فى ظل المتغيرات السريعة فى وسائل وادوات الانسان ، نفقد الكثير من الارث الجميل الذى يذكرنا بالماضى التليد ، وربما لايستسيغ لذته الا من ذاق فترة ما قبل الثمانينيات من القرن الماضى ، فوفرة الادوات من مختلف المعادن ،المصنعة من ابخس اللدائن ، وفرت على الانسان كثير من عناء المشاغل التى كان يصنعها بيده ويجهزها بنفسها ، فالمنتجات البلاستيكية غطت السوق ، وتراجع الانسان من مزاولة حرف الاباء والاسلاف ., وهذه واحدة من اشكاليات الحضارة .و معانات الانسان من الانفلات الثقافى.
هنا .. اليوم سوف اتطرق الى حرفة (أمِّــى) الله يمد فى عمرها ..التى كانت تعمل ليل نهار فى توفير لوازم البيت واثاثاته ، بدءً من الاناء الصغير من الصلصال والطين ، الى (اللثامة) التى تزين البيت وتزيد من جماله ورونقه الاخاذ ،، ومن المعلوم ان اللثامة لاتجهز الا للعروس ، ولكن الام تجهزها لبناتها .. اذا كانت من رحمها او من تكفلت بتربيتها :
لاحظت فى طفولتى أن امى لها روتين يومى تقوم بخياطة ما فتق من ملابس الاسرة ، لانها هى الوحيدة التى تجيد الخياطة للاسباب عرفية ، وفى طبيع الحال تقوم بتضفير جريد الدوم (السعف) فالبيت كله احيانا تحس به مغزل مصغر للمنتجات النباتية ، فالبروش (حندكة) تحتاج الى تغيير دائم ، وأعلب الهدايا التى تتبادلها النساء من البروش، سواءكانت فى مناسبات الافراح او الهدايا الشخصية ، والبروش انواع منها ماتصنع من جريد الدوم ، وتلون حسب الطلب ، بروش كبيرة لتقام بها بيوت تسمى (أبلورا) وهذه النوعية من المنازل المؤقتة تقام من بداية الحصاد فى دامر يسمى (قشوت) وهو مصدر من مصادر التغيير ، وكذلك يساعد فى تسميد اللارض بروث الحيوانات ، وايضا فى تنظيف وخدمة الارض اذا كانت جبلية لفتح قنوات الرى المطرى ،، واقامة حواجز للاستفادة من مساقط الامطار ، وايضا هناك البروش التى تعد من سيقان الشعير والقمح وبعض النباتات الخلوية التى تشابهها تسمى (اِرَاي) ، وتصنع من ضفائر جريد الدوم وغيرها .. بروش خاصة للعرسان مثلا (علجيت)، وايضا خاصة بالنساء مثلا( وشقا تديخ) ، وللرجال (سقادت) .
ومن حرف امى ايضا تعد من جريد الدوم ،، الحبال المختلفة .. ومنها بيت السعن (حربت) ، وكذلك يستفاد منه فى الاربطة المختلفة فى المنزل ، ومن حرفة امى كذلك صناعة ادوات الفخار منها القدور لصناعة العصيدة (منقا) ولشرب اللبن فيه (طينا) وايضا لحفظ الماء الزير (قُنا) والجبنة للقهوة ، وكانت تعد الفخار من طينة خاصة تسمى (اربشا) وهى صومعة الارضة ،وهذه الطينة تمتاز بمتانة ذراتها وليونة مزيجها .ومن القرع الخلوى كانت تصنع( الالبا) وهى الة لخج اللبن الرائب يتم فصل الزبدة عن الحليب ، ولا انسى ان الحالة الوحيدة التى يصنعها الرجل من اثاث المطبخ قدح الاكل(قبار) يصنع اغلب الاحيان من الللالوب والعوبل .
وأخيرا ..وليس آخراُ...حاولت لملمة بعض مارسخ فى الذاكرة ، وعلى كل قارئ ان يساعدنى فى تنزيل مالديه من معلومات ، لان تراثنا يحتاج الى توثيق وتدوين لحفظه من عوامل الاندثار والنسيان .
Musa Hazot
ردحذفياسلام عليك ياود بره رجعتنا الي الايام الحلوه ايام الصبا كانت الحياة ببساطتها لها طعم ومذاق خاص حياة خاليه من الاحقاد والحسد والبغضاء حياة صافيه كصفاء اهلها،اسمح لي مع قلت معلوما تي اذا اسعفتني الذاكره التي تحوم حولها الشوائب ان احاول ان اذكر بعض اسماء البروش في بيت العريس( الابلورا) اذا كنت اخطأت في تسمية بعض الاشياء صوبني فانت معلمى اولا نبدأ بالعرش يتم تعريش البيت من الاعلي بسبعه بروش مصنوعه من جريد الدوم بيضاء .
ثم يلف السرير(ارق)برش طويل ابيض واسود يسمي( حقاق) ومن الامام يلف البيت برش ملون مزخرف بسيقان الشعير الملونه يسمي (مأسريت) وهذا يوضع افقيا ثم تتدلي منه بروش جميله ملونه تسمي( مجرابب ) اما السرير( ارق) فيصنع من حطب عيدان تسمي( ارقو) ويوضع فوقها برش يسمي( وشقا) ومن تحت البرش يوضع( دنقا) مصنوع من جريد الدوم ويلف من الامام ببرش يسمي( كشيت) .
اما مدخل البيت فيغطيه ستاره مصنوعه من لحاء شجرة التبلدي ويسمي (حربت) وتحته توجد من الداخل ستاره تسمي( جنعابا) ..هذا كل ما اسعفتني به الذاكره وشكرا لك علي هذه المدونه الجميله والتراثيه يجب علينا جميعا ان نساهم في سرد تراثنا لحمايته من الاندثار ليعرفه الجيل القادم لان من لا ماضيه له ليس له حاضر ولا مستقبل ولك الشكر اجزله
صورة Musa Hazot.