بقلم: الاستاذ / شوقي بدري
يكرمني اخي وزميل الطفولة النطاسي احمد عز الدين ابو القاسم بمقالات
ومداخلات تدعم تواصلي بما يكتب الآخرون . احمد كان نوارة الحي . كان مودبا
لطيفا ، يتمتع باحترام واعجاب الجميع . كان يضرب به المثل في تحصيله
العلمي . ولم يكن غريبا ان يتخرج كطبيب . كما كان له وعي والتزام سياسي
رائع . هو الذي ارسل لي الموضوع ادناه . له التحيبة والاحترام .
اقتباس
كتب عبدالغفار علي حمد
اخواتي ما هذا الذي يحدث ؟
*ماهو السر الذي اودعه الله في الشعب السوداني *فأنا لم ارسل هذه الرساله
لمساعده الاسره السوريه في ابو آدم إﻹ لكم ولقروب قانويين للتنميه *فإذا
بالرساله يتردد صداها في كل انحاء العالم وفي ظرف 24ساعه فقط *تتحول ارقام
هواتفي الثلاثه الي محطه إستقبال المحادثات الهاتفيه بمعدل محادثه كل خمس
دقائق ويتحول المسجد جوارنا قبله للوفود والافراد من مختلف انحاء العاصمه
،ممثلين للدفعات العسكريه بالجيش والامن والشرطه وممثلين للبنوك والشركات
و...و...
. كما اصبح منزلي يستقبل الاسر والسيدات والشابات بصفه مستمرة وهذه مجرد شذرات من ملحمة يصعب وصفها
1.في اليوم الثاني للرسالة افرغت ثماني سيارات حمولتها في شقة الاخ
(فيصل)وهو رب الاسرة السورية كانت السيارات تقف في صف ﻵن الشارع ضيقﻻ يسع
غير واحده وكانت السيارة قبل الاخيرة تخص اسرة السيد رئيس الجمهورية ولم
اعرف ذالك الا بعد ان افرغت حمولتها و همس باذني من كان في السيارة ((
الفريق نور الهدى زوجة د.عبد الله حسن البشير)) تعتذر بانها خارج السودان
وتامل ان تقبلو هذه المساهمة وسوف تقوم بزيارة اﻻسره فور وصولها
2.
اتصل احد اشراف الدندر وهو الاخ علم الهدى الشريف وهو من اشراف سوداننا
الحبيب وتكفل بعدد عشرين اسرة متكفل بتوفير سكن مجاني مع التكفل بمعيشتهم
ودراسة ابناءهم هذا غير مساهمة بقبة اهل منطقته
3. اتصل بي احدهم بعد
اداء صﻻة الفجر طالبا زيارة الاسرة. وقلت له تفضل صلي معانا اامغرب في
المسجد..فقال لي متوسلا:يا شيخنا الحاجة هدي قدامي لابسة وهي قرأت الرسالة
وصحتني من النوم وهي مفزوعة وانا قلت في حاجة حصلت في البيت وقالت لي هاك
اقرأ.... وبعد ان قرات الرسالة قالت لي النايم ليها شنو قوم البس ارح نشوف
الناس ديل الحاصل عليهم شنو ؟؟ الولد قال ليهم اهلي ما بقصروا وانت نايم !
ارح نتحرك اﻻن ياولدي ما تلومنا مع الولد .... وبعد ساعة وصلو من اقصا ام
درمان ومعهم ما معهم. ولاحظ الابن سخونة الشقة واستأذن في معاينة المكيفات
ثم خرج وعاد بعد برهة ومعه طرمبة مكيف واشياء اخرى وفي لحظات كان
الاطفال يتعموا بالتكييف المعطل منذ اول يوم لهم في الشقة ...فقد كان هذا
الابن البار مهندس تبريد وتكييف .
4.اتصل احد الاباء من شندي وعرفني
باسمه وقال بحماش وانفعال :انت الولد السوداني ده بتعرفهو ؟قلت لا وقال لي
لو ﻻقاك قول ليهو : ما بنقصر معاهم ولم يستطيع ان يكمل حديثه وانفجر
باكيا... ثم عاودني بعد لحظات واكد لي انه سوف يجهز بيته لاستقبال هذه
الاسرة السورية خلال ساعات يوم
5.شباب ورجال اعمال اكدوا تكفلهم بتشغيل وتدريب كل السوريين كل حسب مهنته او تخصصه
6.بنات في سن الجامعات كون جمعيات في مواقعهن وعملن صندوق خيري يواقع جنيه كل يوم وتخصص كل صرفاته للاسرة السورية .
نهاية اقتباس
__________________________________
يسعدني جدا مثل كل السودانيين ان يشاد بكرم وروعة اهلي . واتمني للسوريين
في السودان ، وفي بلادهم وفي دول العالم كل الخير ، وان يزيل الله البلاء
عنهم .
لقد حل البلاء بالسودان في ستة 1955 ، اثر قرارات وتصرفات
خاطئة بواسطة الحكومة الانتقالية التي كانت تخضع للسيطرة المصرية . لانها
اتت بواسطة الدعم المالي والسياسي المصري . والحزب الاتحادي كون في منزل
الرئيس المصري الاول محمد نجيب . وكان هذا في القاهرة اكتوبر 1952 . بعد
الانقلاب العسكري الذي اطاح بالملك فاروق الاول ، الذي نصب نفسة ملكا علي
مصر والسودان . وبلادة كانت لا تزال نحت الاحتلال البريطاني.
وتشرد
الجنوبيون . ولا تزال شلالت الدم جارية في الجنوب . ولا تزال طائرلت
الانتنوف تقصف الاهل في جبال النوبة والنيل الازرق . ويقتات البشر بصفق
الشجر وهم يعيشون في الاحراش والكراكير . وهذه الاسلحة والطائرات دفع ثمنها
بفلوس البترول المسروق من حقول بانتاو او هجليج . حتي الاسم سرقوه وغيروه .
والانقاذ تسكب البترول لاشعال النيران في الجنوب ، بمساعدتها لاحد اطراف
النزاع في الجنوب .
ونسمع ان بانتاو ليست تابعة لجنوب السودان بل هي
جزء من جبال النوبة . فلتعطوا اهلنا النوبة العلاج والتعليم والامن بدلا
عن الدمار والقتل والتجويع . ويتسارع اهل الخرطوم وكل العاصمة لمساعدة
الاسرة السورية المسكينة . ولقد امنوا لهم حتي التكييف في مسكنهم .
وتدافعوا ,, الاعمي شايل المكسر . ان من تفتك بهم طائرات البشير لم يسمعوا
بالتكييف . ولا يستطيعون حتي تخيل عملية التكييف ، لانهم لم يشاهدوا
الكهرباء .هاكذا هم السودانيون يقدمون النوافل علي الفروض . وقرأنا ان سيدة
من اسرة البشير قد ارسلت سيارة محملة بالمساعدات للاسرة ، ورسالة بانها
خارج السودان وعندما تعود ستتصل بالاسرة السورية . انها المحن السودانية
سمعنا قديما بالعم ود شقدي النائم وايدو بتدي . وهو الذي اخفي السيد عبد
الرحمن وهو في الثالثة عشر من عمره بعد مذبحة الشكابة وكان الاختفاء في
جزيرة الفيل خارج ود مدني . اليوم السيدة الفريق الحايمة واكرامياتها قايمة
..
عندما ذهب الامريكان الي القمر في 1968 هلل العالم . وكانت
الاحتفالات الضخمة ايام الحرب الباردة . وتظاهر الامريكان السود . وطالبوا
بأن تلتقت الحكومة الامريكية الي اوضاع السود المزرية . وكانت الوفيات وسط
ابناء السود ، تكاد ان تبلغ الوفيات في العالم الثالث . و بعض الجامعات لا
تقبل السود للدراسة , وكانت الشرطة في الجنوب الامريكي تعتدي علي السود
المتظاهرين ،بخراطيم المياه التي كانت تنزع لحاء الاشجار ويتعرض السود
لنهش كلاب البوليس والضرب والسحل . سمعت احد الشيوعيين في براغ وسط جمع
كبير من السودانيين ضم شيوعييين وديمقراطيين يقول ,, ياخي العبيد
الامريكان ديل ناس انصرافيين . الناس في شنو وهم في شنو
السود في
امريكا كانوا يتعرضوب للخصي ويقتلون بسبب التحدث مع امرأة بيضاء . وقام
جندي امريكي بقتل الماني لانه وقف في طريقه عندما اراد ان يطلق النار علي
اثنين من ,, العبيد ,, السودانيين ، في اشتوتقارد المانيا في السنينات
لانهم تحدثوا مع المانية كانت تجلس معه . والالمانية هي التي تخاطبت مع
السودانيين . ولم يستطع عقله المريض ان يصدق تلك الجريمة. وحكم علي
الامريكي باقصي عقوبة . ولم يكن المحلفون من البيض العنصريين كما في
امريكا لكي يحكموا لصالحه . اليوم يدان اهل الهامش والمسحوقين بنفس الطريقة
في السودان . متي سيشنق قاتل الشهيدة عوضية عجبنا ؟؟ انها من المهمشين
والمسحوقين . ولقد كان البشير واهله من المهمشين والمسحوقين . واغلب رجال
ونساء الانقاذ كانوا من المحرومين . ولقد قال المثل السوداني ,, اطلب اهل
الفضل اول وما تقصد الفقري بعد اتمول ..
لقد نعرض الجنوبيون لاسوا من
الذي يحدث للسوريين اليوم ولنصف قرن من الزمان . وكما قال ابن خلدون ,,
دخل العرب النوبة وملئوها عيبا وفسادا ,, دخل الشماليون الجنوب وجبال
النوبة وملئوهم عيبا وفسادا . كان الجيش بقتل ويذبح ويغتصب بطريقة ممنهجة .
الا يغنصب زبانية البشير الغرباويات بمباركة البشير؟ وحديثه عن الغرباوية
التي يشرفها ان يغتصبها الجعلي .
الروائي البريطاني سومرت موم كتب
كثيرا عن المستعمرات البريطانية . وصور شخصية التاجر السوري يوسف كتاجر
البندقية اليهودي شايلوك في مسرحيته شكسبير تاجر البندقية . ويوسف مثل
اغلب التجار الشوام كان يعمد الي الرشوة والفساد . وكان يفسد حتي الموظفين
البريطانيين . وكان يستخدم كل الطرق للاضرار بني وطنه لانهم ينافسونه في
التجارة . اليوم في اسكندنافية اتت ممارسات ورشوة وفساد والبحث عن ثغرات
لاستغلال النظام السخي . وجريمة منظمة وتحايل علي القانون . وليس للبعض
ولاء للبلاد التي اتول اليها او التي تركوها ولهذا خربوها . انها سياسة
الانا وليذهب الآخرون الي الجحيم . ومن يتلاعب حتي برجال الانقاذ ويدير
التجارة وغسل الاموال من خلف الكواليس هم الشوام . والمخدرات التي قبضت
والتي لم تقبض والتي ستأتي ليس من بنات افكار الانقاذيين . فهؤلاء محدودي
التفكير وليس عنده مقدرة علي الابتكار. ويكتفون بالرشاوي والعمولات ، وحقي
كم . ويسرقون الاراضي .
سيدة سودانية رجعت بعد اقتراب طويل قالت لي
انها كانت تتحدث مع سيدة سودانية داكنة اللون . والسيدة تعنف طفلة صغيرة
فاتحة اللون . وعرفت الاستاذة المغتربة ان والد البنت سوري وقد هجرها .
والسيدة قالت ان تلك كانت عاشر سيدة سودانية تقابلها ، ولها طفلة من سوري
قد هجرها . الشعور الخاطئ بأن اللون الفاتح هو شئ رائع جعل السيدات يتزوجن
باجانب . والبعض قد تزوج ببنقال متاثرين بفلم جانوار وشامي كابور والبطلة
سبنا في الفلم . ووجد الزوجات القتل والاستغلال . والكويت احتفلت بخروج آ
خر بنقالي من اراضيها . في الامارات والسعودية يقولون ,, عتد حدوث اي جريمة
ابحث اولا عن البنقالي .
ابو غسان فلسطيني قصير القامة قبيح الشكل
يتنفس بصوت عالي ، جعل صديقي الكابتن البحري الارتري تكلا او مونتوي وتعني
التوئم ، يطلق علية لقب المكنسة الكهربائية ، كان من ال 7الف شاب الذين
اتي بهم النميبري الي السودان من بيروت بعد الاحتلال الاسرائيلي . ونميري
كان يتصرف وكانه يعزم زملائة في المكتب لحرارة في فريق الدومة ود نوباوي .
كل العرب تخوفوا من اخذهم . ومن ادخلهم السودان قتلوا الدبلوماسي الامريكي
ونفذوا عملية ارهابية في الخرطوم في الستينات.
من المحن
السودانية ان يقف فرسان الجعليين ويكشفون عن ظهورهم بعد تشنيق الطاقية
والسكين في الضراع مثل التي كان يحملها سيف بن يزن وخفاف بن الندبة وتأبط
شر ،ويتلقون السياط حتي تسيل دمائهم واتسائل انا هل كان السموئل بن
عاديات امرؤ القيس يتباطنان . والبطان عادة افريقية كاملة الدسم .
تتسارع اليه النساء في جنوب اثيوبيا . وتترك السياط علامات ظاهرة تفنخر بها
النسوة وكلما تعددت السياط كلما صارت المرأة اعلي شأنا . ويمارس في غرب
افريقيا خاصة بنين وعند الفلاتة امبرروا .
زالمرأة قادرة علي تحمل
الالم في كثبر من الحالات اكثر من الرجال . يكفي ان المرأة قد تتعرض لآلام
المخاض لعدة ايام . وانا قد حضرت ولادة اكثر من 12 من اطفالي . وولادة
ابني الطيب اخذت 36 ساعة . والالم الذي تحملته والدته ماريا يفوق ضربة
كرباج يذهب اثرها في ثواني . ولا افهم كيف من تكون امه او جدته مختونة
فرعونيا وتحمل شلوخا الي اوداجها وشفتها الشفلي موشومة ، يخدع نفسه بأنه
عربي . ويحتقر المهمشين والآخرين لانهم ليسوا بعرب . ويوصفهم بالعبيد
والغرابة ... الخ .
نحن يا سادتي سودانيون فقط ,, سوداني وبس ،
والباقي طظ ,, ان الركض لمساعدة الاسرة السورية واي اسرة شئ جميل . ولكن
نحن مسئولون عن بني وطننا في المكان الاول . اين الدعم لمعهد سكينة المرأة
الفاضلة التي اعطت ذهبها وكل مدخراتها لابنها الدكتور فيصل مكي لانشاء
المعهد بعد ان طرده نميري من مكتبه عندما عرض الفكرة علي النميري؟
اين
الدعم للمايقوما ؟ اين الدعم للشماسة الذين يسكنون في المجاري ؟ لقد شاهد
بعضهم اختي نضيفة في الخرطوم اتنين . واستغربوا ووجودها عند اختها الهام .
وكانوا ياتون لها في امدرمان لتعطيهم بقايا الطعام . وسبب اغترابهم الي
الخرطزم اتنبن كان بسبب ان كرتة الخرطوم احسن من كرتة امدرمان . لماذا لم
يهتم بهم البشير والسيدة التي ارسلت المساعدة ؟؟ السبب يا اهلي هو انكم
تعانون من مركب نقص . كل زول لونه فاتح او عربي تشيلوه فوق دقانيسكم .
الشوام كانوا في كل قرية ومدينة في السودان . وكان يقال اذا ذهبت الي اي
بلد ووجدت الماامور المصري والمفتش الانجليزي والتاجر شامي ، فأنت في
السودان . ولم يكن الشوام الا من من رحم ربي يتعاملون مع السودان كوطن ولكن
كفريسة. وكانوا يحتقرون السودانيين ويستخفون بانتسابهم للعرب . ولقد اورد
الاستاذ عبد اللة رجب في كنابه مزكرات اغبش ، ان التاجر السوري في سنجة كان
يسخر من ادعائهم للعروبة ويقول لهم .. انتو ما بتحكو بالفصحي ,, بالكسرة
علي الحاء . لقد رفض الشوام دخول السودانيين للجامعة العربية . لان العبيد
سيشوهون مظهر الجامعة وسمعتها .
فلتتسارعوا وتسجلوا ان شوقي ود امينة ،
انصرافي وعنصري وغير انساني ويتجشأ بصوت عالي ويدخل اصابعه في انفه ..
ولكن الله يسألنا عن ذوي القربي واهلنا واحبابنا في النيل الازرق وجبال
النوبة ودارفور وجنوب السودان قبل الآخرين .
اليبوم كنت اتكلم مع اخي
عبد الله خيري مدير بنك البركه في الخرطوم وهو ابن ملوث في اعالي النيل .
ويعرفها الشماليون بملوط . لقد كان حزينا جدا . كان في ماتم اخيه امام
جامع ملوط طيب الله ثراه الامام حسن خيري حامد . الامام قتل في الاحداث
الاخيرة والمعارك التي دارت اخيرا . الاخ حسن شلكاوي كامل الدسم تبناه عمنا
خيري . وهو من الدناقلة وكان من سكان ملوث منذ اكثر من 80 عاما عندما كان
الجميع اخوة .
وما يؤلمني، وهو ان زميل الدراسة والسكن محمد يوسف عبد
الخير قد فقد ساقيه . محمد يوسف عرفناه اكثر باسم الدينكا ,, طو نجن ,,
وتعني جني الجداد او البيض بسبب عيونه المميزة . والده العم يوسف عبد الخير
من الدينكا الحمر كان رجلا نبيلا , له حنكة الدينكا وهدوئهم وعظمتهم . كان
شكله يدعو للاحترام بجلبابه النظيف وعمامته المميزة وحديثة المتزن .
اذكره وهي يجلس في صالون منزلنا في امدرمان في نهاية الخمسينات يخاطب
دينكاويا آ خر هو الدي ماريل او ابراهيم بدري . ان مايحدث لهولاء يهمني في
المكان الاول . والسيدة من اسرة البشير تهتم وهي علي البعد باسرة سورية .
ولكن الجثث المقطعة في جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور لا تهمها ، لان
المجرم البشير هم من يقوم بفرم اهلنا وسط صمت العالم ومباركة بعض العرب .
في صيف 1968 اتت دعوة لكل اتحادات الطلاب الاجانب من الرفيقة دربالوفا
وهي ا البروفسيرة المتقاعدة وكانت تدير نادي الصداقة في براغ . والدعوة
كانت بسب احتفال سوري في المركو الثقافي في اسميخوف . والرفيقة دربالوفا
كانت تصدق بالمصروفات . وكان اكبر احتفال يقيمة الكوبيون ويليهم السودانيون
. وفي الحفل تحلقنا كمجموعة من الافارقة . وجلست بجانبنا شابة شيكية .
فاتي احد السوريين من منظمي الحفل . وطلب منها الانتقال . واضاف لا تجلس
هنا هولاء زنوج قذرون .. هنوسني شرنوشي ,, وتصادف حضور اخ كيني وسمع الحديث
. وشتمناهم وخرجنا من الحفل . وكان معنا اثنين من الافارقة يحملان دمائا
سورية . احدهم صديقي نيكي نحاس الذي لم اكن افترق عنه , والثاني الشاب
اللطيف منصور والذي كان يتكلم العربية بطلاقة لانه عاش وسط الحالية السورية
في سيراليون . اما نيكي فلم اسمعه يوما يذكر والده . ووالدته من الفانتي
في غانا . ومن الحضور كوفي هرسون الغاني والذي صار سفيرا ووزيرا في غانا
والعاني زميلي في السكن ادو فريمبونق الذي صار رجل دولة وعلي بنتوش الذي
كان رجل الاعلام ومستشار الرئيس عبد الله في جزر القمر وكان المذيع في
اذاعة براغ بالسواحلية .واحمد عبد الرحمن برهان وبونقا وتونقا من من
تانزانبا .. ومورس لوا الكيني الذي حارب في حرب الماوماو ضد البريطانيين .
وكان معنا الصومالي كولومبو الذي كان يتحدث 6 ا لغات بطلاقة . وصار رئبسا
للمراسم في الصومال ومات في حادث سير وكانت جنازته مهيبة وكرم كرجل دولة .
وسمانقو الزهجان دائما وهو من موزمبيق واحد محاربي فرليمو ..
وكلن
هنالك جوا عدائيا بين العرب والافارقة في المدينة الجامعية استراهوف .
التي تضم 6الف طالب . ودعي اتحاد الطلاب السوريين لاجتماع وكانوا يناقشون
خوف السوريين من تحرشات الطلبة الافارقة والوحش شوقي بدري . فضحك الرجل
العظيم والاممي الاشتراكي الصادق وائل بيطار طالب الطب . وافهمهم اني
صديقه الحميم واننا نلتقي بطريقة راتبة . فهو يشارك الاخصائي فيما بعد عبد
الرحمن عبد الحميد عثمان طيب الله ثراة . وعبد الرحمن هو من اقول عنه انه
صديقي . ووائل كان ينتقد تصرفات اهله السوريين العنصرية . وتوصلنا الي
اننهي الموضوع لانه قد قام به بعض السفهاء من السوريين . وتغير الجو .
ووائل كان يقول لي ان السوريين صاروا يعتبرونه بطلا ,, ابضاي ,, بعد ان
روض شوقي يدري ..
واذا سألنا انفسنا اليوم لماذ لا يقف الافارقة مع
قضايا العربية؟ السبب ان العرب لا يهتمون بمشاكل افريقيا ؟؟ قلت لمسئول
عربي اعتبره صديقا . لماذا لا ترسلون عربي بدشداشة ليظهر في التلفزيون يعد
احداث مذابح التوتسي ، او ارسال مساعدات . وكانت زوجة نائب الرئيس
الامريكي القور تظهر في رواندا وسط اللاجئين. ؟ورده كان ,, ايش لنا فيهم
؟,, القسم الافريقي في خارجية بلادة مقفول وليس هنالك سفير مستعد للذهاب
الي افريقيا . اليوم يحتاج العرب لاصوات الافارقة لادانة اسرائيل في الفيفا
. ولقد ادان الافارقة اسرائيل في الامم المتحدة في الستينات وصنفت اسرائيل
كدولة عنصرية . ولكن بعد سنوات عديدة ، وبسبب عنصرية العرب تغير التصويت
وسحبت الادانة .
الحروب التي قامت في غرب افريقيا وعرفت بحروب الالماس
كان سببها التجار الشوام وبعض الاوربيين. والرئيس تيلور الذي سلم
لمحكمة العدل والآخرون ماهم الا ضحايا الجشع الشامي و الاوربيين ..
الشوام يطلقون علي الاطفال من امهات سودانيات او افريقيات لقب بظرميط .
وهذا ماخوذ من الكلمة الاوربيةبيزار . ولها معني واسع . وقد تعني مصيبة او
كارثة او شئ لايستحق الاحترام . ولهذا لم يكن يأخذون اطفالهم وزوجاتهم
الافريقيات الي سوريا او لبنان . وحتي السعوديون الذين تزوجوا من اكبر
العوائل السودانية من اهل العلم والدين و الحسب والنسب لم يأخذوا زوجاتهم
معهم الي السعودية . لهذا اتمني ان يتزوج بناتي واولادي من سودانيين بغض
النظر اذا كانت جنوبية او شمالية. بالرغم من انني لن احلم حتي في ان افرض
رأيي عليهم .
وامدرمان الحبيبة ضمت كل القبائل السودانية . وفي كتاب
الدكتور ابو سليم الخرطوم ن نجد ان 5 في المئة من سكان امدرمان في بداية
القرن العشرين كانوا من الدينكا . وكان هنالك الشلك ومنهم احفادالبطل علي
افندي جفون قائد الفرقة السودانية في المكسيك وزملاءه وكان هنالك قدر كبير
من الشلك والنوير في الجيش السوداني .والقدح المعلي لفرسان النوبة .
والاحياء في امدرما كانت تشير الي القبائل مثل العباسية وتقلي وود نوباوي
وابو كدوك البرتاوي وفنقر وتامة . وفريق فلاتة . والجميع عرفناهم في
امدرمان بعضهم كان من الروعة والادب والشجاعة والتدين مما قد يعطي الآخرين
مركب نقص . هؤلاء هم اهلنا. فلنساعدهم في منحنتهم في الاول والذاد ان ما
كفا البيت يحرم علي الجيران . ولماذا يتخلي البجاوي او النوبي النبيل عن
ثقافتهم وهويتهم ، وهم عرفوا المدنية قبل ان تخلق كلمة عربي .
ألآن
تسيل دماء احبابنا واهلنا المعالية والرزيقات . ونتألم ونتمني ان تتوقف
الحرب . ويأتي المسخ الترابي وينحدث عن الاخوان المسلمين في مصر ويهد د.
ويتشنج اتباعه . ويعلنون انهم علي استعداد للموت بسب الكيزان المصريين .
انا ضد اعدام البشر . ودماء الرزيفات والمعاليا والتنجر والمساليت
والزغاوة وبني هلبة وكل قبائل السودان تأتي بالنسبة لي في المكان الاول .
لانهم اهلي سكنا سويا في امدرمان احبونا واحببناهم .
الاستاذة لبني
عندما اعتقلت بسبب البنطلون وجدت الاريتريات والا ثيوبيات في سجون النظام .
وكن يتعرضن للاغتصاب بطريقة راتبة بعد الكشات . ولقد دونت الاستاذة
مشكورة اسمائهن وقدمتها لسفارتهن .. والاخت المناضلة تراجي مصطفي كانت تحكي
لي قديما كيف كانت تقف امام كشات الاثيوبيات . وكانت تتعرض للامر بشجاعة
وكان هذا يغضب زملائها الرجال.
واذا كان السودانيون بهذا الكرم
والنخوة ، لماذا كانت البان الاغاثة والمعلبات والزيوت التي ياتي بها الامم
المتحدة للاجئين الاثيوبين تباع في اسواق الخرطوم .
الشوام عادة
يعتبرون السودان ارض عبور الي اوربا وامريكا . والسكن في احراش السودان
ليس من اولياتهم . ومن المؤكد انهم يسخرون من عرض شريف الدندر . هؤلاء لا
يحبون التعب والشقاء حلمهم اوربا وامريكا .. والسوريون الذين استقروا في
السودان هم الغجر او النور . وهم من عرف في السودان بالحلب . اتي اغلبهم من
مدينة حلب في سوريا . واصل الغجر هو شمال باكستان . لهذا تشابه لغتهم لغة
الاوردو . ويسمون انفسهم ولغتهم ,, روم ,, هربوا امام جيوش المغول .
وتفرقوا في العالم . في امدرمان كان لهم حي كبير اسمه فريق الحلب ويجاورون
حي العرب والسوق . وكان لهم محاكمهم ودولتهم . ولهم رئيسان هما ابو قلمان
وابو زعمان . ورئيسة هي كلوت تنظم النساء للخروج للتسول والسرقة اذا وجدت
الفرصة . وكان رجالهم يبيضون النحاس ويصلحون القدور ويبيعون الحمير والبغال
. وكانوا يدربون القرود علي اللقيام بحركات بهلوانية . وترقص فتياتهم في
الاسواق ويجمعون الفلوس من المشاهدين . استقروا في السودان لان لونهم
الابيض كان رأس مال مربح .ولم يجدوا الاحتقار الذي وجدوه في سوريا
اقتباس.
, . اتصل احد اشراف الدندر وهو الاخ علم الهدى الشريف وهو من اشراف
سوداننا الحبيب وتكفل بعدد عشرين اسرة متكفل بتوفير سكن مجاني مع التكفل
بمعيشتهم ودراسة ابناءهم هذا غير مساهمة بقية اهل منطقته ,,
نهاية اقتباس
عند قرائة هذا الكلام صرت مذهولا . لماذا لا يقدم هذا الدعم للاسر
المشردة في الدمازين و النيل الازرق . ان حال السوريين حتي في معسكراتهم هو
الوضع الذي يحلم به الكثير من السودانيين، انها المحن السودانية . قبل
يومين كنت اتحدث مع الكوماندر ياسر عرمان والزعيم مالك عقار . وكنت افكر
في عرض الشريف علم الهدي . واقول ، هل كان الشريف واهله سيجدون كرمه
اهتمامه في دولة سوريا او احدي الدول العربية اذا ذهب لاجئا ، لا قدر الله
؟ . هل يعرف الشريف كيف يعامل السودانيون في الضفة الغربية ولبنان وسوريا .
احد اللبنانيين اشعل النار في اسرة بواب سوداني ، وعذره ,,شكلهم بيقرفني
,,
كثبرا ما اعود الي بوستات الاستاذ فيصل في سودانيزاونلاين واتمعن
في كل صور حلفا القديمة . واتألم وامسح دمعي. ثم اعود مرات كثيرة . لماذ
تغرق مدينة سودانية لمصلحة شعب لا يحترمنا ويبلطج علي حكوماتنا ؟ ان
النوبيين من اعظم السعوب . ليس هنالك شعب يفوقهم في صدقهم وامانتهم
واخلاقهم وهم رمز التكافل والكرم .
اذا خيرت بين غرق جدة اوامدرمات
لما ترددت في الاختيار . والمدن العربية لن تهمني مثل انجمينا لانني احسست
فيها باني وسط اهلي وانني عزيز مكرم . واديس اببا والاثيوبيون اقرب الي
ويحترمون السودانيين. لهذا اتمني لهم الخير قبل الآخرين , شقيقتي كانت عند
ابنتها في النرويج . وكان الاريتريات يحكين عن اقامتهم في السودان وكن
يشتقن الي السودان , لهذا اعتبرهم اقرب الينا من الآخرين . وسافضل مرتع
الطفول والصبي ملكال علي اي عاصمة عربية . ورمبيك الحبيبة حيث وعويت
بالدنيا . تهمني اكثرمن كل المدن الاخري . انا سوداني ،كل سوداني او
سودانية هم اهلي وعشيرتي . وولائي في المكان الاول للسودا ن والسودانيين .
واحترم الجنسيات الاخري واحترم تفضيلهم لبني وطنهم علي . ولكن نحن نمارس
المحن السودانية ونفضل مواطن الدول العربية علي اهلنا . .
لقد اتي
الكثير من الشوام مع البريطانيين , اشهرهم كان الشامي ادوارد عطية الذي كان
مدرسا في كلية غردون . وكان علي رأس المخابرات في السودان , وهو الذي ادخل
سياسة التجسس واستغلال النساء في الايقاع باعداء النطام . واغراء الصديق
لكي يشي بصديقه .ولا تزال مدرسته تواصل اعمالها في السودان . ولقد ساعد
كثير من الشوام في المخابرات . وسيطروا علي اغلب الوظائف في مشروع الجزيرة .
ومارسوا السمسرة في كل مسمار اشتراه المشروع . كونوا ثروات . وتحصلوا علي
جوازات سودانية وذهبوا الي امريكا . لان السودانيين لم يكن يستفيدون من
الكوتة المخصصة لهم في امريكا .
لقد تسارع حتي اغنياء السودان للزواج
من فتيات سوريات . ولم يلتفتوا الي ماصدعوا رأسنا به من اصل وفصل ودين وادب
وتقارب وتفاهم وتناسب ، فقط اللون الابيض يكفي . اظن ان بعض السودانيين
يظنون ان الله يعطي درجات اعلي للحسنة اذا قدمت للأبيض , او ان هنالك حسنات
ببونص ودبورة . والحسنة قد تدخل الانسان الي الجنة حتي اذا قدمت لحيوان .
الحسنة هي الحسنة ويفضل ذوي القربي .
احد كبار التجار في تلودي طلب من
احد شيوخ النوبة ان يمنع اهله من اكل فراخ السمبر لان الشماليين يستبشرون
به خيرا . وكان هذا في تلودي حيث عاش جدي ووالدتي واشقائها . وكان الجلابي
يقول للشيخ النوباوي ,, كيف تاكلون السمبر وهو ضيفكم وجاييكم زاير؟,, .
فرد النوباوي قائلا ,, الجداد ده ما جوة بيتكم ذي عيالكم في زول بياكل
عياله ؟؟ ,, اذا كان السودانيون يبحثون عن الحسنات والتقرب الي الله وطلب
رضاه فاهلهم اولي . والغرباويات اليتيمات والارامل موجودات فليتزوجوهن.
ولا ديل شيرية ؟؟داعية اسلامي مصري كان يدعو في التلفزيون علي تحفيز الشباب
العربي للزواج من سودانيات . وهذا بقصد السيطرة علي السودان لصالح العروبة
. وكان التحفيز واجب لان السودانيات سود لا يوجد البياض الا في اسنانهن
وعيونهن . تقول لي الواسوق ما داير نفرين .
shawgibadri@hotmail.com