الاثنين، 31 أكتوبر 2011

أطلقوا سراح الصحافي الإرتري جمال هُـمَّـد

الصحافي الإرتري جمال هُـمَّـد ........ المصدر ايلاف
*محمد جميل أحمد
  الأحد 30 أكتوبر2011
قامت سلطات الأمن السودانية باعتقال الصحافي والقاص الإرتري جمال عثمان هُمَّدْ الذي يقيم في الخرطوم في ظروف غامضة يوم 24 أكتوبر الجاري.
 جمال همد الذي يعمل صحافيا معارضا للنظام الإرتري، ومشرفا على موقع المركز الإرتري للخدمات (عدوليس) تزامن اعتقاله مع زيارة الرئيس الإرتري أسياس أفورقي إلى الخرطوم، والأمير حمد بن خليفة أمير دولة قطر.
 ويبدو واضحا من ملابسات الاعتقال أن ثمة علاقة ما بين تلك الزيارة وعملية الاعتقال، لا سيما وأن السلطات السودانية قامت بترحيل 300 من طالبي اللجوء الإرتريين بالسودان قبل أسبوع من زيارة الرئيس الإرتري في مخالفة صريحة لمواثيق الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق الإنسان، حيث وقع السودان على تلك الاتفاقيات والتي بموجبها لا يحق له ترحيل طالبي اللجوء.
وكانت منظمة (مراسلون بلا حدود) قد أصدرت تقريرا تحت عنوان (خطر الترحيل الجبري لصحافي بعد 10 أيام على طرد 300 من الرعايا الإريتريين) حذرت فيه سلطات الخرطوم من خطر ترحيل جمال همد إلى أسمرا. وبحسب تقرير المنظمة فـ(إن الوضع الذي يواجهه جمال عثمان همد مقلق للغاية. فالصحافي محتجز سراً منذ ثلاثة أيام ونخشى ترحيله إلى وطنه إريتريا حيث وضع حرية الصحافة من الأكثر خطورة في العالم. ومن شأن عودته الجبرية إلى بلاده أن تحكم عليه بمصير لا يحتمل. لذا، نحث السلطات السودانية على عدم ترحيل جمال همد إلى إريتريا وندعو الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات دون تأخير للحؤول دون مثل هذه المأساة. يجب الإفراج عن جمال همد في أقرب وقت ممكن).
ويحذر تقرير المنظمة بخصوص خطر ترحيل الصحافي جمال همد إلى أسمرا على خلفية الحال السيئة جدا لأوضاع الصحفيين الإرتريين داخل إرتريا ؛ وبحسب تقرير منظمة مراسلون بلا حدود فقد تم (سجن 34 صحافياً في الوقت الحالي بسبب نشاطهم المهني ووفاة أربعة مراسلين منذ بداية السنة في سجون البلاد، تحتل إريتريا المرتبة الأخيرة من التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي أعدته المنظمة في العام 2010م)
وعلى ضوء هذا التقرير يصبح ترحيل جمال همد إلى أسمرا جريمة بحقه من قبل سلطات الخرطوم.
كما أصدرت منظمة (هيومن رايتس ووتش) تقريرا بعنوان : (السودان: يجب وقف عمليات ترحيل الإريتريين بدون إتاحة فحص طلبات اللجوء) عن وضع المرحلين الإرتريين وبحسب الناطق الرسمي لهيومن رايتس ووتش جيري سيمسون فإن  (السودان يُعيد جبراً الرجال والنساء والأطفال إلى مصير مؤكد هو الاحتجاز والإساءات في واحد من أكثر الأماكن قسوة في العالم. ليس للسلطات السودانية حجة ويجب أن تكف فوراً عن هذه الترحيلات).
ولأن جمال همد يمتلك الجنسية السودانية والإرترية في نفس الوقت، وبما أن الدستور السوداني يسمح بحيازة جنسيتين للمواطن السوداني فإن أي إجراء يتضمن ترحيل جمال همد إلى أسمرا سيكون انتهاكا لحقوق مواطن سوداني من قبل السلطات السودانية، وسيكون ذلك سابقة خطيرة في سجل النظام السوداني.
ظل جمال همد يمتهن الكتابة فقط دفاعا عن حقوق الإرتريين المشروعة ويهتم بقضاياهم العادلة بعيدا عن أي ممارسة للعنف أو مخلة بالأمن في السودان مما يعني بالضرورة أن قضية اعتقاله جاءت على خلفية الزيارة الأخيرة للرئيس الإرتري أسياس أفورقي.
وبالرغم من أن جمال همد كان يسجل حضورا يوميا لمقار الأمن بالخرطوم قبيل اعتقاله إلا أنه لم يعد إلى منزله في يوم الاثنين الموافق 24 أكوبر 2011م، كما أن هاتفه النقال ظل مغلقا الأمر الذي يفسر اختفائه بفعل احتجاز سلطات الأمن له
وفي ظل الأوضاع المتقلبة التي سادت علاقات السودان وإرتريا فإن ملف المعارضين السياسيين بين كل من البلدين خضع للكثير من التجاذبات كورقة ظل يلعب بها النظامان لتسوية أوضاع سياسية كانت متأزمة طوال عشرية التسعينات.
وحيال مثل هذه التذبذبات تقع الكثير من الترضيات بين النظامين، لكن الغريب في الأمر أن النظام الإرتري إذ لا يزال يحتفظ ببعض المعارضين السودانيين ضمن قواعد تلك اللعبة، ظل السودان بفعل الكثير من ضغوطه ومآزقه الداخلية عاجزا عن التعامل بطريقة إيجابية.
 وفي حال الوضع القانوني لجمال همد من حيث ازدواج جنسيته السودانية والإرترية تصبح قضية ترحيله في إحدى شقيها قضية سودانية لاسيما وأن جمال ينتمي لقومية حدودية قلقة وذات حراك واسع بشرق السودان وإرتريا، كما أن الحراك الذي يشهده شرق السودان ضمن ملفاته الكثيرة والمحتقنة ستجعل لقضية ترحيله إلى أسمرا ردود أفعال سياسية واجتماعية في تلك الأوساط.
ولعل هذا مايفسر الحملة القوية التي قادها صحفيون وكتاب إرتريون وسودانيون عبر اتصالهم بالمنظمات الحقوقية العالمية كمنظمة (مراسلون بلا حدود)، ومنظمة (هيومن رايتس ووتش)، وعبر النشر في المواقع الإرترية والسودانية على الانترنت لاسيما موقع (سودانيز أون لاين) وموقع (سودان للجميع)، وموقع (النهضة) و (فرجت نت) الإرتريَيَن وغيرهما من المواقع الإرترية. ولمختلف هذه الحيثيات نأمل من سلطات الأمن السودانية الإفراج عن جمال همد ورفيقيه في اقرب وقت ؛ فجمال همد ليس مجرد صحافي فحسب بل هو أيضا قاص عبرت قصصه المبدعة عن قلق المكان والإنسان وأحزان اللجوء في القرن الأفريقي ؛ قرن الأوبئة والمجاعات والحروب… يكتب جمال في إحدى قصصه : (ماذا يحدث ؟ نموت والفاعل مجهول. تحاصرنا الأمراض
والخمور البلدية ّ والفلسّ الذي شوه حياتنا، والمدينة التي استقبلتنا بحبات البوشار ورفع القبعات والزغاريد وأكاليل الغار، ترمينا الآن خلفها لتستقبل فاتحين جددا. ماذا يحدث ؟ على تالة (حزحز) تتجزأ الأسئلة وتزيد سطوتها… كان يرنو إلى المقابر، أسطح المنازل الزنكية الصدئة وانتشار القرميد المحدود. لماذا يلجأ إلى هذا المكان كلما ضاقت به المدينة وضاق بها ؟) Jameil67@live.com
موقع منظمة مراسلون بلاحدود على هذا الرابط اضغط ه
*نقلا من موقع فرجت الارترى الاخبارى_ود بره

الجمعة، 28 أكتوبر 2011

علم اجتماع الدين

يهتم علم اجتماع الدين بدور الدين في المجتمع.
تاريخ الأديان علم جديد لا يزيد عمره على مائة عام وقد سمى بعلم تاريخ الأديان لانه من قبل كان محتكرا من قبل الكنيسة التي عندما درست الأديان الأخرى لم تكن تتصف بالموضوعية عندما حكمت على الأديان الأخرى بأنها مقدمة في سلم التطور حتى نصل إلى الدين المسيحي أي ان الأديان الأخرى غير المسيحية هي مجرد بداية وأن المسيحية هي نهاية المطاف:

  عندما دخلت أوروبا عصر التنوير في القرن الثامن عشر وعمت العقلانية جميع الاوساط شن العلماء الطبيعيون حربا ضد بالكنيسة وأدرك العلماء في ذلك العصر ان المنهج الذي يطبقه العلماء الطبيعيون يمكن تطبيقه على العلوم الإنسانية وقد ساعد على ذلك ان العلوم الطبيعية قد بدأت تتقدم بسرعة مذهلة وأجتاحت الثورة الصناعية أوروبا ونشأت الحركات الأستعمارية لتغذية الصناعة بالمواد الخام ومع الأستعمار أنتقل الكثير من الأوربيين للعيش في أفريقيا وأسيا وتعايشوا مع أناس غير مسيحيين بل ودرسوا تاريخ إيران والشرق الأقصى بدياناته المتعددة والحضارة المصرية القديمة وقد قاموا بمقارنة ما وصلوا أليه من علم بما جاء بالتوراة فوجدوا أختلافا كثيرا أدى إلى ظهور النقد اللازع للتوراة بل والكتاب المقدس ككل فتدخلت الكنيسة لتوقف هذا النقد اللازع ولتخرج من الحرج التي وقعت فيه فقام كثير من أتباعها من العلماء بتبنى نظرية دارون في التطور وطبقوها على الأديان بمقولة أن المظاهر الدينية التي يتمتع بها الهمج أو المسلمون أو غيرهم تعتبر بداية سابقة للتطور الدينى المسيحي الأوربى غير أن هؤلاء المفكرين من أتباع الكنيسة أغفلوا أو تغافلوا عن حقيقة مهمة وهي أن نظرية التطور على الرغم مما وجه إليها من النقد مجالها علم البيولوجيا وليس مجالها الدين هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن القول بأن الدين ظاهرة تخضع للتطور وأن الأديان الأخرى غير المسيحية حلقة في سلم التطور أمر يناقض العقل فلماذا تطور الأوربيون إلى المسيحية ولم يتطور غيرهم أليها على الرغم من التعاصر الزمنى بين الفريقين

  1. علم النفس والدين :- ذهب البعض من علماء النفس إلى القول بأن الدين حالة نفسية وأدعوا ان المنهج التاريخي ليس كاملا ولابد من اكماله بالابحاث النفسية غير ان هؤلاء العلماء وقعوا في خطأ كبير عندما ساووا بين الدين والحالات النفسية لأن التحليلات النفسية لن تعطينا بأى حال جوهر الدين وحقيقته
  2. علم الأجتماع والدين :- ذهب البعض من علماء الأجتماع إلى القول بأن الدين هو ظاهرة أجتماعية في المقام الأول فالمجتمع من وجهة نظرهم عندما يتعرض لبعض الأزمات فإنه يحاول جاهدا الخروج منها ويبتكر لذلك الكثير من الحلول وعندما تنجح طريقة معينة للخروج من الأزمة فإن المجتمع يقدس هذه الطريقة وتقدسها الأجيال المتعاقبة بعد ذلك.
  3. الفلسفة والدين :- معضم الفلسفات العقلانية تقف دائما ضد الدين بسبب تعارضه مع العقل وقد كشف هذا الاختلال علماء ومفكرون كثر في الغرب والشرق إلا أن الدول العربية دائما كانت متعصبة لقبول تلك الافكار الجديدة.
  4. الفينومينولوجيا والدين :- الفينومينولوجيا هو علم الظاهرات حيث يقوم بتحليل وصفيّ للذات الدينيّة وللموضوع الدينيّ الذي يقابلها، أي للقصد الدينيّ وللمقصود الدينيّ كما يقوم بتحليل وصفيّ للنظم الدينيّة بجميع مقوّماتها العقائديّة والعباديّة والأخلاقيّة والمؤسّسيّة وقد ذهب أتباع هذا العلم إلى ضرورة الأخذ في الأعتبار بما قاله السابقون من علماء النفس والأجتماع والمؤرخون غير أنهم قالوا بأن المنهج الذي أتبعه هؤلاء كان منهجا خاطئا ولابد من أتباع منهج جديد يقوم على عدة مبادئ هي :-
    • يجب الأحاطة بجميع الظواهر وعدم ترك أي جانب منها
    • يجب أن نجرد أنفسنا من الأفتراضات الدينية والفلسفية التي نؤمن بها
    • يجب على الباحث ان يتعاطف مع المواد المدروسة والأستعداد للتأثر بها فهي ليست مواد ميتة بل هي حية تؤثر وتتأثر بالباحث وبقدر تجاوبها مع الباحث تكشف عن نفسها
    • لابد من تصنيف الظواهر الدينية وترتيبها للخروج بنتائج تكون منطقية ومقبولة عقلا
    • لا حكم لعالم الأديان على الأديان أو الظواهر لأن غاية العلم ليست تحكيمية بل تفهمية
وقد قام الكثير من الكهنة ورجال الدين والفقهاء اللاعقلانيين بالتعليق على هذا المنهج بقولهم أن الفينومينولوجيا تحتاج إلى ما أسموه ما وراء الدين أى ضرورة الأيمان بالغيبيات فالدين هو فطرة الله التي فطر عليها الناس جميعا وهو عام لدى الناس ولا يتطور ولا يرقى بل موجود على نفس المستوى لدى البشر

يدعي الكثير من المسلمين المتشديد والمسيحيين حتى الآن بان ديانات كل منهما هي أول من درت باقي الديانات لكن الحقيقة هي ان كل دين يدرس فقط الديانات التي قبله ومن زاويته فقط فيختلق دائما حججا لابطال باقي الديانات أو الغائها ليبقى هو الاصح لذلك يبقى العلماء المحايدون والملحدون هم اهل علم دراسة الأديان
  1. يجب على الباحث تعطيل الافتراضات التي يأتى بها إلى مواد بحثه كالأفتراضات الدينية والقيمية والاخلاقية والتي تشكل ثقافة الباحث ودينه وحضارته وهذه الافتراضات لابد ان ينحيها الباحث جانبا حتى لا تفرض نفسها على المواد التي تحت بحثه حتى يعطى المجال للظواهر والحقائق بأن تحدثه عن نفسها وتفصح له عن جوهرها
  2. لابد للباحث ان يتعاطف مع المواد التي يدرسها فإذا كان هناك شخص ما يعتنق دين معين ويدرس دين يكرهه فهذه الكراهية لابد ان تؤثر على تفهمه لذلك الدين وبالتالى على نتائج بحثه فالمظاهر الدينية لا يمكن دراستها كالأشياء الجامدة بالعقل بل يضاف لذلك ما يعبر عنه القلب فالباحث إذا لم يتأثر مع القيمة المجسمة في الطقوس الدينية فهو بالطبع لم يدركها
  3. تجميع المواد وتصنيفها حسب مقولات نابعة منها فقد يتعاطف الباحث مع القيمة وينحى افتراضاته جانبا ولكن يرتب القيم ترتيبا يتناقض مع معطياتها فذلك يهلك قيمة هذه المواد فهذه المواد مع بعضها تعطى معنى كلى لا يمكن التوصل اليه الا بترتيب المواد حسب مقولات نابعة منها
  4. التعرف على الماهية وهو امر حدس يصل اليه الباحث عندما يتم البناء الكامل للظواهر التي عندما يتم بناؤها العضوى وتتشابك العناصر المكونة لهذا الدين عندئذ يمكن للباحث يأمعان النظر في هذه العناصر ان يصل إلى جوهر الدين وماهيته
مما سبق ونتيجة لهذا المنهج الفينومينولوجى نجد ان كل دين يؤلف هيكلا قائما بذاته وذلك يدل على ان كل دين مرجعا لنفسه وبذلك نكون قد وصلنا إلى حالة من النسبية المطلقة في دراسة الأديان وأن المقارنة بين الأديان تكون مستحيلة.

ما الذي قاله د. مصطفى محمود .. وأزعج إسرائيل ؟

:مصطفى محمود
    بعد أن شيعه محبوه لمثواه الأخير ، قررت أسرة المفكر والعالم المصري الكبير د. مصطفى محمود أن تبوح بما لديها من أسرار بعد أن ظلت طي الكتمان سنوات طوال ، إذ ليس هناك بعد رحيل الأب ما يمكن خسرانه ،وقال نجل الراحل "أحمد" أن ضغوطا سياسية مورست لوقف برنامج "العلم والإيمان" فائق الشهرة وهو ما تسبب في أول الأزمات الصحية والنفسية الكبيرة التي تعرض لها ، وأن إسرائيل كانت تتربص به دائما لأنه كان يفند أكاذيبها بأسلوب علمي موضوعي في كتبه وبرامجه التليفزيونية .

من أبرز كتابات مصطفى محمود التي تعرضت لحقيقة إسرائيل : " إسرائيل البداية والنهاية، الغد المشتعل، المؤامرة الكبرى، على خط النار، ألعاب السيرك السياسي" وفيها تناول علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية ، ونهايتها الحتمية ، فماذا قال ؟ .

في كتاب "إسرائيل البداية والنهاية" يؤكد د. مصطفى أن الغرب وأمريكا بالتحديد تبتز العرب للقبول بوجود إسرائيل بينهم وإفساح المكان لها ولاقتصادها بل والتوقيع على معاهدات سلام مع الكيان المغتصِب وبشروطه ! ، ويعرض جزء مما قالته المنظمة الصهيونية العالمية عن مصر في مجلة "كيفونيم" أو "التوجهات" عدد فبراير 1982 (الصفحات 49 – 59).

"إن مصر بصفتها القلب المركزي الفاعل في جسد الشرق الأوسط نستطيع أن نقول إن هذا القلب قد مات وأن مصر مصيرها إلى التفتت والتمزق بين المسلمين والأقباط، ويجب أن يكون هدفنا في التسعينات هو تقسيمها إلى دولة قبطية في الصعيد ودولة إسلامية في الوجه البحري، وفي لبنان التي ستخرج منهكة من الحرب الأهلية سيكون الأمر أسهل في تقسيمها بين الطوائف المتقاتلة إلى خمس محافظات شيعة وسنة ودروز وموارنة وكتائب، وسوريا نستطيع أن نقسمها إلى دولة شيعية بطول الساحل ودولة سنية في منطقة حلب وأخرى في دمشق وكيان درزي في جزء من الجولان، والعراق الغني بالبترول والمنازعات الداخلية ما أسهل أن يقع فريسة الفتن إذا أحكمنا تخطيطنا لتفكيكه والقضاء عليه".

ويقول محمود هكذا يخططون للدول العربية فكيف نأتمن هؤلاء الناس على أرضنا؟ ويتابع إذا أضفنا إلى هذا طبيعة الغدر عند هؤلاء الصهاينة حتى مع حلفائهم وقتلهم للكونت برنادوت سكرتير الأمم المتحدة ومساعده عقب التقرير الذي قدمه في 16 سبتمبر 1948 عن جرائمهم في فلسطين المحتلة، واللورد موين الوزير المفوض الأوروبي الذين اغتالوه في 9 نوفمبر 1944 على يد اثنين من جماعة شتيرن التابعة لإسحاق شامير، ثم إغراقهم في الثامن من مايو 1967 لسفينة التجسس الأمريكية "ليبرتي" وقتلهم لأربعة وثلاثين بحاراً أمريكياً وجرحهم 171 آخرين وذلك لتغطية احتلالهم للجولان والأمريكان وقتئذ أعز صديق وحليف لهم، فإذا كانت هذه أخلاقهم مع حلفائهم فكيف نأتمنهم على أرضنا وهم أعدائنا؟

وفي نفس الكتاب يقول مصطفى محمود ماذا تساوي إسرائيل بالنسبة لمصر؟! ويجيب إن الإنسان يساوي بمقدار فعله وأثره على جيرانه وما يصلنا من إسرائيل عبر منافذ سيناء والأردن هو المخدرات والدولارات المزيفة والجواسيس وغيرها، وما ينال الجيران العرب منها هو نهب الأراضي الفلسطينية وتهديد سوريا وضرب الأراضي اللبنانية وسكانها بالقنابل هذه هي صداقتهم ومحبتهم.

وإسرائيل تتخذ لظلمها أسماء جديدة فنهب الأرض تسميه تصحيحاً للأوضاع والاستعمار تسميه استيطاناً وقتل الجار الفلسطيني تسميه عدالة، وتعذيب السجناء تسميه شرعية قانونية وتسن له قوانين جديدة تبيحه وتفرضه، والتجسس تسميه بعثات إعلامية والعدوان تسميه سلاماً.

يؤكد مصطفى محمود أنه بالرغم من التهديدات الإسرائيلية والضجة التي تثيرها حول قوتها العسكرية فمازالت أضعف بكثير من الهالة التي تصنعها لنفسها وتلويحها بالحرب هو محاولة فجة للإرهاب والضغط الدبلوماسي على أعصاب المفاوض العربي، ومازال سلاح الوحدة العربية الصلبة إذا اكتملت أقوى من كل هذه الضجة المفتعلة والمطلوب موقف جماعي حاسم من على منبر الجامعة العربية.

قفزت إسرائيل إلى الصدارة من حيث القوة السياسية المؤثرة في العالم في فترة خاطفة من اختلال الموازين حينما انفردت أمريكا بالحكم وأصبحت قطباً وحيدا حاكما لمصائر العالم وقيامها بدور الحاضنة والمرضعة للفرخ الإسرائيلي الكسيح، فأرضعتها التكنولوجيا الحديثة والأسلحة المتقدمة وأطنان اليورانيوم المخصب لصناعة قنابلها الذرية، هذا بالإضافة لتغذيتها المستمرة بالأسرار المحظورة وصور الأقمار الصناعية لترسانات دول الجوار، وتمويلها بمليارات الدولارات، والتآمر والتحالفات بين مخابرات الدولتين.

طبيعة التهديد

يقول د. مصطفى محمود في كتابه أنه ربما كان بعض من الشعب الإسرائيلي يريد السلام ولكنهم ليس لهم صوت فعال ولا تأثير على السلطة المتطرفة الموجودة، وتتمثل الخطة الصهيونية في الإعداد لعميلة التفاف سياسي لتطويق مصالح الدول العربية وعملية التفاف إفريقية للوصول إلى منطقة البحيرات ومنابع النيل لتهديد مصر.

لقد كشفت المخابرات الفرنسية عن عمليات تسليح إسرائيلية مكثفة لمليشيات التوتسي والهوتو المتناحرة برواندا وبورندي وزائير، وذلك لنشر الموت في القارة الإفريقية حول حزام البحيرات الكبرى ولكسب صداقة العصابات الإجرامية هناك تمهيداً لأشياء أخرى في المستقبل.

واستراتيجية أخرى تدور في كواليس الهيئة الروسية الحاكمة تتمثل في تسلل شخصيات صهيونية إلى مقاعد صنع القرار مثل الملياردير بيريزكوفسكي الذي أصبح نائباً للأمين العام لمجس الأمن القومي الروسي وهو يهودي وحامل الجنسية الإسرائيلية ويملك أكثر من قناة تلفزيونية وصحيفة في روسيا وله عبارة مشهورة "إن اقتصاد روسيا في يد سبعة من اليهود يسهمون بأكبر نسبة في بنوكها" وهذا جزء من جبل الجليد المختفي تحت الماء والذي لا نعرفه عن النفوذ الصهيوني في روسيا.

مما يعني تهويد الموقف الروسي من السياسة الخارجية عند اللزوم وتحييدها وربما أكثر من ذلك عند الصدام المرتقب، ويتابع أن هذا التسلل الصهيوني إلى إفريقيا وأسيا حديثاً وإلى القمة الحاكمة في أمريكا وانجلترا وأوروبا قديماً في محاولة التفاف سياسي واستراتيجي هو أمر لا يصب في فراغ وإنما يعني أن الصهيونية تعد لاستراتيجية كبرى تواجه بها حرباً قادمة لا شك فيها.

ويقول د. مصطفى محمود أن الإسرائيليين يتعمدون إلى استفزازنا بإتباع هذه السياسات الخرقاء التي يمكن أن تؤدي للصدام والحرب فهل يخططون لدفعنا للحرب ويستدرجوننا إليها؟

العقدة اليهودية

المشكلة اليهودية هي في اليهود أنفسهم وليست في اضطهاد العالم لهم فهم الذين يأججون الفتن ويخلقون المشاكل، يقول فيهم القرآن {كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين} 64- المائدة
فهم الذين يصنعون الفتن والصهيونية فكراً وسلوكاً موبوءة بالتعصب العنصري وبعقدة الخوف والحقد وأوهام التفوق والرغبة في التنكيل بالأخر والسيادة عليه، ولم يكن القرآن الوثيقة الوحيدة التي اتهمتهم وإنما أنبياؤهم اتهموهم من قبل القرآن والإنجيل.

يقول فيهم النبي أرميا : "مثل خزي اللص إذا وقع هكذا خزي آل إسرائيل، هم وملوكهم ورؤساءهم إذ يقولون للخشب أنت أبي وللحجر أنت والدي لأنهم أداروا نحوي قفاهم لا وجههم ..وفي وقت مصيبتهم يقولون لي :قم وخلصنا..فأين آلهتك التي صنعت لنفسك فيقوموا إن استطاعوا أن يخلصوك في وقت بليتك لأنه قد صارت آلهتك بعدد مدنك يا يهوذا لماذا تخاصمونني؟ كلكم عصيتموني يقول الرب: ضربت أبناءكم بلا فائدة إذ لم يقبلوا تأديباً سيفكم أكل أنبياءكم كأسد مفترس".

وقد حاول مفكرون يهود على مر التاريخ أن يعالجوا هذه النفس اليهودية فلم ينجحوا ولم ينالوا من أبناء جلدتهم إلا السخرية والتجريح ، ومنهم باروخ سبينوزا والذي أمن بأن نهاية شقاء اليهود وشقاء العالم بهم لن يكون إلا بتخلصهم من النعرة القومية والأفضلية العنصرية التي تفسد ما بينهم وبين الناس، وكان يرى أن التمسك بفلسطين والعودة إلى أرض الأجداد وإقامة الهيكل عقدة وهمية وأسطورة وأن الله في كل مكان وهو يسمع الدعاء من أي بقعة في الأرض فما كان جزاؤه إلا اتهامه بالكفر والتآمر على قتله.

تصفية الخصوم

في أحد فصول كتابه "المؤامرة الكبرى" يقول مصطفى محمود أن القرآن كان صريحاً وقاطعاً في أن نهاية إسرائيل وتدميرها سيكون على يد المسلمين، ولذلك سعوا مبكرا للقضاء على شوكة الإسلام . ويتناول محمود ما ذكرته مجلة "نوفيل افريك" الفرنسية أن جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد" هو الذي يقوم بتدريب القوات الصربية على المذابح الجماعية وقطع الأطراف وغيرها من فنون الموساد لتعذيب المسلمين بأوروبا ، كما ذكرت أن القوات الصربية قد اختارت بنكاً إسرائيلياً لتودع به أموالها ما يكشف لنا عن الحلف المشبوه!.

وفي كتابه "الغد المشتعل" يقول مصطفى محمود في فصل بعنوان "التطبيع أم التركيع" أننا لسنا أعداء للدين اليهودي كدين ولا لليهود كيهود ونحن ننحني احتراما وتبجيلاً لعباقرة اليهود الذين نفعوا الإنسانية فقد انفرد الإسلام بالسماحة أكثر من أي دين، ولكننا ضد الصهيونية كفكر عنصري وعدواني مفسد يريد الهيمنة على العالم بأي سبيل.

وان أخطر ما في الصهيونية أنها ركبت النظام الأمريكي واتخذت من الزراع الأمريكية القوية سلاحاً باطشاً لتحقيق أغراضها وراحت تضرب المسلمين في كل مكان بحجة أن الإسلام هو العدو الباقي للحضارة بعد انهيار الشيوعية وهي أكذوبة ساذجة يخفون بها حقيقتهم فهم وحدهم أعداء الحضارة وأصبح العالم الغربي يصدقهم ويسير وراءهم مسلوب الإرادة.

ويتساءل أليست فضيحة لأمريكا أن تطارد باكستان وتوقع عليها عقوبات بسبب برنامجها النووي، وتحكم بالموت على الشعب العراقي بسبب مظنة برنامج نووي، وتهدد إيران وكذلك الحال في إيران وكوريا الشمالية بينما تبارك الترسانة النووية التي بنتها إسرائيل وتؤيدها.
وبعد هذا تطالبنا بالسلام والتطبيع وماذا يكون هذا التطبيع أمام تلك القوة النووية الغاشمة؟ أهو تطبيع أم تركيع، أهو سلام أم استسلام؟.

على خط النار

في كتابه " على خط النار " ذكّر د. مصطفى بجرائم إسرائيل التاريخية والمتوالية حتى اليوم في فلسطين ، ودعا لرفضها بالإجماع ومقاطعتها عربيا وإعلان المقاومة على جميع المستويات .

وفي فصل بعنوان "أمريكا وإسرائيل" يقول أنه افتضحت العلاقة العضوية المتينة بين كل من أمريكا وإسرائيل عقب الهجوم الإرهابي الذي قامت به إسرائيل على لبنان وضربت البنية التحتية وأضرمت النيران في بيروت رداً على ما فعلته المقاومة اللبنانية لتحرير الجنوب ، وجاءت المكافأة الأمريكية الفورية حينها بإعلان البنتاجون الموافقة على تقديم معونات عسكرية عاجلة لإسرائيل وبناء قاعدتين للتدريب العسكري، وانطلقت وزيرة الخارجية الأمريكية حينها مادلين أولبرايت لتشيد بالعلاقات القوية التي تربط بين كل من إسرائيل وأمريكا منذ أكثر من نصف قرن.

ويتابع محمود أن أمريكا تستعمل إسرائيل لتكون يدها الباطشة في الشرق الأوسط والتي تتحول إلى يد عابثة ومخربة أحياناً فالشرق الأوسط يعني البترول وكنوز الطاقة والمستقبل.

السيرك السياسي

يتساءل مصطفى محمود في كتابه "ألعاب السيرك السياسي": لا أعرف لماذا يبكي اليهود أمام حائط المبكى؟ فلسطين أخذوها والفلسطينيون طردوهم، والقنابل الذرية أمتلكوها، والصواريخ صنعوها، وشعوب العالم خدعوها، وأمريكا استنزفوها.

ويتابع إن وعد بلفور هو الذي زرع هذا السرطان في الشرق الأوسط وزرع معه المأساة والصراع والدمار في المنطقة، وبريطانيا هي التي ساندت الجريمة، وأمريكا التي مولت ورعت ووضعت كل امكاناتها في خدمة إسرائيل وضحت بسمعتها كأمة تمثل الحرية والعدالة وحقوق الإنسان لتكون رهن إشارة ثلاثة ملايين إسرائيلي يدوسون على قيم العدالة والبراءة، فإذا صرخ العالم أو احتج قالت أمريكا "فيتو"، وقذفت بها في وجه إجماع هيئة الأمم المتحدة.

ولكنه بالنهاية يؤكد أن كلمة العرب يوما ما ستجتمع ، ولن تنفع إسرائيل كل ترسانتها العسكرية والحشد الأوروبي في صفها .. حينما سيأتي هذا اليوم . ..

السبت، 15 أكتوبر 2011

أتركونا وأرحلوا


*شعر: محمدصالح انجابا

أتركونا وأرحلوا

يا من سطوا على مقاليد الأمور فى غفلة النسيان
كفانا هوان وذُلُ وإذعان
عودوا الى كهوف أفكاركم أو إلى سالف الأزمان
فى عهدكم ذقنا الكبت والعذاب
ولبسنا ثوب الأشجان
فى عهدكم
نعيش فى حظيرة الوطن كالدواب!

أتركونا وأرحلوا
سلموا الرأية لنبنى الأوطان
وننثر فتات الحرية
ليحيا فينا ضمير الإنسان

أتركونا وأرحلوا
يا من حجبتم قبس العدالة
و شققتم الصفوف
وقذفتم بالعهود والمواثيق فى الذبالة
فى عهدكم
طفِقنا فى محور الغربة نطوف
عشرون عاماً ونيف!
حل السلام فى صحن دارنا ضيف
عشرون عاماً ونيف
وعودكم خاوية خاوية كسحابة صيف
جثمتم على صدورنا
حُلمنا صار سراباً وطيف

أتركونا وأرحلوا
أتركونا وخذوا كل ما غنمتم
كفانا لا نريد أوصياء و أسياد
أتركونا يا من زرعتم الرعب فى الواد
وأبدعتم فى صنع الأصفاد
فى عهدكم طغى اللون الأحمر والأسود ولون الرماد
يا من أعادونا الى عهد التمييز
هذا عبدُ وهذا سيد عزيز
أتركونا وعودوا الى حيث ما كنتم
يا من أعادونا الى عصر القبيلة
والعشيرة
والطائِفة
يا من إدَعُّوا الأفكار الصائِبة
أرحلوا الى جوف نظرياتكم
البائِسة
أتركونا وارحلوا
نحن مسلمون
وبرب الخلق مؤمنون
لا نريد عظات الدجالون
والطماعون
آكلى النار فى البطون
سئِمنا من الكذب
والصياح والجنون

أتركونا وارحلوا
طاحونة وأكثر من ألف طاحونة
طابونة وأكثر من ألف طابونة
ما زلنا نسمع أنين الغِراث
وما زلنا نقف فى طوابير المعونة
لم نسال عن المساحيق
والحرير ولا حتى صابونة
نريد أرضاً بالوئِام مسكونة

أتركونا وارحلوا
يا من غرزوا فى وطنى
البغضاء والشحناء والتُبُول
يا من غمدوا زهراتنا بين ثنايا الذبول
وصاروا جوارى فى البلاد
طوى شبابنا زمن ماحل عجول
فى زمن الأوغاد

أتركونا وارحلوا
سئمنا من شعاراتكم البراقة
يا من أعادونا الى عصر الجاهلية والناقة
يا من تذوقنا وتجرعنا فى عهدكم العوذ والفاقة
أتركونا وعودوا الى حيث ما كنتم
نريد أن نعيش كالنسور
لأن قلوبنا للحرية تواقة

أتركونا وارحلوا
دعونا نطير ونصدح كالعنادل
نغوص فى علوم المعرفة
ونخرج من ظلام الجهل القاتل
نكتب ونعبر ونحاور ونجادل
نفرح ونمرح ونحب ونغازل

أتركونا وارحلوا
خذوا كل ما غنمتم
أتركونا
نبدع فى أفانين الفنون
نزرع اليقين فى تربة الشك والظنون
نغرس التفاؤُل فى العيون
وتسيل أقلامنا أدباً هتون
نرسم البسمة فى لوحة الجفون.


بعد أن قتلته الشائعات أكثر من مرة.. زيدان ابراهيم يرحل للمرة الأخيرة


الخرطوم: صلاح الدين مصطفى، نهاد أحمد وهادية ابراهيم

نجومية مطلقة
لم يكن زيدان ابراهيم كغيره من الفنانين الذين لديهم مواسم ازدهار وسنوات ركود وغياب، بل كان نجما متوهجا منذ انطلاقته الأولى في مطلع ستينيات القرن الماضي وسيظل كذلك بأعماله أبد الدهر، كان يُستقبل في المسرح مثل استقبال نجوم كرة القدم بعد إحرازهم للأهداف الحاسمة، ويتزامن ذلك مع الهتاف المحبب "زيزو.. زيزو" كان نجما فوق العادة لذلك انشغل بمرضه الجميع وحزنوا لوفاته.
حيثيات تكريمه
من الأقدار العجيبة أن العام الماضي شهد تكريم العندليب الأسمر وليس في هذا الأمر غرابة، لكن حيثيات التكريم غير المسبوقة كانت هي الخبر، فقد شهد مسرح الفنان الراحل أحمد المصطفى باتحاد المهن الموسيقية حفلاً بهيجاً في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر العام الماضي، وجاء التكريم عرفاناً للفنان العندليب الأسمر باعتباره "عضواً بارزاً وملتزماً بقوانين ولوائح الاتحاد." فانظر الى الحيثيات بين الأقواس!
أما المحتفى به فقد قال في ذلك التكريم: "شكرا لكل الحضور وليس جديدا على لجنة اتحاد المهن الموسيقية أن تكرم أبناءها لكن الجديد هو التكريم المتفرد وأنا ألتزم بضوابط وقوانين ولوائح الاتحاد وهذا صرح عظيم علينا المحافظة عليه".. وقال: "حان الوقت أن نضع في بالنا الالتزام والمحافظة، وأنا سعيد لزمالة الكاشف وعائشة الفلاتية، وقد نهلت منهما وشبعت، وأشكر الشعب السوداني الذي ساندني."
توثيق البروفيسور الفاتح الطاهر
ومن أبرز الذين وثقوا لزيدان البروفيسور الفاتح الطاهر الذي كان ناقدا فنيا وانتهى به المطاف عميدا لكلية الموسيقى والدراما الى أن تقاعد وتفرغ للبحث، حيث كتب في صحيفة الصحافة بتاريخ4/6/1986: "ولد الفنان زيدان ابراهيم بحي العباسية بأمدرمان فى منتصف الاربعينات, بدأ مراحله الدراسية الأولية بمدينة كادوقلى حيث كان يعمل بها والده وعاد مرة أخرى لأمدرمان ليواصل بمدرسة بيت الأمانة والمرحلة الوسطى بمدرسة حي العرب والثانوي بالأهلية أم درمان.

عازف مزمار
يواصل بروف الفاتح ويقول: "فى مرحلة الثانوى انضم الى فرقة الموسيقى المدرسية تحت إشراف الاستاذ محمد احمد قاسم المسؤول عن النشاط الموسيقي بالمدرسة وبدأت موهبته تتفتح كعازف مزمار مؤدٍّ لأغانى الكاشف ووردى والكابلى، تعلم العود تحت إشراف الموسيقار صالح عركى عام 1960 وأصبح يجيد أغانى وردي إجادة تامة مما أطلق عليه لقب وردى الصغير. ورغم عدم اختياره فى احتفالات بخت الرضا باعتبار أن صوته لا يصلح للغناء لم ييأس ولم يفقد الأمل حتى أجيز صوته أمام لجنة الأصوات بالإذاعة عام 1963 وأجيز بالإجماع بعد أن غنى لهم (بالى مشغول يا حبيبي - ماهو عارف- بينى وبينك والأيام) والفضل يرجع الى الشاعر عوض احمد خليفة الذى شجعه ووجهه الى أن وصل الى مايكرفون الاذاعة.
ومشوار زيدان يستحق التوقف لأنه مشوار مر بعدة مراحل يمكن اعتبار المرحلة الأولى ظهوره بفن جديد ورؤية فنية جديدة قدم فيها باقة من الأغانى (بالي مشغول يا حيبي) ألحان عبداللطيف خضر وكلمات عوض احمد خليفه بجانب (ما سألت يوم عليك- لغيرك ما بقدر ألوم- من ألحان السني الضوي)- وأغنية (وداع) وخلال تلك المرحلة تأثر زيدان بالموسيقار الراحل احمد زاهر الذى لعب دورا بارزا فى بناء شهرته ودعم مكانته الفنية فقدم له من ألحانه (معذرة -أكون فرحان-) واستطاع من خلال ما قدم أن يضع قدميه ويتدرج فى النجاح خاصة فى تلك المرحلة التى كانت الساحة الفنية تعج بالعديد من عمالقة الفن.
أما المرحلة الثانية فمرحلة الانطلاق عام 1969 بدأ فيها منطلقا بخطى سريعة حيث قدم (ما أصلو ريدة - قصر الشوق- فراش القاش - فى بعدك يا غالى - ليه كل العذاب) وقد أحدثت ضجة فى دنيا الأعانى لأنها ابتكارات فنية جديدة.

القاش والذكريات
وتعد أغنية فراش القاش بولونيتها الجديدة ومقدمته الموسيقة القصيرة التى كتب كلماتها الشاعر عبد الوهاب هلاوي ولحنها الفنان عمر الشاعر بداية انطلاق الثنائى زيدان وعمر الشاعر ليملآ الساحة الفنية شجنا وطربا. المرحلة الثالثة مرحلة (اخونك- نبع الحنان- غرام الروح كذلك لحن فيها أغنية كلمة عتاب لمين ونشيد ابريل، ومنذ تلك الفترة واصل وقدم العديد من الروائع- الحديث للبروفيسور الفاتح- واشتهر بأدائه الجميل لأغنية المرحوم الشفيع (الذكريات) وأذكر فى أكثر من لقاء عبر الاذاعة وبحضور الفنان الراحل الشفيع وإعجابه يغنيها. وزيدان فنان مرهف اشتهر بالدعابة والنكتة حتى فى الحفلات العامة وله أسلوب شيق فى الحفلات العامة.
ملامح في السيرة الفنية
غنى زيدان لمحمد جعفر عثمان «أسير حسنك، أخونك، ما أصلو ريدا ووسط الزهور وغيرها وكانت له مسيرته الخاصة مع الملحن احمد زاهر في «قصر الشوق» و«قلبك ليه تبدل» و«أخونك» وغيرها.
غنى زيدان لعوض احمد خليفة ومهدي محمد سعيد وعبد الوهاب هلاوي وبابكر الطاهر ومحجوب الحاج، كما أنه كتب ولحن لنفسه، وأدى أعمالا جيدة للملحنين بشير عباس وعبد الماجد خليفة وعبد اللطيف خضر والسني الضوي والفاتح كسلاوي والفاتح قميحة، وردد زيدان أعمال الفنان عثمان الشفيع وابراهيم عوض. واستطاع زيدان مع عبد المنعم الخالدي أن ينتجا ألبوما ناجحا بمرافقة عازف العود عوض أحمودي خاص بأعمال الشفيع.
التيجاني والعباسية
تحدث عنه الشاعر التيجاني حاج موسى في ليلة تكريمه قائلا: هذا شرف عظيم لي وأنا أقدم زيدان إبراهيم والحديث عن زيدان يطول فهو كتاب من الرقة والإحساس والجمال المطلق وأبان أن اسم زيدان الحقيقي هو محمد إبراهيم زيدان ووالدته أم الحسين، وأوضح أن الفنان زيدان ترعرع في حي العباسية بأُم درمان ودرس بمدرسة حي العرب الإبتدائية وكان من التلاميذ الأُدباء والنجباء، وقد ظهر الفنان زيدان ابراهيم منذ بدايته بموهبة فذة، وقال إن زيدان لم يواصل مشواره الأكاديمي لظروف مرت به، وأوضح أن زيدان ابرهيم في البداية غنى لوردي وعبد الكريم الكابلي لكن لم يقتنع أن يكون مقلداً وشق طريقة وجاء الى الإذاعة السودانية في ستينيات القرن الماضي وأجيز صوته عبر الإذاعة السودانية.

ويقول الفنان زيدان ابراهيم عن أثر «العباسية» في حياته: «البيئة لها أثر عميق في نفس الفنان، وقد ساهمت حركة الإشعاع الفني بالعباسية في بعث الإشراق في النفس. وأنا أدين لها بالفضل في تقوية أواصر الفن بداخلي. وإن بعدت عنها بجسمي فأنا قريب منها جداً بقلبي وروحي.. سلام للعباسية والأهل والأصدقاء..»

سر لقب العندليب الأسمر
يقول الناقد ميرغني البكري إن الراحل زيدان يعتبر فقدا كبيرا للوسط الفني وقد كان يمثل امتدادا لجيل الشباب من الجيل الذى سبقه، وأشار الى أن الراحل لديه إنتاج كثير جداً وخالد وثر من الأغنيات، وقال إن الفنان زيدان بدأ بداية كبيرة جدا ً وذلك لأنه بدأ بالغناء بالأغنية العربية، والقصائد التى بدأ بها اختارها له ابراهيم عوض بشير.
وبسؤال الناقد ميرغني البكري عمن أطلق على الراحل زيدان اسم (العندليب الأسمر ) قال : سماه زميلنا المرحوم التجاني محمد احمد شقيق عازف الإيقاع الشهيرعبيد الملقب ب(السنباطي )، وقال ميرغني إن زيدان كان شخصية مرحة وطريفة جدا ً وله علاقات ممتدة مع كل المجتمعات الفقيرة والغنية، وأضاف البكري أن التغطية التى وجدها الراحل زيدان فى مرضه لم تحدث لأي فنان غيره وهذا يؤكد المكانة الشعبية له وسط جمهوره.
الموسيقار انس العاقب ابتدر حديثه قائلاً:" أنا فى حالة من الحزن ولا أستطيع أن أتخيل المجتمع الفني بغير زيدان ولا أستطيع أن أتخيل أني ودعت صديقاً ورفيقاً عزيزاً، فزيدان مطرب غزل بصوته فى خريطة الغناء السوداني، وقال العاقب إن الموت حق لكن زيدان هو ملحمة إن شاء الله سيكتب عنها الناس وهو شخصية لن تتكرر فى كل المجالات لما يختص به من كرم وجود، وقبل أن أعزي نفسي أعزي الزملاء والشعب السوداني ومحبيه وأصدقاءه ففقده يعتبر فقداً عظيماً لأحد قامات وقمم الغناء السوداني".

الاستاذ بكلية الموسيقى والدراما د.محمد سيف قال إن كلماتنا لا تسطيع أن توصل المعنى ولا حتى تستطيع أن توفي حق الفنان الراحل زيدان فهو رجل أنيق ورقيق وصاحب نكتة ومنطلق الأسارير، فهو يمتاز بتعاون متوازن بين الوسط، وأشار محمد سيف الى أن الراحل كانت له أياد بيضاء فى عدة نواحي وجوانب وقال سيف نسأل الله أن يتقبله قبولاً حسنا وأن يلهم آله وذويه الصبر وحسن العزاء.

فاجعة الرحيل
قال رئيس اتحاد شعراء الأغنية السودانية الأستاذ محمد يوسف موسى في حديثه عن الراحل زيدان ابراهيم: كنت أتابع حالته الصحية منذ تواجده بالسلاح الطبي قمت بزيارته قبل مغادرته البلاد الى القاهرة لمواصلة العلاج، مضيفاً أن رحيله كانت فاجعة كبيرة جداً لجميع الشعراء والفنانين والاعلاميين وقد حزنت جداً عند سماع خبر رحيله، وأوضح موسى أن الراحل تغنى له بقرابة الـ16 أغنية من بينها أغنية آخر حب وأول، مضيفاً أن زيدان قد أهدى بعض أغنياته لبعض الفنانين أمثال ميرغني سكر، وأهدى للفنان الاثيوبي ادماس أغنية في قلبي مكانك.

وقال موسى إن أول اغنية قام الراحل بتسجيلها للاذاعة السودانية هي أغنية (بالي مشغول ياحبيبي) من كلمات عوض أحمد الخليفة وألحان عبد اللطيف خضر (ود الحاوي)، وغنى بالفصحى ومن ألحانه أغنية (داوي ناري) للشاعر المصري ابراهيم ناجي، وتغنى أيضاً للعقاد باللغة العربية الفصحى وأغنية مرحباً اكتوبر للشاعر محيي الدين فارس، مبيناً أن الراحل قدم غناء متميزاً وواضعاً بصمته الخاصة في الغناء.

إنسانية زيدان
وتحدث الفنان سيف الجامعة عن الراحل زيدان ابراهيم بقوله: إن الراحل خسارة فادحة للفن السوداني وخسارة للمجتمع الفني وكان يعني الكثير، فقد كان إنسانا طيب القلب، دائم الدعابة وحلو المعشر وكان إنساناً لأبعد ما يمكن أن تكون عليه الإنسانية، موضحاً أن الراحل ساهم بفنه وشعبيته في علاج الكثير من الحالات الإنسانية التي لا تحصى ولا تعد وأنا أعلم عنه الكثير من المواقف الإنسانية إذ كان كريماً ومعطاء ولم أشهد له بإرجاع طلب مساعدة لأحد، وأضاف الجامعة: أنا شخصياً أدين له بالكثير من الود والمحبة منذ بداياتي الفنية الأولى التي خصني بها إذ إنه أول من قدمني للجمهور في كازينو النيل الأزرق عام 1984 وكان ذلك برفقة الفنان الراحل ابراهيم عوض، وقال الجامعة: لقد قاد معنا مؤخراً حملة قوية في العمل الإنساني وزار السجون والمستشفيات وتحرك تحركاً جاداً في الفترة الأخيرة من حياته لصالح الوحدة بين شبري الوطن شمالاً وجنوباً في انتصار واضح للدماء التي تجري في عروقه إذ إن زيدان ينتمي من جهة الأب الى جنوب السودان وكنت أعلم أنه من أكثر الناس الذين أعرفهم حزناً لانفصال الجنوب ولم يفقد الأمل حتى رحيله؛ في أن هذه الوحدة راجحة وعائدة في يوم من الأيام. ألا رحم الله العندليب الأسمر الأخ والصديق والزميل الفنان الجميل الذي ستلبس عليه الأغنية السودانية ثوب الحداد زمناً طويلا وربنا يعوض أمته في الشمال والجنوب وبالأخص في أم درمان هذه المدينة التي صنعته ورعته وقدمته بلبلاً مغرداً لكل السودان، مضيفاً أن تجربة زيدان تجربة عريضة وكبيرة من النواحي الفنية والإبداعية والإنسانية الاجتماعية وهي كتاب يدرس للأجيال الحالية والقادمة وهو نموذج للمثابرة والاجتهاد ولابد أن يأتي الوقت لتوثيقها كاملاً.
توثيق في الإذاعة والتلفزيون
وشارك الراحل عبر العديد من البرامج والسهرات في الاذاعة والتلفزيون كان آخرها برنامج (زمان يافن) ضمن برمجة التلفزيون الخاصة بالعيد في العام الماضي مع المذيع عمر الجزلي والذي قدم عبره زيدان العديد من أغنياته، كما شارك في ذات العام في الفترة المفتوحة ( بينا وبينكم) من تقديم المذيع الطيب عبد الماجد على شاشة التلفزيون القومي، وكرمته الإذاعة السودانية وهي تحتفل بعيدها السبعين وشارك في احتفالات الإذاعة القومية السنوية في الأعياد وكان آخر برنامج استضاف زيدان برنامج ( أيام طروبة) من تقديم الطيب قسم السيد على أثير إذاعة أم درمان، ونظم كل من الاذاعة التلفزيون طيلة يوم أمس السبت برمجة خاصة على الهواء مباشرة عن الراحل زيدان ابراهيم وفاءً لعطائه وللحديث عن أبزر ملامح مسيرته الفنية باستطلاع عدد من الفنانين والشعراء والإعلاميين حول تجربته الثرة.

اعترفوا بأنهم كتبوها في زوجاتهم ..أغنيات سودانية



الخرطوم: نشأت الإمام
عندما كتب الشاعر الرومانسي الكبير نزار قباني:
بلقيس يا وجعي.. ويا وجع القصيدة..
كانت حينها (نعشاً) في كاتلوج القصائد، وكانت نعياً للقصيدة المؤنثة، (بلقيس كانت قصيدة رثاء طويلة بامتداد الحزن، كتبها نزار في زوجته بلقيس التي لقيت حتفها في حادث السفارة الأمريكية في بيروت في سبعينات القرن الماضي، ودخل بعدها نزار في حزن برزخي حتى مات..).
قال فيها: أشهد ألا امرأة اتقنت اللعبة إلا أنت..
كان الشعراء العرب القدامى يحتفون بزوجاتهم -في إضمار- دون افصاح تعبيري، مراعاة للنسق الاجتماعي الذي يعيشون فيه، والتزامات اخلاقية في عدم افشاء اسم (ذات الخدر)..
لكن.. في اللقاء التوثيقي المهم الذي بثه تلفزيون ولاية الخرطوم مؤخراً وهو يوثق لرحلة الفنان الكبير محمد الأمين، وكانت الحلقة مع رفيق دربه الشاعر هاشم صديق، وفي هذا اللقاء الأثيري، فجّر هاشم قنبلة -غير موقوتة- في لقاء عام.. خاص.. معلومة انتظرها معجبو شعره زمناً طويلاً، وهو يقول: (أنا الآن أقول ولأول مرة، هو أن جميع قصائد الحب والمودة التي كتبتها، كانت في زوجتي وحبيبتي وأم أولادي..
هذه المعلومة التي دسها هاشم وفجرها في هذا اللقاء، قد فتحت كوة مهمة عن شعراء وفنانين سودانيين كتبوا نصوصاً شعرية في زوجاتهم، ولم يفصحوا عنها..
وها هو هاشم يردد نصوصه المغنون ويقول:
حاجة فيك..
تقطع نفس خيل القصائد
وقال فيها عن حبيبته.. زوجته:
أضحكي..
ضحكك شرح قلب السماء
ويعطيها من أنضر مفردات المودة ويقول:
دقي باب دنياي..
أقوم من سجني..
في جلدي وأضحك..
ويقول:
صبح بيك العمر عمرين..
وأيضاً:
حروف اسمك..
جمال الفال وراحة البال
هجعة زول بعد ترحال..
كان هاشم قد أرجع نعش القصيدة التي دفنها نزار قباني إلى واجهات العلن والافصاح، ليقول سره الذي كتمه سنوات عديدة..
وعلى ذات الشاكلة، مثلت رحلة الفنان أبو عركي البخيت وزوجته الدكتورة عفاف الصادق حمد النيل، تساؤلاً عاطفياً.. ما سر هذه المودة..؟
الاجابة قالها أبو عركي نفسه عن زوجته عفاف الصادق: (عفاف.. امرأة بقامة وطن.. انسانة، أبسط ما يُقال عنها، انها من أعز النساوين الرجال، انثى ولا دستة رجال)..
وقد كتب فيها أبو عركي في بداياته عن عفاف:
يا دنيا ليه عذرتي
أبعدتي حبيبي وجرتي..
أبعدتي انضر زهرة نادية في الورود..
ابعدت اجمل فكرة زاهية في الوجود..
وكتب غيرها أبو عركي عدداً من القصائد الغنائية عن زوجته عفاف، وكذلك كتبت عفاف الصادق أيضاً قصائد شعرية رداً على زوجها أبو عركي، وكان أبوعركي عندما يغني، يضع ذات (عفاف) في مضامين (حنجرته) ليقول:
بوعدك يا ذاتي يا أقرب قريبة..
بكره أهديك دبلة الحب والخطوبة..
وربما قصيدة الشاعر سعد الدين ابراهيم:
عن حبيبتي بقولكم..
يلا صفقوا كلكم..
ضل ضفايرا ملتقانا.. شدوا أوتار الضلوع..
ولعل ما اشتهر به شاعرنا الكبير محجوب شريف قصائد تفوح عاطفة وألقا عن زوجته أميرة الجزولي والتي تحدث عنها في الكثير من قصائده المغناة والمقروءة، وعن ذلك يقول محجوب: (لا ننفك دوماً من محاولة تشكيل الملامح العامة التي تحدد خطوط الطول والعرض والمناخ والبيئة التي ننشدها، والتي تبدأ بالتأكيد على معاني الاعتراف بفضل وعرفان ورد الجميل للوالدين والأمهات والزوجات..)..
إذن يحفل الكاتلوج الشعري السوداني بعدد من الشعراء الذين دسوا نكهات القصيدة بين أصابع زوجاتهم، فها هو عمر الطيب الدوش يقول: (كل الناس سعاد) في اشارة إلى زوجته سعاد محمد أحمد، ولديه ملحمة كاملة عن سعاد تغنى الفنان عبد الكريم الكابلي ببعض منها..
الخارطة الوجدانية للشعر الغنائي السوداني، مفعمة بادغام الود في جسد الشعر، يستشعرها المستمع أنى تكون حالته الوجدانية حينها، يستمتع بصدق العبارة وشفافية الوجدان، وألق الشجن، يدخل (النص) إلى منتصف الآهة، وهي تخرج على نكهة العرفان بالجميل، ورد الوطن إلى خارطة الحبيبة.. الزوجة..

كترانج- لحظة وفاء(2)

فى منتصف السبعينات ،والرحلة باللورى جميلة مخملية لاتمحى من الذاكرة .اللورى حينها ولامركبة فضاء اليوم. الناس بسيطة وفرحانة والرحمة والعطف والحنان زاد الترحال . من سوق كسلا قصاد الجامع العتيق ،ركبنا ثلة من الاخوان ،نتجه قاصدين الجزيرة ارض التقابة وخلاوى القرآن.
شعللت فى اللورى بمساعدة كبيرنا ونزلت داخله، كنت ارتدى ملابس من الدمور سروال وعراقى وثوب على كتفى ،لى شنطة فيها بعضا من الخبز البلدى وحبات تمر وبقايا شعير وكوب طلس .
اللورى مشكوك كعلبة كبريت رجال ونسآء واطفال وامتعة، واشياء اخرى خرجت الآن من البال ولكن افخم من البصات المكيفة فى الوقت الحاضر . الناس كانت أسرة واحدة عندما تصل الرحلة تذرف دموع الفراق على بعضيها.الناس لماتحب بعض تشيلهم سجادة ،ولو تجافت كل بلاد الله ماتكفيها.
تحركت الرحلة مساء وبتنا فى خشم القربة بالقرب من محطة السكك الحديدية. فى العراء افترشنا الارض ،وتناولنا العشاء مجموعة مجموعة.وبعد راحة ليلية.قمنا بالصباح الباكر وبعد صلاة الفجر تحركنا صوب حلفا الجديدة،وكانت حلفا ماطرة ليلتها،وقد علق اللورى فى الطين .وبمساعدة التراكتر وبمحاذاة الترعة (الميجر) وصلنا المدينة منتصف النهار بعد تعب وشقاء شديدين، وكنا احيانا ننزل ونسير على الاقدام واحيانا نركب على اللورى.ولكن لعامل السن لم انزل قطعا. ولكن ذاكرتى لم تنسى و محتفظة بصورة الطين اللصق فى القدمين ،وانين اللورى عند الوحل ،ولكن فى كل الاحوال كانت رحلة جميلة .لان بعد كل عسر يسر،و ان طعم السعادة بعد الكرب.
بعد مبيت فى حلفا فى منطقة مسطحة بالقرب من السينما الوطنية.تحركنا باكرا بطريق السبعات وسهول البطانة،وبعد سفر يوم كامل تقريبا لأننى اصبت بالتعب واكثرت من النوم ،وليلا وصلنا كترانج بعد رحلة استغرطت يومين.وعند شروق الصباح ذهبنا الى البحر كمايسمونه.و غسلنا ملابسنا واجسامنا ،وكأن ذنوبنا قد غسلت منا وغفرت لنا.
تحرك اللورى هذه المرة دوننا الى الخرطوم قاطعا البحز من الشرق الى الغرب بالبنطون المعدية لان بالغرب يوجد طريق مسفلت بين الخرطوم- ودمدنى. ونحن ذهبنا الى القرية القريبة لنا كترانج ،ضيوفا فى مسجدها العتيق.واستقبلونا بكرم يفوق استقبال اهل مكة.
واتذكر كل مرة يأتى احدهم بالأكل اوبمشروب بارد اوساخن.
ونواصل ان شاء الله لو فى العمر بقية. 

الى اخى برهان الحلحلى

برهان الدين ..من هنا ادخل عالمك الراقى بحرا وبرا وعبر كل المنافذ بحرك ..الدفين باللآلئ
الزاخر بالجواهر ،وبرك الراسن ازاهر ..وسماواتك زينة تفوق زينة كل الكواكب
فالابداع هو إنت ..
وماخطته اناملك ورسمته مشاعرك ، وافكارك راقية بكل معانى الرقى، حقا انت مبدع .. بجدارة ماتكتب وبحافز مانقرأ ..
وهنا ..ضاعت منى كل الحروف ولم اجد ذلك المقدار الذى يوصلنى فى اتمام حقك بالكلمات.
كلمات رائعة وحروف بماء آسن ..وسنا القمر رائعة والاروع ذوقك فى الاختيار .
إنكسر قلمى لعظمة ماتنشره امام اعيننا ..فاعذرنى ..لك من التحايا اسماها .. تحياتى..ودبره.

عطر الاحباء

*برهان الدين الحلحلي 
هنا تشير الساعة الواحدة وأربع وثلاثون دقيقة ظهرا كان الموعد مع أعذب الألحان يعزفها محمود عمر بره الغالي
- ماذا قال ياترى وماذا كان البوح هنا إنه شعور الأوفياء الأنقياء الأصفياء فيارب ألبسهم أجمل الحلل وأسكنهم أعلى الغرف
- ماكان من قلمك أخي كم شرح صدري وكم تبسم ثغري وكم خفق قلبي له........................ حينما تكون بحضرة شخص راقي
وفي مستوى وعي وثقافة ودبره
تتلعثم الالسنة
وتتكسر الاقلام و يجف حبرها
عجزا عن مجاراة مشاعر الاعجاب بشخصه
او تسجيل كلمات ثناء قد تليق بمقام ابداعه
محمود بحق انت تستحق ان احني قلمي اجلالا لك
فنعم الرجل انت
سحرتنا بردودك و اخلاقك
ثقافتك و وعيك مثال يحتذى به
فليتنا ناخذ منك القليل
اضافاتك للنقاش كانت بمثابة السحر
انا عن نفسي حين اقرا ردودك اعود لقراءة الموضوع مرة اخرى
فردودك تعطيها طعما اخر
اخي الغالي وكم يشرفني ان تكون اخا غاليا على قلبي
اتمنى ان لايغيب قلمك عن هذه الصفحة
لاسيما انك اول الاشخاص الذين سحرني وجودهم هنا
انت روح شعراء ارتريون ولكن ونبضه
فلا حرم الله هذه الصفحة ومرتاديها من وجودك
اخي مرورك الرائع اثلجني وكلماتك اخجلت تواضعى
وشكرا لك من الاعماق .....
الأربعاء، الساعة 03:41 مساءً

الجمعة، 14 أكتوبر 2011

ترحيب بالزوار

الزوار الكرام تحياتي لكم وارحب بكم في هذة المدونة التي اتمني ان تكون مساحة للتواصل والتعارف بيني وبينكم وكذلك تبادل المعرفة والافكار والاراء ونشر قيم الانسانية والاخلاق الكريمة لابداء ارائكم حول المدونة ارجوا شاكرا مراسلتي علي البريد اللالكتروني omerberih@gmail.com

مع خالص شكري وتقديري لكم
ود بره