الثلاثاء، 28 يونيو 2016

العلم الارترى




فى ظل تعاظم الحراك الوطنى الارترى المقاوم للنظام الحاكم فى ارتريا  ، تواجهنا مسألة الرمزية الوطنية الموحدة التى يعبر بها ، الفرد و الجماعة ،  واقصد العلم الارتري ، وهنا سوف لا اخوض فى تفاصيل شرعية  العلم الارترى لان الوقت لم يحن بعد ، لتناول اى العلمين يحق له الشرعية ـ علم الفدرالية ام ـ علم النظام الحاكم ..؟

 

ولان الموضوع كبير وشائك سوف أجتهد فى تناول  الخلفية التاريخية للعلمين وكذلك توضيح ماينبغى فعله  والاخذ به حاليا ، علم الفدرالية ذو اللون الازرق ، وفى وسطه غصن اخضر ، وتم اقراره من قبل الامم المتحدة عام 1952 كعلم خاص للارتريا ، تحت الحكم الفدرالى (الذاتى) مع اثيوبيا ، ولان اثيوبيا خانت الوعد والمعاهدة ،  والغت  الحكم الفدرالى كلياً من جانب واحد ، فى المقابل  تمسك  به الشعب الارتري كعلم شرعى وقانونى  ، لحين استقلال ارتريا من الاستعمار الاثيوبى ، وقد اكتسب حقيقة الشرعية ونال رمز الوطنية  حينما اعتمد علما وطنيا من قبل المناضلين الاوفياء بقيادة الرمز "عواتى" ورفاقه الميامين .
واستمر الحال الى ان تكونت الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا ، وغيرت شارة علمها  الى  مثلث أحمر متساوي الساقين قاعدته في جهة السارية وفي وسطه نجمة ذهبية ويفصل المثلث الأحمر بين مثلثين قائمي الزاوية حيث المثلث الأعلى لونه أخضر والأسفل لونه أزرق ، وبعد الاستقلال مباشرة تم اعتماده من قبل النظام علماَ وطنيا ، مع تغييرات طفيفة بتغيير النجمة الذهبية بغصن زيتون ذهبى ، ومن ذلك الوقت يعتبر علم ارتريا  لدى الامم المتحدة ، و رمزها فى كل المحافل الدبلوماسية والدولية.
ومن هنا لنا "علمين" ... ان رضينا ام ابينا ، لماذا ...؟ لان الاول يمثل رمز الشعب الارترى الذى اقر بموافقة الامم المتحدة فى البرلمان الفدرالى الارتري  وباسقاطه  تمسك به مناضلينا والرعيل الاول (رمزاً) للحرية والاستقلال  ، ولم يكن ابداً موضع خلاف اوجدل ، حتى مجئ الجبهة الشعبية ، التى اختارت لنفسها علما من صنع خيالها ، ولم يشارك فيه برلمان كما حصل فى فترة الفدرالية ، وكذلك لم يستشر فيه الشعب الارترى بعد الاستقلال  للتعديل فيه او تغييره فهو مفروض عليه  ، كما فرض النظام نفسه على حكم البلاد والعباد .
اذن ما العمل ؟ فى ظل وجود العلمين ايهما نختار وايهما يمثلنا  ، من وجهة نظرى (الاثنين معاً)  لسببين مقنعين .. ولتفادى الجدل الذى لايخدم القضية :
الاول ان علم الفدرالية يمثل خصوصية الشعب الارتري ، ورمز النضال والانعتاق من المستعمر الاثيوبى ، بالاضافة كون ان شعبنا لم يتحرر من الانظمة القمعية ، اذا استثنينا تحرير الارض ،فان شعبنا مازال يرزح تحت حكم الفرد المتسلط ، ومن الواجب ان نرفع هذا العلم حفاظا على الشرعية الدولية ، وكذلك ايمانا بمبادئ النضال الثورى الذى اختارناه طواعية  دون  املاءات خارجية ، وسكبنا فى سبيل ذلك  دماء غالية وقدمنا ارواحا طاهرة.
العلم الثانى يمثل الواقع الأليم الذى لايمكن الفكاك منه ، هو علم ارتريا المعترف به دوليا فى الوقت الحالى ،ويعتبر علم الدولة الرسمى ،  وبالرغم انه لايمثل رغبة و هوية  الشعب الارتري الا انه يعتبر الشارة الدولية التى  لايمكن نكرانها باي سبب من الاسباب ، حتى زوال النظام فى ارتريا ، والمشكلة التى يعانى منها الشارع الارترى ، هو جهل الجيل الحالى الذى ولد وترعرع فى ظل النظام المستبد ،  بتاريخ العلم الاول ، والبعض للاسف  متمسك بمفاهيم ظل النظام يروج لها  بان العلم الاول هو مفروض على الشعب الارتري من قوى خارجية ولم يكن خيارا وطنيا  ، والعلم الثانى هو من صُنع الثورة الارترية ومقتبس من علم الجبهة الشعبية التى حررت الوطن   ، حتى اضحى للبعض شيئا مقدساً ، انطلاقا من اهواء دينية وطائفية .  وعلى العموم يجب ان نبتعد من المواضع الخلافية ، وان ننأى بأنفسنا من مزالق السفطائية ، وحديث الافك ، الذى يروج له النظام  لطمس الحقائق ، وكذلك حتى اسقاطه وقيام الدولة المدنية الديمقراطية التى ترتكز على الدستور والشرعية الشعبية على انقاضه ، علينا التركيز فى الامور التى توحد كلمتنا ، وتقوى جهودنا ، وان نعمل فى اطار وطنى جامع ، وغض النظر عن الامور الانصرافية ، والتبليغ بالحكمة والموعظة الحسنة ، لان اللطف فى التبليغ  نتائجه غير مرئية ، ولكنها ابداً لاتضيع ، فصاحب الرسالة يجب قبل كل شئ ان يتسلح بالمعلومة والايمان بها ، والعمل للاجل بقائها ونجاحها ، وعلى كل ارترى غيور يجب ان يعمل فى كسب اخيه الارترى الى جانبه دون النظر الى  عرقه او دينه او غير ذلك من الامور التى يدق اسفينها النظام  الاستبدادى لتشتيت جهودنا  ، ويجب ان نعى ان رفع العلمين فى مناسباتنا المختلفة ، لايغير من جوهر قناعتنا فى احداث التغيير .

السبت، 25 يونيو 2016

مسيرة جنيف ..بداية الزحف الى اسمرا

(1) اعادتنى الذاكرة  للايام دخول الجيش الشعبى لتحرير ارتريا  العاصمة اسمرا  1991م  منتصراً على جيش اكبر ترسانة عسكرية فى افريقيا ، واستقبل من قبل الشعب الارتري  بالورد والاغصان الخضراء ، يرسم على وجهه فرحة عارمة ،  بخروج الاستعمار الاثيوبى من غير رجعة ، يذكرنى زغردة الامهات وصيحات  الشباب والاطفال فى الشوارع والطرقات "وَسدى جِقْنَا بَعَلْ قُمْطَا سِرى " شعارعفوى حمل كل دلالات الانتصار بقوة البطل الذى تصدى لكل محاولات طمس الهوية الوطنية ، وألجم فتن وذرائع المتخاذلين من ابناء الوطن  ، وانتزع حقه بعزيمته ، ونال شرف البطولة   ، كان ذلك مشهدا ، خالدا لايمحى من  الذاكرة ، باقى .. ولو حاولت الفيئات الضالة والمضللة ، الى تغيب نتائجه كما غيبتْ صنَّاعه .

(2) شعبنا الارتري شعب محب للسلام ، ومحب للعدالة ، وشعب محترم ، وطيب الخصال ، مهما طالته الايادى القذرة ويساوم البعض على اذلاله ، واضعاف قوته ، فهو مازال صامداً ، متحديا عوائق الاعادى ، مناضلا ضد الاستبداد ، ومناوئاً كل اشكال الظلم والعبودية ، وان تعرضه للاسوأ الافعال الغير لائقة بالحيوان ناهيك الانسان لايزيده الا قوة وصلابة ، وكذلك تعرضه لمختلف صنوف الافعال تعجز الكلمات هنا وصفها .. من قتل وذبح ، واختطاف ، وتعذيب ، وتهديد وترويع ، وخراب ديار ، وسلب الابناء والاموال ، تحت غطاء فزورة حماية الوطن ، وفى ظل غياب الدستور وحكم القانون ، من قبل حكام ، عديمى الرحمة و الضمير ، ينامون على ازهاق الارواح وسيل الدماء ، ويصحون على لعلعة الرصاص وحصد الابرياء .. سوف تجعل منه رمزا للكرامة والفداء.. ورسول سلاما الى الانسانية جمعاء .

(3) هؤلاء المأمونون  على الوطن ، انقلبوا على المواطن ، وصار الوطن ضحية هذه الشرذمة من ذئاب البشر ، واصبح الاب الذى قضى حياته يكد ويكافح ،" يد تزرع ويد تقاتل"، مجرما ، مصيره  السجن ، ويالته سجناً ، فهو قبر  لدفن الاحياء ، دون تهمة او دليل ادانة ، فقط جريمته شاهد على التاريخ ، ويحمل ذاكرة النضال  ، ولان اللص يحتاج الى طمس الاثر ومعالم التعريف ، فقد فعل الحكام  الجدد الذين تظاهروا بالوطنية وساروا فى مسيرة النضال كسرى السم فى مجرى الدم ، وتغلغلوا حتى نالوا ارفع المناصب القيادية ، وفى كل مرحلة من عمر النضال ،  كانوا يدبرون القتل والتصفيات الجسدية ويخرجون من جرمهم كالشعرة من العجين ، هؤلاء الدجالين الذين يحكمون شعبهم بالحديد والناراليوم  ، ويقتلون ويدمرون الوطن تارة باسم حماية الوطن ، وتارة اخرى باذلال الشعب بدعوى تغيير المفاهيم الاجتماعية تحت مسميات (ثقافة جديدة لمجتمع جديد ) انهم حكام السوء  "الهقدفية " اللعينة ، بذرة فاسدة نمت وكبرت على تراب الوطن ، تتلون كالحرباء ، وتنتشر اطرافها كالاخطبوط   للانقضاض على الوطن الفريسة . 

(4) الشعب الارترى ذاق الويل على مر الخمسة والعشرين عاما الماضية  من حكم الطغمة الحاكمة ، فى ارتريا ، الجاثمة على جماجم الشرفاء ، من المناضلين ، والابرياء من شعبنا ، انها حكومة لايعترف بها الا ظالم ومستبد ، ومرتزق ومدسوس ، تعيش حياتها على مص دماء الابرياء ، و مصدر رزقها على ازهاق ارواح الشرفاء ، ولم تتح فرصة  لشعبنا للتعبير فاصبح كل من تكلم بالحق مصيره القتل والتغييب ، ومن هرَّب ابنه الى خارج البلاد يتم مصادرة ماله وداره ، وتقييده الى مكان مجهول ، شعبنا يعيش فى ظل نظام مستبد يقتل ويعذب ، ويغتصب فى وطنه ، وكل من لاتعجبه هذه الاحكام مصيره الجب والقبور  ، لنا الالاف من المغيبين منذ الحرية حتى لحظة كتابة هذه السطور ، كل يوم لايمر على شعبنا  دون ان يذيق  شرب الحميم ، ودون ان يتعرض لسوط العذاب ، اضحت ارتريا جحيم الارض ، ومركز كل الارهاب ، انها معتقل كبير تمارس فيه اسوأ الممارسات الوحشية لم يسبق ان عرفتها الانسانية حتى فى عهود المشاعية البدائية .

ولان شعبنا يتعرض لكل هذا الاذى ، والى كل  صنوف الظلم ، فى غياب الرقابة الدولية ، فى بلد فيه تعتيم كامل على كل شئ ، بلد ينعدم فيه التمثيل الدبلوماسى ، واذا وجد هم وكلاء لدول فى حد نفسها لاتحترم حقوق الانسان ، فى بلد ليس فيه مراسلين للصحافة الحرة  والاعلام المستقل ، فى بلد تنعدم فيه مكاتب الامم المتحدة ، وتمنع فيه كل وسائل الاتصال ،، الهاتف والانترنت على سبيل المثال ، كل هذا جعل شعبنا يعيش حالة القرون الوسطى  ، اصبح شعبنا ضحية حاكم متسلط من خلفه زبانية لايعصون اوامره ، تلطخت اياديهم بدماء الابرياء ، وليس لهم مخرج الا التشبث بحكمه والعمل على بقائه لمنع حياتهم من المسائلة القانونية .

(5) وشعبنا الذى ناضل عقودا من الازمان ، وتحدى اقوى الجيوش تدريبا وتسلحا  ، ومن خلفهم  السوفييت وكوبا وغيرهم من تحالفات المصالح ، لهو قادر على التخلص من اي قوة فى الارض تهدد امنه وسلامة مستقبله ، ولكن كما يقول المثل "لايتأذى  المرأ الا من حيث يأمنه "  والحذر دائما من مأمن الشئ ،  فالايمان بهذه الطغمة الحاكمة من ابنائه ، وتسليم مفاتيح القيادة لهم ، كان خطاء جسيما عرض شعبنا الى دفع ثمن غال .

ولان محاربة هذه النظام من الداخل امر فيه مخاطرة بالنفس  ، فلا يوجد بد الا الخروج من الوطن ، فردا أوجماعات ، حسب ما تقتضى الحاجة ،  وثم الارتكاز والعمل على تجميع كل الجهود المتوفرة ، للاقتلاعه وتقديم سدنته الى العدالة .

 (6) ان وجود شعبنا فى الخارج بهذه الكثافة والعددية الهائلة لم يكن من فراغ ، ولا حبا فى الهجرة ، ولاخياراً من خياراته ، انما أجبر عليه ،  ولو فرضنا ان  الدول التى يقيم بها  مستقرة وتنعم بالامان ، انما هى ظروف فرضت عليه  من  قبل نظام مستبد لايفهم فى الحياة الا القتل والخراب ، وشعبنا لقادر على تغيير النظام  بالقوة ، وهذا مكلف ويعرض البلاد مزيداً من الارواح ، ولا يخفى على احد ان فاتورة الحروب جسيمة العواقب ، ويكفى ما كلفتنا عقود النضال ، اكلت سعيرها  خيرة الشباب وقضت سنين ليبها  على الاخضر واليابس ، ولانريد ان يتكرر المشهد مرة اخرى ، رغم ان كل التوقعات  تصب الى هذا الجانب  ،  الا ان شعبنا يأمل فى نجاح خطط السلام ومبادرات التعاون بين الداخل والخارج ، وان يعى الشرفاء من  جيشنا بحسم الامر لصالح الوطن كتحرك عملية (فورتو)  التى فقدنا فيها شهداء منهم  الشهيد ودحجاي  ، نمنى ان يفعلها جيشنا البطل كما  فعلها  السلف فى حسم المعركة لصالح الحرية .


(7) وفى ظل هذه الظروف الصعبة ،  التى يمر بها شعبنا فى الداخل ، من تكتيم اعلامى ، وتجنيد الشعب، بالعمل فى العسكرية  الى مدى الحياة ، والهاء الناس بالحروب المفتعلة مع الجيران ، وبث سموم الفرقة والشتات بين الناس ، ومصادرة اموالهم ، والصاق تهم العمالة الى كل من نطق الحقيقة ، وسجن الناس بدون محاكمة ، وتفشى الفساد فى ظل غياب القانون ،وحكم الدستور  ، تساق  االبلاد والعباد كالقطيع بمزاج شخص معتوه ، وفلهوة مقاطيع ، كل هذه الاسباب وغيرها ، صدت كل طرق المطالبة بالحقوق ، ويستحيل تحريك اصبع فى داخل البلاد ، وهذا استدعى  شعبنا تحويل ميدان النضال للخارج ، فكان ثمرة هذا النضال صدور قرار أولياً  بتكوين لجنة من الامم المتحدة لتقصى الحقائق فى ارتريا  ، وجدت القبول والرضا  من شعبنا  ، ولم يجد شعب الداخل حرية الاختيار والتعبير عن ذاته لرفض حكام الهقدف من دخول اللجنة الى ارتريا ، ولكن بطريقة او أخرى وصلت رسائله التى تدعم اللجنة بالمعلومات ،  واخيرا توصلت المفوضية الى حقيقة الاوضاع الماساوية التى يتعرض لها شعبنا واخرجت قرارا  ثانيا  يدين النظام بارتكاب جرائم ضد الانسانية ، سوف  يقدم لمجلس الامن الدولى بعد اجازته ان شاءالله  ، نتمنى ان يوفق ، ويصدر قرارا دوليا  ، لصالح شعبنا ،  بالقبض على رأس النظام ومساعديه  واحالتهم  كمجرمى حرب ، وابادة شعب ، الى المحكمة الدولية فى لاهاي ، ومن هذا المنطلق يدعم شعبنا كل القرارات الاممية  التى تعجل من رحيل الطاغية ونظام الهقدف من بلادنا ،واقامة نظام عادل يحكم بالدستور ، ونظام ديمراطى  يحترم شعبه ، وأملنا من  المجتمع الدولى لمساندة شعبنا فى التخلص من النظام الدكتاتورى البغيض ، وممارسة مزيد من الضغوط عليه ، لكبح جماح القوة فيه ، مع دعم المعارضة للتخلص منه ،  ليعيش شعبنا بسلام وامان فى بلاده ، ويقيم دولة العدالة والقانون ، ويحفظ الود للجيرة ويساهم  على نشر الامن والسلم العالمى  . 

(8) فبالرغم وجود خيارات  عديدة  لشعبنا  للتخلص من النظام فى ارتريا ، الا انه قدم الخيار السلمى واخر خيار العنف لتفادى الخسارة ، ونظم نفسه وفق الظروف المحيطة به ، للتوعية  والعمل على تكاتف الجهود ، لتقصير من عمر النظام ، فكل الجهود التى تبذل تصب فى تعرية النظام امام المنظمات والراي العام العالمى ، وايضا تكثيف العمل الاعلامى وان كانت لاترقى لمستوى الطموح ، ولكن الامل معقود ، مادام هناك حراك مستمر ، وكذلك المسيرات التى تعقب كل حدث ، مثل مسيرات يوم المعتقل ، و مسيرات جنيف الاولى والثانية  ، كلها تحركات ومناشط  ايجابية ، تعمل على صحوة شعبنا  وتذليل  العقبات عنه ، وخاصة شبابنا الذى يعانى من جحيم التجنيد  المستمر لمدى الحياة ، ويتكبد مشاق الهجرة والهروب من جحيم النظام ، ويقع ضحية عصابات البشر ، وسباع الصحارى ، واسماك البحار .

ب
(9)  ولان ما اثار شجونى للكتابة هى مسيرة جنيف الثانية ، احب القول ان المسرات لاتقاس بعددية الناس ، كما لاتقاس المعركة بتحرير ارض معينة ، وانما تقاس بالمردود من هذه المسيرات ،  واتمنى من شعبنا ان يعمل على لم شمله ، وخاصة الشباب الارتري ويبعد من معوقات العمل النضالى ، القبلية والطائفية ، وكل ما يفرق قدراتنا ، ويعيق سيرنا .. والمجد والخلود لشهدائنا الابرار ، والسقوط والعار لحكم الاستبداد ، والنصر والسؤدد لشعبنا المغوار ، و الحرية والاستقلال لارتريا الغالية