد .

الجمعة، 16 نوفمبر 2018

الوضع الانساني في ارتريا



وضع الانسان في ارتريا أشبه تماماً بحياة #الارنب_الاسيوي ،، ولربما الفكرة مستوردة جاءت مع المبعوثين الي الصين في ستينات القرن الماضي الذين اوفدوا للاخذ دورات ترفع من قدرات وامكانيات الثورة الارترية في شتي المجالات ، ومنهم سيادة الرئيس أفورقي الذي يتحكم بارتريا أرضاً وشعباً بالحديد والنار منذ اكثر من خمسين عاماً منها ثلاثين عاماً بعد الاستقلال .
يُربي الارنب الاسيوي للاستفادة من جودة صوفه كالخروف الاسترالي ، و الاختلاف بينهما في عملية قص الصوف ، فطريقة قص صوف الارنب فظيعة فهي تتم بشكل أقرب لقلع جلد الافعي وهو حي ، فلا نتاثر في حال الافعي لانه سام ومؤذي ونشعر بالرافة والرحمة علي الارنب لانه وديع وصافي ، فيتم مط الأرنب وشدها بقوة قبل أن يبدأ العامل بقلع الفراء تاركا الأرنب بعدها ينزف في القفص ، يتم الاحتفاظ بالأرنب لمدة قد تطول أو تقصر حيث يتم انتزاع فرائهم كل شهرين إلى ثلاثة أشهر، وبعد أن يصبح الأرنب غير صالح لوفرة الفرو يتم التخلص منه " 💔.
فوجه المقارنة تأتي هنا .. أولاً الاسرة في ارتريا ما هي الا مَكنة تفريخ اطفال يسخرون لخدمة النظام ، لايحق للوالدين تربية ابنائهم او توجيههم وتهذيب سلوكهم وفق معتقداتهم وقناعاتهم ، فضلاً البلاد مهيئة للانحراف وفساد العقول لكثرة اماكن بيع الخمور وعروض البغاء ، فلا يصلح منها الا من رحم ربه ، فاذا فر الطفل من الاسرة خارج البلاد تدفع تعويضاً مالياً يفوق امكانياتها ، او يُسجن احدهم الي اجل غير مسمي . واذا وصل الطفل سن الخامس عشر من عمره يُرحل الي معسكرات التدريب العسكري ، وهناك يتم الفرز حسب حوجة النظام للاستخدام الالة البشرية الجديدة .. الاغلبية تذهب الي ملئ وتحسين الجندية ، ويتم مطهم كالارانب الاسيوية واستخدامهم ساعات طويلة خلال اليوم بلا أجر مجزي ، يؤمن حياتهم ، وكلما ضعفت قوتهم ، ووهن عظمهم يقل الاهتمام بهم ويصبحون غير مرغوب فيهم في حالة انهم مازالوا في سن الشباب ، و اذا فقد جزء من جسده او تعرض للاعاقة في الحروب ، يرمي به في احدي المعسكرات البعيدة عن المدن والحضر شُيدت خصيصا لهم كالسجون ، حتي ينتهي دوره تلقائياً .. وهي حالة الارنب في القفص ينتظر مصيره المحتوم .
الشعب الارتري يُعامل في حياته مثل الارانب الاسيوية ، اذا لم تكن منتج فيتغاضي عنك بامكانك ان ترحل ، او تنتظر الموت البطئ في مكانك ، أو تلفق لك التهم للتخلص السريع ، فلايسمح السفر الي خارج البلاد الا للعجزة أوالمقعدين ، اذا استثنينا عملاء النظام ومطبليه وهم ايضا من حيث لايدرون ينطبق عليهم قانون الارانب حينما يعجزون في تصريف الامور أوتخور عظامهم .