الخميس، 5 نوفمبر 2015

القنــفذ .. شائعة جديدة لكسب المال السريع




 ونحن صغار نرعى الاغنام ، كان يقابلنا  جلد شوكى ،أشبه بنجم البحر ، أوأشبه بنجمة ثلاثية اورباعية الشكل منكمشة على بعضها البعض، ولايظهر من داخلها شئ يوحى انه جلد لحيوان ، وذات مرة جلبتها معى الى البيت دون ادراك ، وبحذر شديد ،خوفا من اشواكه الحادة ، والمفاجئة كانت من امى امد الله فى عمرها ، حينما قبلتنى ، وتفائلت بالشئ قائلة : هذا (شِنْقِروَا) أيْ النجم ، واذا علقته فى بيت الماعز ، او فى مرابض الابقار ، فهناك اعتقاد اجتماعى بزيادة العددية والمحافظة على الموجود ، وهى عادات كانت سائدة حينها ، ويتداول الكثير حتى اليوم بعد الانفتاح العلمى ،  وحتى فى المدن والحضر  ان تدهين شعر البنت يحميها من البورة والعنوسة  .. ولم اشاهد  القنفذ حيا الا بعد بلوغ العشرين من عمرى ..وحينها عرفت ان ذلك شبيه النجم هو جلد هذا الحيوان اللطيف ، الذى يسمى  القنفذ الذى يطلق عليه ايضا (ابوشوك ) لانه يشابه الحيوان الاكبر ابو شوك . اذن ماهو  القنفذ ؟
أبو القنفذ حيوان صغير من الثدييات ينشط صيفاً و ينام شتاءً ويستيقظ في الربيع ويعيش على أكل الحشرات وأكل الديدان والزواحف والفئران الصغيرة وبيض الطيور التي تعشش في البراري كما يتغذى على النباتات والثمار. يسمى الشوك الذي يعتري جلد القنفذ بالحسك.
يلد ويرضع صغاره وله رأس بدون رقبة ظاهرة ،  وأذنين صغيرتين وفم مستطيل وذو أرجل قصيرة يغطي كل جسمه أشواك حادة وعند شعوره بأي خطر يُكور جسمه على شكل كرة شوكية تقيه شر أعدائه.ينشط ليلاً في الأيام المقمرة باحثاً عن ما يقتات عليه. القنفذ حيوان معروف عند العرب، وكانوا يكنونه بأبي شوك؛ ويكنوه أيضاً أبو سفيان، الأنثى منه يطلقون عليها أم( دلدل) ، وللعرب عجب كيف يكنون، ويسمونه أيضاً العساعس لأنه لا يخرج إلا بالليل.
يستطيع  القنفذ  معاركة الأفاعي والثعابين والحيات وذلك بتكوره ومحاولة التقاط ذنبها بفمه المختبئ وكل حركة للحية تزيدها ألما وضررا حتى يقضى عليها  ويتناولها بشراهة ووجبة دسمة ، وإن لدغته الأفعى فيأكل الزعتر الأخضر ولا يضره سم الأفعى، فسبحان الله الذي قدر في هذا المخلوق أن يعرف هذه الأشياء، والقنفذ  يحب العنب، فيقطع قطوف العنب ويسقطها على الأرض، فيأكل حتى يشبع ثم يتمرغ بها، وما يعلق في شوكه منها يحمله إلى ولده، فسبحان الله ! لذا القنفذ مهم فى البيت حتى ينظفه من الحيوانات والحشرات الضارة .

 ما دعانى الكتابة فيه اليوم ، هو انتشار خبر مفاده ان القنفذ مطلوب الى جهة علمية (مجهولة ) ، لوجود مادة طبية فيه ، تصلح على القضاء من المرض الخبيث حمان الله واياكم (السرطان ) بكل انواعه .. وحقيقة انتشر الخبر بشكل مسعور ، وبطريقة اشبه انتشار النار فى الهشيم ، ولاتخلوا جلسة او بيت من تناول الخبر ، وكأن الامر حقيقة ، اذيعت فى وسائل الاعلام الرسمية ، وقد شاهدت بام عينى كراتين مملوءة بالقنفذ ، اتية من الريف ، ولم اتمكن من متابعتها اين تذهب ؟  ولكن الشئ الذى استفسرت عنه انهم يبيعونه بثمن 500جنيه للقنفذ الواحد، واتم كلامه احد اصحاب الكرتونة " يازول الشئ دا غالى ..بيصل خمسة مليون " واعتقد هذا الشخص جمع الكمية من الريف ولايمانع لو اعطوه فى القنفذ الواحد 50 جنيه  . وقد دخل الخبر كل الديار والتلفونات تتصل فى كل مكان للبحث عن القنفذ ..وكما قرأت فى احدى الصحف السيارة ان الخبر مجرد احتيال ونصب بطريقة ذكية ..  هناك شبكة تروج لمثل هذه الشايعات حتى يتم البيع والشراء دون معرفة  مصدر الطلب .والمستفيد الاول البائع الاول والثانى والثالث وربما اكثر ... فى الهواء يخم الحسرة .والشايعات سبحان الله اصبح ترويجها ابلغ فى زمن الانترنت والاتصال الخرافى ، وقد استغل المحتالون هذه الوسائل فى تحقيق ماربهم الشيطانية .. ورسالتى الى جميع الناس ان يجعلوا من هذه الشايعة  النهاية ..ولاياخذ الخبر الا من وسائل الاعلام المصرح بها أو الرسمية التى تشرف عليها الدولة وشائعة صيد القنافذ ليس محصورة فى السودان وربما جاءتنافى وقت متاخر والبلاد العربية الفقيرة تروج فيها مثل هذه الشايعات للاشغال الناس بأمور انصرافية وقد تكون مقصودة احيانا من الدولة ..واحيانا هى من صنع الانتهازيين والمحتالين  .. .ونسال الله السلامة لى ولكم .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق