هذا البدر المضئ الذى ترونه.. هوأخ لى بن خالى بالحسبة ..ويعتبر من اعز الناس الذين صادقتهم .. فى حياتى .. بعد غيبة دامت للاكثر من خمسة سنوات .. من عمر الطفولة .. شاءت الاقدار ان نلتقى مرة اخرى فى قرية من قرى حلفا الجديدة التى انتقلنا اليها بغرض الزراعة فى بداية الثمانينيات ..وهى قرية وديعة كان الوالد امد الله فى عمره يقصدها فى كل موسم زراعى ..
الصورة تحكى عن نفسها رغم قدم .. مدتها التى تعود الى السنين الاولى من ثمانينيات من القرن الماضى .. حيث اللقطة من كمرتى الخاصة .. (كوداك) مقاس 36 .. والصورة التقطت فى بيتنا ، وانا مسافر عايد الى الخرطوم بعد قضاء اجازة العيد مع الاسرة .. وربما للحب الذى اكنه لهذا الصديق الوفى .. قد احتفظت مكتبتى لتكون ذكرى باقية ..خلاف كل الصور التى التقطتها فى الزيارة ..ولم تنجح اللقطات فكلها احترقت الا ثلاثة عشرة لقطة من مجموع 36 لقطة ..واليوم لم يتبق منها الا هذه الصورة .. ومشكورة والدتى العزيزة التى احتفظت بها فى صندوقها الخاص ..
الصورة يظهر فيها الشفيف الغالى (ابو محمود ) والذى سمي على شخصى الضعيف .. وقد كانت الصورة .. ايذانا بقرب زواجه .. يعنى خالنا والده الح عليه الزواج مبكرا ..وهو طالب فى الابتدائية ..وكنت حينها اسخر منه حينا .. وفى دواخلى احسده على الخطوة .. اسخر منه لانه .. غير قادر على مواجهة اسرته فى الرفض.. ( كنت اقول ليه ساكت زى البنت ) لانه كان رافض فكرة الزواج .. لرغبته فى مواصلة الدراسة .. وحقيقة بعد الزواج تفرغ للعمل تماماً لسد حاجة الاسرة من المعيشة .. وترك المدرسة من الصف الثانى المتوسط .. فى مدرسة اروما المتوسطة .
تفاصيل الصورة .. الساعة كانت حينها .. محصورة على اصحاب المال .. وقد اشتغلنا فى الموسم الذى سبق عام ما التقطت فيه الصورة ايام العطلة المدرسية .. وكسبنا من المال الذى اشترى منه صديقى تلك الساعة من ماركة سيكو ..وانا اخذت الكمرا المذكورة .. رغبة فى التوثيق ..وهوايتى فى التصوير .. تلك القعدة هى فكرتى .. ولى صورة لشخصى تشابهها كما هى اسفل هذا المقال ..وهى لقطة اخذت فى استديوهات (زولا) فى أسمرا الجميلة .
يظهر خلف الصورة مطبخ امى الذى كان مصدر قوتنا ومصنع ابداع امى الله يمد فى عمرها .. واتذكر اخواتى السبع بجانبها .. وهن يصنعن الطعام ,و يرتبن الغذاء لنا .. وذلك العمود يسار الصورة .. هو احد اعمدة البرندة الداخلية .. وله تاريخ حافل من الاتكاءات رجالا ونساء اثناء الونسة مع امى .. وهى فى المطبخ المشيد من بقايا اعواد (العدس ـ والقطن) .
سوف احتفظ لنفسى بصديقى الغالى(ابو محمود ) الذى فارقته للاكثر من عشرين عاما ,, وهو حى يرزق بين ابنائه ..واسرته.. رحلا والديه قبل سنوات عن دنيانا الفانية .. اسال الله ان يرحمهما ويغفر لهما .. ويجمعنا بهما فى الفردوس الاعلى.. مع امنياتى ان يجمعنى به رب العباد والبلاد فى اقرب فرصة .. ولو لوقت قصير ... فى امان الله يا صديقى .. على امل اللقاء .. ودمتم بخير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق