مقدمة :
ارتريا واثيوبيا دولتين تقعان في منطقة القرن الافريقي ، وتفصل بينهما حدود طويلة تمتد الي اكثر من الف كيلومتر ، يصل تعداد سكان اثيوبيا مائة مليون نسمة ، وسكان ارتريا خمسة ملايين نسمة ، مساحة اثيوبيا اكثر من مليون وربع كلم مربع وتعد ثاني دولة من حيث السكان و المساحة في افريقيا ، ومساحة ارتريا مائة وتسعة عشر الف كلم مربع ، تمتاز اثيوبيا بموقع مناخي متميز الامطار الغزيرة والاخضرار الدائم ، وكذلك مواقع اثرية قديمة وموارد مائية عذبة من انهار وبحيرات يؤهلها ان تتصدر السياحة في افريقيا ، وللارتريا ساحل طويل يمتد للالف كيلومتر في شرق البحر الاحمريتحكم في خطوط التجارة العالمية ، وتاريخيا ارتريا و اثيوبيا لهما ارتباطات وثيقة في صناعة حضارة الهضبة فشعوب المنطقة لها علاقات المصاهرة والامتدادات الاجتماعية والتبادل الاقتصادي منذ قديم الزمان ، لم تتوقف حتي ابان الحروب المدمرة التي سادت بين الدولتين علي مر عقود مضت .
الارث الثقافي والسياسي :
اثيوبيا لها موروث ثقافي هائل وتعتبر مخزن التراث علي مستوي العالم ، ومتحفا للغات الافريقية ، وتتعدد فيها الالسن الي اكثر من مائة وخمسون لغة اكثرها حضورا الارومية وهي من اللغات الكوشية القديمة ، وتتقاسم معها الامهرية دور الانتشار لانها لغة البلاد الرسمية وهي احدي مشتقات (الاقعازية) لغة رحل عرب الجنوب الحضرمية (اليمن ) ، وهذا التنوع الثقافي والاثني اعطاها امتيازنفيساً ، بالاضافة التزاوج الاثني واللغوي افرز موروثا رائعاً ومتميزاً ، فالغناء والرقص الاثيوبي له كاريزما قل ما نجد مثيلا له في العالم اجمع ، والشعوب الاثيوبية شعوب متسامحة ولها دور آسر في تقريب شعوب المنطقة والعالم اذا اتيحت لها فرص السلام والاستقرار ، اثيوبيا لها تاريخ طويل في الحكم وادارة النظم سبق التاريخ الميلادي ، وهذا يعطيها موقعا عالميا في الاعراف والاصول واحتراما وتقديرا بين شعوب العالم كافة ، بالاضافة تراكمات الخبرة السياسية يعطيها دور ريادي وطليعي بلا منازع ، وباختصار اثيوبيا يمكنها ان تكون دولة عظيمة وقوية ومستقرة اقتصاديا دون الحوجة واللجوء الي غيرها اذا اتبعت سبل السلام ، وتوزيع الثروة وتبني فرص المشاركة الاجتماعية .
ارتريا قياسا بفترة استقلالها عن الاستعمارات المتعاقبة ، تتصدر موقعا استراتيجيا في المنطقة علي مستوي العالم ، وهذا يجعلها محل اهتمام المستثمرين في كل قطاعات التنمية الاقتصادية ، فالساحل الطويل له مستقبلا واعداً لاقامة منتجعات عالمية تنافس افضل وارقي الفنادق والقري السياحية في العالم، بالاضافة الي اقامة الدول المتقدمة والنامية معسكرات تأمن مصالحها الاسترتيجية وحركة المرور البحري في المنطقة ، وارتريا تعتبر للاثيوبيا شريان حياة لقرب ساحلها ، وبالرغم من قلة التجربة السياسية والادارية قياسا باثيوبيا الا ان لها السبق في العمل البرلماني الديمقراطي الذي وئد من قبل اثيوبيا نفسها ، والشعب الارتري طموح قابل للمنافسة في كل المجالات اذا اتيحت له فرص السلام الخارجي والداخلي وله قدرة التعامل المنطقي والراقي لانه يتميز بقبول الاخر .
الدولتين لها ثروات لم تستغل بعد فارضيهما مازالتا بكراً ، فلم تستثمر الموارد الطبيعية ، ناهيك عن خيرات ما تخفيه باطن الارض ، وفي حالة استدامة السلام بين البلدين سوف تجعل منهما نمورا اقتصادية في افريقيا الغد .
التحديات :
من خلال قراءة مشاهد الواقع فان شعوب البلدين ، قابلة للتفاعل الايجابي ، وطي الماضي بخيره وشره ، وفتح صفحة مضيئة في تاريخ العلاقات الفاعلة والفعالة ، فكلاهما يتوق انفتاح غير مشروط بين الشعبين ، فلاحدود ولا تاشيرات دخول ، مع الاحترام الكامل للسيادة الوطنية ، فالشعبين ليس بينهما كراهية وبغضاء ، فاسباب الحروب والقطيعة كانت مصدرها الانظمة المتعاقبة فالشعوب كانت تجبرعلي خوض معترك الموت .
فالتحديات والمخاطر التي تعيق التقدم والازدهار واستثمار الواقع الحالي الذي ترفرف في سماواته اجنحة السلام ، التدخلات الدولية ، والاملاءات الخارجية ، فالدول العظمي التي تتشدق بالديمقراطية والسلام في بلادها ، فمصالحها الخارجية تقوم بزرع الخلافات والفتن بين الشعوب والدول ، فكل حروب المنطقة مصطنعة ، فالخوف ان لايكون هذا السلام تتبعه عواصف مهلكة اذا لم يكن بين الدولتين فمع بقية شعوب المنطقة ، فالاقليم فيه بؤر مشتعلة ، ولربما يصل السنة نيرانها وشهب احتراقها اليهما ويؤثر في تنمية البلدين ، وهذا بدوره ينتج خسائر اقتصادية ، تفرز تفشي الفساد والمحسوبية آفتي العصر .
الدولتين اذا لم تسن قوانين عادلة ومواثيق ودساتير تقوم علي العدالة والمساوة ، ففي ظل الانظمة الشمولية ، والقائد الاوحد ، لايمكن ان يجلب الخير للبلاد والعباد وتتعافي من ماضيها المظلم ، وسوف تعود عائدات الاتفاقيات والاستثمارات لمصلحة الانظمة والشعوب تبقي اسيرة لسياسات العبودية وانتظار فتات الحكام .. فنجاح السلام الحالي رهين بسلام داخلي في الدولتين ، يجعل من المواطن الثروة الفعلية للبلاد ، ومورد غالي لايمكن ان يقدر بثمن حتي الارض وما فيها ، فاي سلام لايلبي طموح الشعب سوف يكون سلاما منقوصاً ، فقديما قيل " ليس بالخبز وحده يحيى الانسان " فالشعوب تحتاج للحرية والديمقراطية كما تحتاج المعدة الي الماء والطعام ، فالمطلوب من زعماء البلدين ، والنخب السياسية ان تنظر الي مصلحة شعوبها ، وتسخر موارد البلاد الي رفاهية مواطنيها ، وان تسن قوانين تفعل المشاركة الشعبية والاجتماعية ، وتذلل عقبات المعيشة ، وتفتح افاق ازهارالامال العريضة في الحياة الكريمة .. واذا تمكنت الدولتين من تجاوز تحديات المرحلة سوف تنعش كل دول المنطقة في القرن الافريقي بالسلام ، وهذا سوف يؤدي الي توسيع نطاق السلام والازدهار ليشمل كل افريقيا .. ولكن هل سوف تتمكن الدولتين من الاستفادة من فرص السلام وتتجاوز العقبات ؟ فالايام كفيلة في الاجابة علي السؤال وسوف لا ننتظر كثيراً ، لان عجلة الدحرجة باتت اسرع من اي وقت مضي ، تفوق توقعات المراقبين .
ارتريا واثيوبيا دولتين تقعان في منطقة القرن الافريقي ، وتفصل بينهما حدود طويلة تمتد الي اكثر من الف كيلومتر ، يصل تعداد سكان اثيوبيا مائة مليون نسمة ، وسكان ارتريا خمسة ملايين نسمة ، مساحة اثيوبيا اكثر من مليون وربع كلم مربع وتعد ثاني دولة من حيث السكان و المساحة في افريقيا ، ومساحة ارتريا مائة وتسعة عشر الف كلم مربع ، تمتاز اثيوبيا بموقع مناخي متميز الامطار الغزيرة والاخضرار الدائم ، وكذلك مواقع اثرية قديمة وموارد مائية عذبة من انهار وبحيرات يؤهلها ان تتصدر السياحة في افريقيا ، وللارتريا ساحل طويل يمتد للالف كيلومتر في شرق البحر الاحمريتحكم في خطوط التجارة العالمية ، وتاريخيا ارتريا و اثيوبيا لهما ارتباطات وثيقة في صناعة حضارة الهضبة فشعوب المنطقة لها علاقات المصاهرة والامتدادات الاجتماعية والتبادل الاقتصادي منذ قديم الزمان ، لم تتوقف حتي ابان الحروب المدمرة التي سادت بين الدولتين علي مر عقود مضت .
الارث الثقافي والسياسي :
اثيوبيا لها موروث ثقافي هائل وتعتبر مخزن التراث علي مستوي العالم ، ومتحفا للغات الافريقية ، وتتعدد فيها الالسن الي اكثر من مائة وخمسون لغة اكثرها حضورا الارومية وهي من اللغات الكوشية القديمة ، وتتقاسم معها الامهرية دور الانتشار لانها لغة البلاد الرسمية وهي احدي مشتقات (الاقعازية) لغة رحل عرب الجنوب الحضرمية (اليمن ) ، وهذا التنوع الثقافي والاثني اعطاها امتيازنفيساً ، بالاضافة التزاوج الاثني واللغوي افرز موروثا رائعاً ومتميزاً ، فالغناء والرقص الاثيوبي له كاريزما قل ما نجد مثيلا له في العالم اجمع ، والشعوب الاثيوبية شعوب متسامحة ولها دور آسر في تقريب شعوب المنطقة والعالم اذا اتيحت لها فرص السلام والاستقرار ، اثيوبيا لها تاريخ طويل في الحكم وادارة النظم سبق التاريخ الميلادي ، وهذا يعطيها موقعا عالميا في الاعراف والاصول واحتراما وتقديرا بين شعوب العالم كافة ، بالاضافة تراكمات الخبرة السياسية يعطيها دور ريادي وطليعي بلا منازع ، وباختصار اثيوبيا يمكنها ان تكون دولة عظيمة وقوية ومستقرة اقتصاديا دون الحوجة واللجوء الي غيرها اذا اتبعت سبل السلام ، وتوزيع الثروة وتبني فرص المشاركة الاجتماعية .
ارتريا قياسا بفترة استقلالها عن الاستعمارات المتعاقبة ، تتصدر موقعا استراتيجيا في المنطقة علي مستوي العالم ، وهذا يجعلها محل اهتمام المستثمرين في كل قطاعات التنمية الاقتصادية ، فالساحل الطويل له مستقبلا واعداً لاقامة منتجعات عالمية تنافس افضل وارقي الفنادق والقري السياحية في العالم، بالاضافة الي اقامة الدول المتقدمة والنامية معسكرات تأمن مصالحها الاسترتيجية وحركة المرور البحري في المنطقة ، وارتريا تعتبر للاثيوبيا شريان حياة لقرب ساحلها ، وبالرغم من قلة التجربة السياسية والادارية قياسا باثيوبيا الا ان لها السبق في العمل البرلماني الديمقراطي الذي وئد من قبل اثيوبيا نفسها ، والشعب الارتري طموح قابل للمنافسة في كل المجالات اذا اتيحت له فرص السلام الخارجي والداخلي وله قدرة التعامل المنطقي والراقي لانه يتميز بقبول الاخر .
الدولتين لها ثروات لم تستغل بعد فارضيهما مازالتا بكراً ، فلم تستثمر الموارد الطبيعية ، ناهيك عن خيرات ما تخفيه باطن الارض ، وفي حالة استدامة السلام بين البلدين سوف تجعل منهما نمورا اقتصادية في افريقيا الغد .
التحديات :
من خلال قراءة مشاهد الواقع فان شعوب البلدين ، قابلة للتفاعل الايجابي ، وطي الماضي بخيره وشره ، وفتح صفحة مضيئة في تاريخ العلاقات الفاعلة والفعالة ، فكلاهما يتوق انفتاح غير مشروط بين الشعبين ، فلاحدود ولا تاشيرات دخول ، مع الاحترام الكامل للسيادة الوطنية ، فالشعبين ليس بينهما كراهية وبغضاء ، فاسباب الحروب والقطيعة كانت مصدرها الانظمة المتعاقبة فالشعوب كانت تجبرعلي خوض معترك الموت .
فالتحديات والمخاطر التي تعيق التقدم والازدهار واستثمار الواقع الحالي الذي ترفرف في سماواته اجنحة السلام ، التدخلات الدولية ، والاملاءات الخارجية ، فالدول العظمي التي تتشدق بالديمقراطية والسلام في بلادها ، فمصالحها الخارجية تقوم بزرع الخلافات والفتن بين الشعوب والدول ، فكل حروب المنطقة مصطنعة ، فالخوف ان لايكون هذا السلام تتبعه عواصف مهلكة اذا لم يكن بين الدولتين فمع بقية شعوب المنطقة ، فالاقليم فيه بؤر مشتعلة ، ولربما يصل السنة نيرانها وشهب احتراقها اليهما ويؤثر في تنمية البلدين ، وهذا بدوره ينتج خسائر اقتصادية ، تفرز تفشي الفساد والمحسوبية آفتي العصر .
الدولتين اذا لم تسن قوانين عادلة ومواثيق ودساتير تقوم علي العدالة والمساوة ، ففي ظل الانظمة الشمولية ، والقائد الاوحد ، لايمكن ان يجلب الخير للبلاد والعباد وتتعافي من ماضيها المظلم ، وسوف تعود عائدات الاتفاقيات والاستثمارات لمصلحة الانظمة والشعوب تبقي اسيرة لسياسات العبودية وانتظار فتات الحكام .. فنجاح السلام الحالي رهين بسلام داخلي في الدولتين ، يجعل من المواطن الثروة الفعلية للبلاد ، ومورد غالي لايمكن ان يقدر بثمن حتي الارض وما فيها ، فاي سلام لايلبي طموح الشعب سوف يكون سلاما منقوصاً ، فقديما قيل " ليس بالخبز وحده يحيى الانسان " فالشعوب تحتاج للحرية والديمقراطية كما تحتاج المعدة الي الماء والطعام ، فالمطلوب من زعماء البلدين ، والنخب السياسية ان تنظر الي مصلحة شعوبها ، وتسخر موارد البلاد الي رفاهية مواطنيها ، وان تسن قوانين تفعل المشاركة الشعبية والاجتماعية ، وتذلل عقبات المعيشة ، وتفتح افاق ازهارالامال العريضة في الحياة الكريمة .. واذا تمكنت الدولتين من تجاوز تحديات المرحلة سوف تنعش كل دول المنطقة في القرن الافريقي بالسلام ، وهذا سوف يؤدي الي توسيع نطاق السلام والازدهار ليشمل كل افريقيا .. ولكن هل سوف تتمكن الدولتين من الاستفادة من فرص السلام وتتجاوز العقبات ؟ فالايام كفيلة في الاجابة علي السؤال وسوف لا ننتظر كثيراً ، لان عجلة الدحرجة باتت اسرع من اي وقت مضي ، تفوق توقعات المراقبين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق