الجمعة، 27 نوفمبر 2015

الريفية نجاة بلقاسم من راعية للغنم الى وزيرة للتعليم بفرنسا



في حوار لها مع مجلة “نيويورك تايمز” الأمريكية واسعة الانتشار، كشفت الوزيرة الفرنسية ذات الأصول الناظورية نجاة بلقاسم جانباً خفياً من حياتها الشخصية والمتعلقة بفترة الطفولة التي قضتها بالمغرب. وزيرة التعليم الفرنسية قالت إنها ترعرعت بقرية بني شيكر التابعة لإقليم الناظور، حيث قامت لفترة غير قصيرة برعي ماعز العائلة. وأكدت نجاة أنها تتقن التحدث “بالريفية”، حيث لازالت تستعملها خلال جلساتها العائلية. وزيرة التعليم الفرنسية ذات الأصل الريفي قالت إن الشبان المحبطون بحثوا عن هوياتهم ووضعوا الدينية منها في الصدارة، وإليكم أهم ما جاء في حوار الوزيرة مع نيويورك تايمز بتصرف.  جلست نجاة فالو بلقاسم في مكتبها المزين بأوراق من الذهب في فندق “روثلين تشاروليه”، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر، تتابع أزمة الهوية التي تستشري بين الشبان الفرنسيين المسلمين. قالت الشابة المغربية المهاجرة (36 عاماً)، التي باتت أول امرأة تشغل منصب وزيرة للتعليم في فرنسا: “عندما شعر أولئك الشباب بالإحباط في المدارس، بحثوا عن هوياتهم في أماكن أخرى، ووضعوا هويتهم الدينية في الصدارة. ليس أمراً مستغرباً أن تتولد لديهم المناعة ضد قيم الجمهورية الفرنسية”. اعتبرت فالو بلقاسم، لفترة من الزمن، أحد النجوم الصاعدة في الحزب الاشتراكي الفرنسي الحاكم. واليوم، في الوقت الذي تنظر فيه فرنسا إلى مدارسها للمساعدة في التعافي من آثار الانقسامات الدينية والعرقية، تقبع الوزيرة الشابة تحت ضغوط هائلة لإثبات استحقاقها لمنصبها الرفيع. قد تبدو أفضل تأهيلاً من غالبية الوزراء الفرنسيين في معرض وصولها إلى الشباب المغترب، حيث قضت سنواتها الأولى والكثير من الإجازات الصيفية متحدثة باللغة الأمازيغية في مزرعة جدتها في شمال المغرب ثم ترعرعت في أحياء فرنسا الفقيرة. لكن مع ذلك، ترفض فالو بلقاسم الاعتراف بأن أصولها تميزها عن باقي السياسيين. فهي تدين بنجاحها وبمنتهى الامتنان إلى نظام التعليم الفرنسي. تقول فالو بلقاسم: “كانت المدرسة دوماً لاعباً كبيراً ومؤثراً في رحلتي الشخصية، فقد سمحت لي بالانفتاح على العالم، وبالحركية الاجتماعية كذلك. كما سمحت لي بإثراء ذاتي، وبالتعلم والإدراك”. مع سعي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع رئيس وزرائه مانويل فالس إلى تعزيز القدرات الاستخبارية الفرنسية وتوسيع الصلاحيات الشرطية في الدولة التي تشن حملتها الموسعة ضد الإرهاب، كلفت فالو بلقاسم بمهمة بناء جسور التواصل مع ملايين المغتربين من الشباب المسلم الفرنسي، وبعض هؤلاء رفض بالفعل المشاركة في دقيقة الصمت الوطنية حداداً على ضحايا هجمات «شارلي إيبدو». أعلنت فالو بلقاسم في 22 يناير الماضي، عن خطة بقيمة 250 مليون يورو (285 مليون دولار)، لتدريب المعلمين الفرنسيين على مناقشة العنصرية ونقل قيم “الحياة الفرنسية” سويا في قاعات الدراسة. وتقول فالو بلقاسم “ليست العائلة فقط هي المعنية بنقل القيم، ولكن المدرسة مطالبة أيضاً بالقيام بهذا الدور”. ومع خروج فرنسا من كارثة هجمات “شارلي إيبدو”، فإن التقارير المدرسية حول الطلاب المسلمين الرافضين لإحياء ذكرى الضحايا تسلط مزيداً من الضوء على عمق الانقسامات الضاربة في المجتمع الفرنسي. كانت تلك الانقسامات معروفة منذ سنوات، إذ خلصت دراسة أجريت في 2012 من قبل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أن فرنسا تتقدم الدول الأوروبية من حيث عدم المساواة التعليمية الناشئة عن الأصول الاجتماعية والعرقية. وتحدث المجلس الوطني الفرنسي لتقييم نظام التعليم عن “غيتوهات المدارس”، في إشارة إلى المناطق التي تكون فيها نسب التسرب من الدراسة مرتفعة ومعدلات أداء الطلاب منخفضة بصورة كبيرة. وتقول فالو بلقاسم إنها “شخصياً كانت معرضة للنشأة وسط مشاعر السخط والغضب حيث كانت تعيش على الجانب المهمش والمستبعد من المجتمع الفرنسي”. وقالت إنها تتذكر أيام طفولتها في بني شيكر، وهي قرية جبلية صغيرة في المغرب، حيث كانت ترعى الغنم وقد تشاهد سيارة واحدة مرة كل شهر. كان والدها يعمل في المعمار بفرنسا، والتحقت هي مع أمها وشقيقتها الكبرى بالوالد عندما كان عمرها 4 سنوات. وقد ولد أشقاؤها الخمسة في فرنسا. ترعرعت فالو بلقاسم في حي فقير بمدينة أبيفيل الواقعة شمال فرنسا، ثم انتقلت إلى مدينة اميان. كان للرجال والنساء في عائلتها أدوار تقليدية: كان الرجال يعملون، وترعى النساء الأطفال في المنازل. وكانت والدتها رغم ذلك تشجع أولادها السبعة على الدراسة، وتشجع الفتيات خصوصاً على الاستقلال المادي عن العائلة. كان والد فالو بلقاسم صارماً إذ لم يكن يسمح لها بمقابلة الشبان. ومن ثم كانت الكتب هي ملاذها الوحيد، حيث وفرت قلة أنشطة أوقات الفراغ الفرصة للتفوق الدراسي. التحقت بكلية الحقوق، ثم كلية باريس للدراسات السياسية المرموقة – وهو ميدان التدريب الفعلي للنخبة السياسية الفرنسية – وهناك تقابلت مع زوج المستقبل، بوريس فالو، أحد المقربين من الرئيس هولاند ويشغل حالياً منصب نائب كبير الموظفين بقصر الإليزيه.
  كانت انتخابات عام 2002 نقطة تحول بالنسبة لها. لم تكن لدى أسرتها اهتمامات سياسية قط. ولقد أصابتها لعنة السياسة حين تمكن المرشح الرئاسي للجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة من اكتساب ما يكفي من الأصوات لدخول جولة الإعادة. فانضمت إلى الحزب الاشتراكي الفرنسي على أمل أن تحدث فرقاً ما. وقالت فالو بلقاسم: “كنت خجولة ومتحفظة للغاية، ولذلك كان أمراً يتعارض مع شخصيتي أن أنخرط في العمل السياسي. لكنني قررت أن أعلن التزامي مدى الحياة بمحاربة الظلم الاجتماعي، ومناهضة عدم المساواة، وكان ذلك هو السبب وراء كوني يسارية حتى النخاع”.

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015

متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟


 https://web.facebook.com/darshh44/videos/588882547911378/
 
* أحمد الحناكي
في عهد الخليفة عمر بن الخطاب قدّم شاب مصري شكوى ضد محمد بن عمرو بن العاص، وإلي مصر في ذلك الوقت، وتبدأ القصة في سباق للخيل كان يقيمه محمد بن عمرو بن العاص، ويشارك فيه هذا المصري. وبعد أن فاز أحد الخيول في المسابقة قال محمد بن عمرو بن العاص: "إنها فرسي ورب الكعبة" كما صاح المصري في اللحظة نفسها: "إنها فرسي ورب الكعبة" فغضب منه محمد بن عمرو بن العاص وضربه بالسوط، وهو يقول: خذها وأنا ابن الأكرمين. خذها وأنا ابن الأكرمين. ومن أجل ذلك سافر من مصر إلى المدينة، وشكا المصري إلى الفاروق ما فعله ابن عمرو بن العاص فاستدعى عمْراً وابنه من مصر: وعندما قدموا وشاهد الابن فإذا هو خلف أبيه فقال عمر: "أين المصري؟" فقال الرجل: هأنذا فقال عمر: "دونك الدرة اضرب ابن الأكرمين، وكررها ثلاثاً" فضرب المصري محمد بن عمرو بن العاص حتى أوجعه، ولم يكتف عمر بن الخطاب بهذا الحكم بل قال للرجل: "ضعها على صلعه عمرو بن العاص، فو الله ما ضربك إلا بفضل سلطان أبيه": فقال المصري: يا أمير المؤمنين لقد ضربت من ضربني فقال عمر: "أما والله لو ضربته ما حلنا بينك وبينه" ثم التفت عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص وقال له: عبارته المشهورة "أيا عمرو! متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟" بعدها التفت إلى المصري وقال له وكأنه يطمئنه: "انصرف راشداً فإن رابك ريب فاكتب إليَّ".
كان موقف الفاروق أكثر عدلاً من أكثر الدول الديمقراطية الآن، فهو قد أنصف الشاب على حساب ابن عمرو من دون أن يسأل الابن فهو قد استشعر بالظلم بحدسه، بل إنه أراد حتى أن ينال عمرو نصيبه لولا أن الشاب اكتفى.
ليست الحرية أن تكون خارج المعتقل فقط، بل هناك حرية الرأي والخيار والتنقل والسفر والتعبير والمعتقد والكثير ممن مات كثيرون بسببها. وفي التاريخ القديم نتذكر عنترة الفارس الكبير الذي لم يقبل أي شيء ليقاتل عدا حريته، فهو كان مملوكاً لأبيه الذي لم يعترف به، وكان يرفض عتقه وعندما غزتهم إحدى القبائل وأحس شداد والده بالهزيمة قال له كر يا عنترة، فرفض، فقال له كر وأنت حر، وعندها امتشق سيفه وقلب المعركة عندما سمع تلك الكلمة السحرية التي حولته إلى منتشٍ بطعمها كما لم ينتعش من قبلُ. قبل عنترة بقرون وفي عهد الرومان برز سبارتاكوس الذي أصبح ملحمة فيما بعدُ؛ فهو كان مسلوب الحرية، كأمثاله من المستعبدين فقاد ثورة كبيرة لينال حريته، وعلى رغم أنه يعلم أن فرص النجاح ستكون ضئيلة فضل الموت على الاستعباد وقتل بعد معارك كبيرة، بيد أنه خلَّد اسمه رمزاً ومناضلاً. ولعل أحد روائع شاعرنا المصري الكبير أمل دنقل عرفتنا به قصيدته المسماة «كلمات سبارتاكوس الأخيرة»، إذ يقول: (المجد للشيطان.. معبود الرياح من قال: "لا" في وجه من قالوا: "نعم" من علّم الإنسان تمزيق العدم، من قال: "لا" .. فلم يمت، وظلّ روحاً أبديّة الألم).
كبير أنت يا سبارتاكوس وكبير أنت يا دنقل وأكبر من الجميع تلك الحرية التي يتطلع إليها كل من جُبلت نفسه الأبية على الكرامة، وهاهم شعبنا الفلسطيني العظيم الذي يقدم أبناءه كل يوم أرواحهم؛ فداءً لهذه الحرية التي يحاول الكيان المسخ انتزاعها منهم، ولكنه -وعلى رغم مجازره وطغيانه- لم يستطع ولن يستطيع ما دامت قلوب هؤلاء الأبطال متشبثة بحريتها ونضالها وحقها الأبدي المسلوب.
آه، ما أجمل الحرية! وما أجمل العدالة! هذان الصنوان اللذان لا يفترقان، فلا عدل بلا حرية ولا حرية بلا عدل.

الخميس، 19 نوفمبر 2015

اخترت لكم ...من صفحات الاصدقاء

 مقطعين من بروفايلات اصدقاء الفيس بوك
الاول   ‏‎Mo Anwar‎‏.


اقترح جمال عبدالناصر علي الزعيم اسماعيل الازهري رئيس وفد السودان في مؤتمر باندونق الجلوس خلف الوفد المصري باعتبار السودان تحت وصاية الحكم الانجليزي المصري.رفض الازهري هذا المقترح وقال نحن علي اعتاب الاستقلال وسنكون دوله مستقله ولابد ان نمثل الشعب السوداني لان هذا المؤتمر يمثل الشعوب فحدث بينهما نقاش واحتد النقاش وكان بالقرب منهم الرئيس الصيني شوان لاي واثناء سخونة النقاش بين الازهري وعبدالناصر الذي قال انتو ماعندكم علم ومن المفترض ان تجلسوا خلف العلم المصري وهنا اخرج الازهري منديل ابيض من جيبه وكتب عليه بالحروف الانجليزيه اسم السودان وقال هذا علمنا بعد ان وضعه علي راس قلمه. حينها قال الرئيس الصيني شوان لاي هذا اعظم علم اشاهده في حياتي وفي رواية اخري يقال ان المنديل لمبارك زروق اول وزير خارجيه سوداني وهنا غضب الوفد المصري من الوفد السوداني ورفض لهم العوده عن طريق مصر قرر الوفد السوداني العوده عن طريق جده وعند وصولهم لم يكن لديهم مال للعوده الي السودان فاستقبلتهم الجاليه السودانيه وذهبت بهم لمقر اتحاد ابناء دنقلا بجده وجمعوا لهم التبرعات وقطعوا لهم تذاكر العوده الي السودان.ولايزال هذا العلم موجود في متحف مؤتمر باندوق وفي نفس المكان الذي عقد فيه مؤتمر عدم الانحياز.
رحم الله  الازهري ووفد حكومته الذين رفعوا راس السودان عاليا بين الامم.

 الثانى  Siddig Hussein

محمد حسنين هيكل فى احدى حلقاته مع الجزيرة كان صريحا حينما قال بعتنى عبدالناصر فى عام 1955م للخرطوم لاعدا تقرير صحفى عن موقف السيد / عبدالرحمن المهدى العدائى للوحدة مع مصر والانحياز للانجليز المستعمرين ، قابلت السيد عبدالرحمن المهدى وكنت فى حماس الشباب وواجهته باسئلة قاسية من بينها ... كيف تتفاوض مع الانجليز المستعمرين ، حول مصير السودان وترفض التفاوض مع مصر ؟ قال لى:ان استعمار السودان تم بخيول مصرية يسوسها الانجليز .. هل تريدنى ان اتفاوض مع الخيول واترك السياسيين جانبا ؟ يقول هيكا (افلت بؤى وماقلتيش حاقة ).











السبت، 14 نوفمبر 2015

عن ازمة الهوية في السودان

اعداد : على موسى

عن ازمة الهوية في السودان (الحلقة الاولى )
مقدمة:
أزمة الهوية  هي احدي المشاكل التي عانت وما زالت تعاني  منها الدولة السودانية , وقد ظل المثقفين من أبناء الثقافة العربية يقدمون رؤيتهم الخاصة بهم ويفرضونها علي الشعب السوداني بتعدده وتنوعه (( التاريخي والمعاصر )) علي أنة شعب (( عربي كريم )) وإذا طرحنا سؤال : هل الشعب السوداني هو شعب عربي كريم أم هو شعب سوداني كريم؟  ياتري ماذا تكون الإجابة . وبكل بساطة سوف تكون الإجابة علي السؤال حسب انتماء الفرد العرقي او الثقافي او الفكري (الايديولوجي) …الخ . فهناك جزء كبير من العرب في السودان ينظرون الي هوية السودان باعتبارها: (( هوية عربية )) وبنفس القدر هناك جزء من غير العرب في السودان ينظرون الي هوية السودان باعتبارها :((هوية افريقانية)) ومنذ محاولات ( سليمان كشة وعلي عبد اللطيف ) ظهرت قضية الهوية في السودان كقضية فكرية سياسية وقد أخذت بعد ذلك اتجاها أدبيا يظهر في محاولات (حمزة الملك طمبل) التي سعي من خلالها لتأسيس خطاب سوداني ((مواز /او مقابل)) للخطاب العروبي السائد المتمثل في مذهب : (ألبنا والعباسي وغيرهما …) واستمرت المسالة حتى الستينيات وخلال الستينيات ظهر جيل أكثر حداثة . حيث ذهب المثقفين من هذا الجيل الي افتراض خيارات لهوية السودان , فمنهم من قال: (بعروبة الشعب السوداني) ومنهم من قال : (بافريقانية الشعب السوداني)  ومنهم من ذهب إلي التوفيق بين الاثنين (العروبة والافريقانية) ليصل الي ما عرف بمدرسة (( الغابة والصحراء )) او ((الافرو عروبية)) وسوف نقدم نمازج من هذه المدارس بغرض توضيح التطور الفكري التاريخي لقضية الهوية
في السودان بشكل مختصر . وسوف نناقش موضوع الهوية في السودان بالقدر الذي يمكننا من نقل رؤيتنا لهذه الأزمة وكيفية إيجاد الحلول اللازمة.
المدرسة العروبية :
قامت هذه المدرسة في أدبياتها علي ما كتبه عبد الرحمن الضرير في كتابة العربية في السودان بدافع اثبات عروبة السودان دون الالتفات الي العناصر غير العربية الموجوده في السودان , وتبعه في ذلك محمد عبد الرحيم في كتابه نفثات اليراع في الادب والتاريخ والاجتماع , حيث دافع عن عروبة السودان وعن اسلاميتة.هذا الي جانب التوجه الاسلاموعروبي الذي فرضته الحكومات المختلفة التي تعاقبت علي الحكم في الدولة السودانية منذ خروج المستعمر 1956م الي 1989م مما أدي الي تمكين الكيان الاسلاموعربي سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وهيمنته علي جهاز الدولة وتهميش الاخر الثقافي والديني .
ورأينا في هذه المدرسة انها تناولت موضوع الهوية في الدولة السودانية بمنظور ثنائي (عرب/زنوج او أفارقة كما هو متداول في اروقة الفكر السوداني) ونشير في هذا الجانب الي أن استخدام كلمة (أفارقة) للدلالة علي الزنوج او السود في السودان هو خطأ منهجي لانه يؤدي الي خلط مفاهيمي بين ما هو ((جغرافي)) كالانتماء للقارة الافريقة جغرافيا وما هو ((عرقي او ثقافي او اثني)) مثل الانتماء للعروبة او الزنوجة. وبما ان هذا المصطلح (الافارقة) اصبحت دلالته في الواقع السوداني تشير الي الزنوج او السود , فاننا نستخدمة بهذا الفهم بعيدا عن خلطة بالجانب الجغرافي الذي يظهر احيانا بهدف المراوغة. بمعني اننا عندما نزكر لاحقا كلمة (أفارقة) نقصد بها (الانتماء العرقي / الثقافي / والاثني) وبصورة واضحة نقصد بها الزنوج او السود او غير العرب في الدولة السودانية . وهذا التقسيم الثنائي (عرب / أفارقة) الذي استخدمتة المدرسة العروبية بغرض تحليل الصراع وأزمة الهوية في السودان أدي الي عدم اعتراف هذه المدرسة بالمكون الافريقي للزات السودانية مما جعل هذه المدرسة لا تحس ولا تقر ولا تعترف بوجود سودان خارج خيمة الثقافة الاسلاموعربية الامر الذي جعلها لا تقر بسودانية من هو ليس بعربي . والنتاج الطبيعي لهذ المدرسة أنها انهزمت أمام الواقع السوداني المتعدد عرقيا وثقافيا واثنيا وفشلت في ايجاد حل لمشكلة الهوية في السودان.
المدرسة الافريقية او الافريقانية : 
هذه المدرسة نشأت لحفظ الصراع من حيث ثنائيتة (عرب / أفارقة) فالحديث عن الافريقانية في السودان يقوم علي استيعاب الكيانات الافريقية , لكن لا توجد كتابات عن سودان أفريقي الثقافة , لذلك كان وجود هذه المدرسة نظري افتراضي لم يشهد له الفاعلية في تشكيل المواقف وبنائها في السودان بل كان الاتجاة الاكثر فاعلية هو الاصوات التي ارتفعت مطالبة بحقوق الكيانات الافريقية في السودان ورد الاعتبار للمكون الافريقي .ورغم فشل هذه المدرسة في تشكيل موقف قوي ينادي بسودان أفريقي الهوية بعيدا عن الاطار الجغرافي الا أننا نوضح رأينا فيها بغرض توضيح سلبياتها .(نواصل )

هجمات فرنسا.. من هم الإرهابيون الحقيقيون؟


هجمات فرنسا.. من هم الإرهابيون الحقيقيون؟

دكتور محيي الدين عميمور

أسمح لنفسي بالفرار من سلسلة الحديث عن ذكريات أكتوبر لأتوقف لحظات عند أحداث معاصرة، أعتقد أن علينا أن نتوقف طويلا أمامها.

فالأحداث الدموية التي عرفتها باريس يوم الجمعة 13 نوفمبر تفرض علينا أولا وقبل كل شيئ وقفة تحليلية واعية نحاول من خلالها أن نفهم حقيقة ما حدث، بدون الوقوع في شراك المعلومات التي تقدمها وسائل الإعلام الفرنسية، والتي يتضح أنها تنطلق دائما من نهج فكري عقدي وعقائدي تطبخه مؤسسات معينة، معظمها يتصرف بالأسلوب الماسوني.

والتسابق نحو التنديد بالإرهاب والذي اندفعت نحوه جل القيادات العربية هو أمر متوقع ومنطقي عندما نعرف أن القوم يرفعون المظلات عندما تتوسط الشمس كبد السماء في لندن أو باريس، لكن هذا يجب ألا يحول بيننا، كمثقفين وطنيين،  وبين طرح التساؤلات المشروعة عما حدث، لتوقع ما يمكن أن يحدث.

ولقد تابعت الكثير من التحليلات الفرنسية منذ مساء الجمعة وحتى كتابة هذه السطور، وكلها تحليلات نابعة من المنطق الفرنسي، بما فيها تحليلات قدمها من يحملون أسماء مسلمة، ولم تقدم وسائل الإعلام الفرنسية أي تحليل لغير هؤلاء، ومنهم من عرف عنهم الارتباط بالمصالح الأمنية الفرنسية، والذين نطلق على أمثالهم في الوطن العربي صفة “علماء السلطان”، والمعنى واضح ومفهوم.

وبداية، لم يتوقف أحد عند تاريخ الأحداث، وهو يوم الجمعة 13، وهو يوم يتشاءم منه الغربيون والفرنسيون على وجه التحديد، وللعلم فإن اختيار هذا التاريخ مرتبط بما يتفادى الكاثوليكيون التعمق فيه، وتناوله دان براون في روايته “شفرة دافنشي”، مشيرا إلى أنه تاريخ مذابح رهيبة ارتكبت بأمر الكنيسة ضد كل من رفض الإيمان بنتائج مؤتمر نيقية (Nicée) الموسكوني سنة 235 م، الذي رسم الخط العقدي للمسيحية الكاثوليكية (الإيمان بالثالوث والتناقض مع الآريوسية وألوهية المسيح ونفي أي علاقة أسرية بمريم المجدلية وتثبيت يوم الفصح) ولقد كانت تلك المذابح أقرب إلى عمليات قتل جماعي، تلتها بعد ذلك ماقامت به محاكم التفتيش الإسبانية ضد المسلمين واليهود على حدّ سواء، وقبلها عمليات الإبادة التي قام بها شارلمان (782 م) وبعدها مذابح شارل التاسع في فرنسا ضد البروتستنت، والتي قتل فيها عشرات الآلاف في عدة مذابح من بينها مذبحة سان برتيليميو الشهيرة (أغسطس 1572).

وهكذا نجد أن التشاؤم من يوم الجمعة ترجمة لعقدة ذنب لعلها تفسر لماذا لم يتوقف أحد عنده عبر جل التعليقات الفرنسية على أحداث باريس.

وتأتي هنا قضية أخرى، يجب أن تذكرنا بأحداث ميونيخ 5/6 سبتمبر 1972، والتي احتجز فيها مناضلون فلسطينيون عددا من الرياضيين الإسرائيليين، وعنصر التساؤل هنا هو التعتيم الغربي على مصدر الرصاصات التي قتلت الرهائن والخاطفين على حد سواء، والتي تقول معظم المصادر أنها لم تكن رصاصات فلسطينية، بل إن عملية الاقتحام التي نفذتها مجموعة مشتركة من الإسرائيليين والألمان فتحت النار على الجميع، وهو ما يعيد إلى الذاكرة قضية طائرة “إير فرانس″ التي اختطفت في مطار الجزائر في نهاية 1994، وانتهت بقتل الخاطفين وتحرير الرهائن.

وسنجد هنا تبريرا منطقيا لكل التساؤلات التي ارتفعت آنذاك عن سبب عدم استعمال القنابل المخدرة للقبض على “الجناة” أحياء، واستجوابهم لاكتشاف الأيدي المدبرة للاختطاف، وحقيقة الادعاءات بأن الخاطفين كانوا يريدون تفجير الطائرة فوق باريس، وسنجد نفس التساؤلات مع تصفية الإرهابي خالد خلخال (سبتمبر 1995) ثم محمد مراح (مارس 2012) في باريس.

وأنا شخصيا لست ضد التنديد بالعمليات الإرهابية، علما بأن كثيرين ممن يتعرضون لها اليوم كانوا يسخرون منا في التسعينيات عندما كنا نقول لهم بأن قصة “فرانكنشتاين” هي قصة تتكرر عبر الزمان، وبأنهم سيذوقون يوما أضعاف ما كنا نعاني منه.

لكنني أتصور أن كل مؤسساتنا السياسية والحزبية يجب أن تقوم بإعداد دراسات موسعة حول دور الغرب في العمليات الإجرامية التي عرفها الوطن العربي عبر تاريخه الطويل، ومنطلق الدراسات هو رفض الادعاءات الغربية بارتكاب المسلمين لمجازر جماعية منذ أحداث الفتنة الكبرى، والإثبات بالحجة والدليل أن الأوربيين قاموا بآلاف المذابح، سواء ضد المسلمين أو حتى ضد مسيحيين لهم مذاهبهم التي تختلف عن المذهب الكاثوليكي.

ويكفي أن نذكر بالمذابح التي قام بها نابليون بونابرت في يافا (مارس 1799) والتي قتل فيها المئات من أسرى الحرب المسلمين والمسيحيين الشرقيين، ويمكن أن نذكر بما قام به من يسمونهم “الرواد” في أمريكا الشمالية والجنوبية ضد السكان الأصليين، وما قامت به إيطاليا في ليبيا وفرنسا في الجزائر، وما يقوم به البوذيون اليوم في ميانمار ضد المسلمين.

ولن أطيل، لأن تصرفات قياداتنا السياسية والدينية تجاه ما يسمى الإرهاب أصبحت فضيحة، لأنه تكرار لما نعبر عنه في الجزائر بعبارة “مهبولة، وقالو لها زغردي”، أو ما يقول عنه المشارقة، “عبيطة وأمسكوها دفّا”.

ويجب أن ننتهز كل فرصة لكل نذكر الغرب بأن أول عمليات الاغتيال الإرهابي في المشرقي كانت باغتيال صهاينة للورد موين في القاهرة (نوفمبر 1944) وبأن أول عمليات اختطاف طائرة مدنية قامت بها المخابرات الفرنسية في 22 أكتوبر 1956 باختطاف طائرة الزعماء الجزائريين الأربعة، أحمد بن بله وحسين آيت أحمد ومحمد بو ضياف ومحمد خيضر.

ولن أطيل، لأن علي أن أعود لمتابعة آخر الأخبار، لعلي أكتشف أنني مخطئ.

الخميس، 5 نوفمبر 2015

القنــفذ .. شائعة جديدة لكسب المال السريع




 ونحن صغار نرعى الاغنام ، كان يقابلنا  جلد شوكى ،أشبه بنجم البحر ، أوأشبه بنجمة ثلاثية اورباعية الشكل منكمشة على بعضها البعض، ولايظهر من داخلها شئ يوحى انه جلد لحيوان ، وذات مرة جلبتها معى الى البيت دون ادراك ، وبحذر شديد ،خوفا من اشواكه الحادة ، والمفاجئة كانت من امى امد الله فى عمرها ، حينما قبلتنى ، وتفائلت بالشئ قائلة : هذا (شِنْقِروَا) أيْ النجم ، واذا علقته فى بيت الماعز ، او فى مرابض الابقار ، فهناك اعتقاد اجتماعى بزيادة العددية والمحافظة على الموجود ، وهى عادات كانت سائدة حينها ، ويتداول الكثير حتى اليوم بعد الانفتاح العلمى ،  وحتى فى المدن والحضر  ان تدهين شعر البنت يحميها من البورة والعنوسة  .. ولم اشاهد  القنفذ حيا الا بعد بلوغ العشرين من عمرى ..وحينها عرفت ان ذلك شبيه النجم هو جلد هذا الحيوان اللطيف ، الذى يسمى  القنفذ الذى يطلق عليه ايضا (ابوشوك ) لانه يشابه الحيوان الاكبر ابو شوك . اذن ماهو  القنفذ ؟
أبو القنفذ حيوان صغير من الثدييات ينشط صيفاً و ينام شتاءً ويستيقظ في الربيع ويعيش على أكل الحشرات وأكل الديدان والزواحف والفئران الصغيرة وبيض الطيور التي تعشش في البراري كما يتغذى على النباتات والثمار. يسمى الشوك الذي يعتري جلد القنفذ بالحسك.
يلد ويرضع صغاره وله رأس بدون رقبة ظاهرة ،  وأذنين صغيرتين وفم مستطيل وذو أرجل قصيرة يغطي كل جسمه أشواك حادة وعند شعوره بأي خطر يُكور جسمه على شكل كرة شوكية تقيه شر أعدائه.ينشط ليلاً في الأيام المقمرة باحثاً عن ما يقتات عليه. القنفذ حيوان معروف عند العرب، وكانوا يكنونه بأبي شوك؛ ويكنوه أيضاً أبو سفيان، الأنثى منه يطلقون عليها أم( دلدل) ، وللعرب عجب كيف يكنون، ويسمونه أيضاً العساعس لأنه لا يخرج إلا بالليل.
يستطيع  القنفذ  معاركة الأفاعي والثعابين والحيات وذلك بتكوره ومحاولة التقاط ذنبها بفمه المختبئ وكل حركة للحية تزيدها ألما وضررا حتى يقضى عليها  ويتناولها بشراهة ووجبة دسمة ، وإن لدغته الأفعى فيأكل الزعتر الأخضر ولا يضره سم الأفعى، فسبحان الله الذي قدر في هذا المخلوق أن يعرف هذه الأشياء، والقنفذ  يحب العنب، فيقطع قطوف العنب ويسقطها على الأرض، فيأكل حتى يشبع ثم يتمرغ بها، وما يعلق في شوكه منها يحمله إلى ولده، فسبحان الله ! لذا القنفذ مهم فى البيت حتى ينظفه من الحيوانات والحشرات الضارة .

 ما دعانى الكتابة فيه اليوم ، هو انتشار خبر مفاده ان القنفذ مطلوب الى جهة علمية (مجهولة ) ، لوجود مادة طبية فيه ، تصلح على القضاء من المرض الخبيث حمان الله واياكم (السرطان ) بكل انواعه .. وحقيقة انتشر الخبر بشكل مسعور ، وبطريقة اشبه انتشار النار فى الهشيم ، ولاتخلوا جلسة او بيت من تناول الخبر ، وكأن الامر حقيقة ، اذيعت فى وسائل الاعلام الرسمية ، وقد شاهدت بام عينى كراتين مملوءة بالقنفذ ، اتية من الريف ، ولم اتمكن من متابعتها اين تذهب ؟  ولكن الشئ الذى استفسرت عنه انهم يبيعونه بثمن 500جنيه للقنفذ الواحد، واتم كلامه احد اصحاب الكرتونة " يازول الشئ دا غالى ..بيصل خمسة مليون " واعتقد هذا الشخص جمع الكمية من الريف ولايمانع لو اعطوه فى القنفذ الواحد 50 جنيه  . وقد دخل الخبر كل الديار والتلفونات تتصل فى كل مكان للبحث عن القنفذ ..وكما قرأت فى احدى الصحف السيارة ان الخبر مجرد احتيال ونصب بطريقة ذكية ..  هناك شبكة تروج لمثل هذه الشايعات حتى يتم البيع والشراء دون معرفة  مصدر الطلب .والمستفيد الاول البائع الاول والثانى والثالث وربما اكثر ... فى الهواء يخم الحسرة .والشايعات سبحان الله اصبح ترويجها ابلغ فى زمن الانترنت والاتصال الخرافى ، وقد استغل المحتالون هذه الوسائل فى تحقيق ماربهم الشيطانية .. ورسالتى الى جميع الناس ان يجعلوا من هذه الشايعة  النهاية ..ولاياخذ الخبر الا من وسائل الاعلام المصرح بها أو الرسمية التى تشرف عليها الدولة وشائعة صيد القنافذ ليس محصورة فى السودان وربما جاءتنافى وقت متاخر والبلاد العربية الفقيرة تروج فيها مثل هذه الشايعات للاشغال الناس بأمور انصرافية وقد تكون مقصودة احيانا من الدولة ..واحيانا هى من صنع الانتهازيين والمحتالين  .. .ونسال الله السلامة لى ولكم .