الدار مكتظ بالغرف الصغيرة ،كلعب الاطفال ،والناس محشوة فيها كأعواد الكبريت، ورغم ذلك النفوس متسامحة ومتآلفة متجانسة.
وجدت حسناء فى عمر الزهور ،تجلس على مقعد فى مقدم الدار ، سلمت عليها ،واشارت هى علي بالجلوس الى جوارها لحين وصول احد القيادات الوطنية فى تلك الحقبة .
سألتها: طبعا طالبة ؟،ردت لا مقاتلة ،لاحظت مليا اليها ،ورأيت ان الكاكى تغطيه الملفحة كالقمر بين الغمام عند منتصف الشهر.
خرجت بقصد تناول شئ من حانوت بجوار الدار ، واسرعت بعيدا مهرولا ولكن ؟
سبقنى صوتها يا أخى لقد نسيت أشياؤك لعلها حصاد عمرك ..
رجعت اليها وسألتنى الى اين كنت ذاهب؟ تلعثمت فى الكلام ..ابت الشفاه ...تجمد اللسان ..
وفى الختام ايقنت كبر الجواب ..جئت ابحث عن منحة دراسية خارج البلاد واختى الصغيرة تقارع العدوا فى الغابات والجبال والسهول!
العيب كل العيب ومزقت الشهادات ،واخترت درب النضال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق