السبت، 14 يوليو 2018

قَطر الندي



(1) هذه الايام تعيش البلاد أجواء السلام وأسرتنا الصغيرة #آل_بره أجواء الافراح ،وتغمرني الغبطة بالامل فبالرغم أن حالتي التي يمزقها تنقل والدي العزيز بين مستشفيات #كرن و #أسمرا منذ مايربوا عن شهر، واخيرا استقر به المقام في مستشفي #كسلا ، فهي لاتقل عن الاحساس الشعبي الارتري من عملية السلام الجارية.

(2) فهذه سنن الحياة لاشئ مكتمل فالكمال لله ،فعلي الجميع احترام القضاء والقدر ونعمل علي تذليل العقبات ونحافظ علي مكتسباتنا ، وبدلا من التركيز في البقعة السوداء ولعن الظلام ، نوقد من الشمعة الواحدة الاف الشموع .
(3) في بداية السبعينات لا انسي اخي الكبير بن عمي وصديق الطفولة صالح ابوبكر محمد بخيت المشهور بود (كرب) اطال الله في عمره وابقاه ، ودّعته من بقاع (بيان) وبرفقته شقيته عرفات توأمتي وتذكر امي امد الله في عمرها اننا ولدنا في ايام متقاربة ووالدتها هي شقيقة المناضل الشهيد حسن يبات ، فقد كان محمد صالح واسرته ينوون حضور زواج خالهم حسن يبات ، وعقب عودته من المناسبة جلب لي من عنسبا (عود ) رطب نوع شبيه القنا يستعمل في صناعة المزامير (عِندر) ، وكنت فرحا جدا لانني سوف اعزف الالحان الشجية التي يصدرها كما كنت اسمعها من رعاة الابقار في فصل الربيع .

(4) العم حامد محمد بره شقيق والدي الاصغر بينهما عثمان وصالح امد الله في اعمار الجميع ،هو مقاتل التحق بجبهة تحرير ارتريا عند تكوين المنطقة الخامسة عام 1965م بقيادة كحساي ولداي ، فقد شهد كل مآسيها ومعاناة المقاتلين فيها،ومن شدة المعاناة ترتب عنها هروب قائدها وفضل تسليم نفسه للعدو الاثيوبي ، وسبق العم حامد الرئيس الحالي اسياس افورقي الي المنطقة وكان من الذين استقبلوه حينما عين مفوضا سياسيا بها ، وله حكايات سوف تري النور لاحقاً ان امد الله في الاعمار ،لان المساحة حاليا لاتسع ذكر ذلك ، فبعد استشهاد القائد حسن يبات تزوج العم حامد بره بزوجة الشهيد بعد وفاة زوجته الاولي التي تركت له ولد وبنتين ، وتربي بن الشهيد حسن تحت كنف عمي حتي توج اليوم الجميع #محمود حسن يبات الاخ الشقيق ل #عبدالرحيم و #عبدالله وكذلك عبداللطيف وعبد السلام .

(5) اسال الله ان يجعل من السلام جلاء الاحزان بلا رجعة وبداية وطن حر ديمقراطي يعمه الامن والاستقرار والرفاهية والسلام ، وكذلك ان يجعل من فرح الاخوة بداية العودة الي الديار الي ارض الاباء والاجداد ونعيد بناء اطلال حلحل الفتية وربنا يجعل ايامكم افراحاً.

(6) ولايفوتني ان اشكر الفنان الشعبي القدير #حامد_عبدالله وابداعته التي عطرت الفرح ، ومجموعته وبالاخص #ابوشامة التي أخجلت تواضعنا في المدح والفخر للال بره ، وابطال ارتريا الاشاوس الذين اختاروا الشهادة للاجل الحرية والانعتاق .. والشكر لجميع الحضور من كل صوب وحدب ، حقيقة يعجز اللسان عن التعبير ، والكلمة عن التصوير ..والي اللقاء في محفل وفرح اخر .

أديس أبابا ..عاصمة افريقيا...




ونحن أطفال كنّ ينطقن أمهاتنا كلمة (ኣዲስ ኣበባ) #أديس_ابابا (عدي سبابا) ، وفي كلتا الحالتين الكلمة الصحيحة من القعزية (حديث عنبابا) وهي الاقرب للاصل العربي (العنبة الجديدة) ، لان في القعزية عنبابا ዐንቢቡ معناها أزهر ومنها الزهرة وكلمة ኅድሽ ماخوذة من (الحديث او الجديد) وباختصار هي العنبة الجديدة او الزهرة الجديدة ... ولكن لسان أمي (عدي سبابا ) معناها الحرفي (بلد الطحالب) وعرفت ان الطحلب مهم جدا لحياة الانسان وحتي رواد الفضاء يقال لم يتناولوا معهم الي الفضاء الا نباتا واحدا وهو الطحالب .

 وفي كل الاحوال تعتبر أديس ابابا من المدن القديمة في أفريقيا يعود تأسيسها الي 1886.بوصية من الامبراطورة (ظهايتو بيتؤول) زوجة منليك الثاني ، بالقرب من قرية اسمها (فنفني) التي تعود الي اصحاب الارض الارومو وتعني بلغتهم (الينابيع الساخنة) وضمتا معا لتصبح الزهرة الجديدة بالامهرنية . يفوق عدد سكان اليوم المليونين ونصف المليون ، تقطنها اجناس مختلفة مالاتقل عن 80 جنسية يتحدثون 80 لغة ، ينتمون إلى مختلف الطوائف الدينية .

 وتقع في هضبة عالية بارتفاع 7،546 قدم عن سطح البحر، تجعلها في المرتبة الخامسة من عواصم العالم ارتفاعا ، وهي العاصمة السياسية والثقافية والاجتماعية للاثيوبيا ومقرا للاتحاد الافريقي الذي تطمح دول القارة ان يكون اتحادا فعليا ، كشاكلة الاتحاد الاوربي ، ولذا يطلق عليها عاصمة افريقيا .

اديس ابابا موقعها المتميز يجعلها عاصمة الربيع الدائم ، وفي ظل السلام سوف تنتعش وتجذب الاف السياح وخاصة دول الصحراء والعالم العربي .. نتمني ان تنعم بالسلام والامان هي وكل العواصم الافريقية ، وتودع الام الحروب واهات المجاعات ، وتخطو خطوات التنمية والرقي .


#الصور تعكس أهم معالم اديس ابابا ، وايضا مطار #بولي الدولي في استعداد استقبال الرئيس الارتري اسياس افورقي في زيارته اليها اليوم السبت ، والاخيرات حفاوة الاستقبال بعد الوصول اليها ، وسوف يقوم بافتتاح السفارة الارترية ،وتوقيع عدد من المشروعات التي تعزز السلام بين الدولتين .


ادراج اسمرا ضمن التراث الثقافي العالمي

مسجد الخلفاء الراشدين

 الكاتدرائية الكاثوليكية

                                                                 سينما أمبيرو


مبني شركة ومحطة فيات القديم.

وأدرجت اليونسكو ضمن لائحة التراث الثقافي العالمي للقيم البارزة للهندسة المعمارية المعاصرة الموجودة بالمدينة.

الثلاثاء، 10 يوليو 2018

قصيدة في دولة القانون الشاعر التونسي محمد الجلالي






في دولة الحرّية المقدّسة
سيكتب التاريخ في فصوله
بالصرخة المجنونة...بالهلوسة
عن أُمّة معصوبة مغلوبة
وظُلمة تلفّها معسعسة
عن حاكم مُخلّد في حكمه
شرعية الدبابة...مُفترسة
وحوله عصابة تفنّنت
في نهبكم أموالكم...مُختلسة
والأمّة العظيمة قد طبّست
"خذوا البلاد...نظّفوا...بالمكنسة"
قد زلزلت زلزالها...وضُيّعت
أموالها...فما لحظّ البائسة!
ومن تُرى أوحى لها فباركت
أوحالها كشيخة مُعنّسة
ومن تُرى أوصى لها فمُزّقت
أوصالها بالطعنة المُقوّسة
دستوركم يا سادتي مُفصّل
كما يُريد الحاكم ملابسه
يزيد في أكمامه...في طوله
يُفصّل فصوله مُقايسة
حتّى الضرير لم يضل طريقه
مجاهدا وبالعصا تحسُّسه
"زمبابوي" "وبركينة" و"كينية"
قد عانقت أحلامها المُحتبسة
إن حاكم لم يأتي باختياركم

لم يرتحل إن ساورته الوسوسة
وظل في مكانه لم يستح
فإنه سيحكم بالعسعسة
سيخدم أسياده ويترك
بلاده كالخرقة المُنجّسة
يسفّه أحلامها...يحاكم
أقلامها وينتشي بالبزنسة
والانتخاب يا صديقي مهزلة
أترتجي الإرادة المُدلّسة؟!
أأُمّة تُزوّر أقدارها
وتُطفأ أنوارها المُقدّسة
واللغة السمحاء قد تشوّهت
ودينكم يُقرر القساوسة
إعلامكم تخلّف ومُسخة
مزق تعتيمكم ملابسه
سوءاته تكشّفت للغافل
والتوتة أوراقها مُيبّسة
يُحاكم الصغير في بلادكم
يحاكم السلام والمُجالسة
قد حدّثت أخبارها وجاوزت
أطوارها...فما لحظّ الناعسة
والأمّة العظيمة قد ناشدت
ترشّحوا يا سيدي! للخامسة
فصرخوا وكبّروا "أشوميه"
"أجوحيه" "أتوانسه"! "أتوانسه"!

آل_بره و #آل_يبات ... يدعونكم في كرنفال الفرح #بكسلا




ياخبراً تفجر في قلبي .. وسال ينابيع تروي القلوب الظامئة ،، لرؤية وجوه السعد ، عنوان يفرهد في أعماقنا ،، خبراً يكتب بماء النور لحظات اللقاء ,ومواعيد العناق ،، ومواكب الافراح وحشود الاحباب يملأ كل اركان المدينة ،، قلوبنا عقولنا هيامنا لوعات اشواقنا تهنئ تبارك أشقائي الذين منعتني منهم مسافات الجغرافيا وقلبي يتقطع شوقاً .. اليكم ارسل التهاني القلبية .. علي أمل اللقاء في مناسبات بقية الاشقاء والشقيقات ..الف الف مبرووك آل بره .. وآل يبات ... تزينت السماوات والارضين بالافراح مهللة بتتويج فرساننا ..
#محمود_حسن_يبات
#عبدالرحيم_حامد_بره
#عبدالله_حامد_بره
#كسلا حي العامرية الموافق الجمعة 13/7/2018

ارتريا و اثيوبيا .. وتحديات المرحلة


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏‏بما في ذلك ‏‎Daniel Wedi Hama‎‏‏، و‏‏‏أشخاص يجلسون‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏‏
مقدمة :
ارتريا واثيوبيا دولتين تقعان في منطقة القرن الافريقي ، وتفصل بينهما حدود طويلة تمتد الي اكثر من الف كيلومتر ، يصل تعداد سكان اثيوبيا مائة مليون نسمة ، وسكان ارتريا خمسة ملايين نسمة ، مساحة اثيوبيا اكثر من مليون وربع كلم مربع وتعد ثاني دولة من حيث السكان و المساحة في افريقيا ، ومساحة ارتريا مائة وتسعة عشر الف كلم مربع ، تمتاز اثيوبيا بموقع مناخي متميز الامطار الغزيرة والاخضرار الدائم ، وكذلك مواقع اثرية قديمة وموارد مائية عذبة من انهار وبحيرات يؤهلها ان تتصدر السياحة في افريقيا ، وللارتريا ساحل طويل يمتد للالف كيلومتر في شرق البحر الاحمريتحكم في خطوط التجارة العالمية ، وتاريخيا ارتريا و اثيوبيا لهما ارتباطات وثيقة في صناعة حضارة الهضبة فشعوب المنطقة لها علاقات المصاهرة والامتدادات الاجتماعية والتبادل الاقتصادي منذ قديم الزمان ، لم تتوقف حتي ابان الحروب المدمرة التي سادت بين الدولتين علي مر عقود مضت . 
الارث الثقافي والسياسي :
اثيوبيا لها موروث ثقافي هائل وتعتبر مخزن التراث علي مستوي العالم ، ومتحفا للغات الافريقية ، وتتعدد فيها الالسن الي اكثر من مائة وخمسون لغة اكثرها حضورا الارومية وهي من اللغات الكوشية القديمة ، وتتقاسم معها الامهرية دور الانتشار لانها لغة البلاد الرسمية وهي احدي مشتقات (الاقعازية) لغة رحل عرب الجنوب الحضرمية (اليمن ) ، وهذا التنوع الثقافي والاثني اعطاها امتيازنفيساً ، بالاضافة التزاوج الاثني واللغوي افرز موروثا رائعاً ومتميزاً ، فالغناء والرقص الاثيوبي له كاريزما قل ما نجد مثيلا له في العالم اجمع ، والشعوب الاثيوبية شعوب متسامحة ولها دور آسر في تقريب شعوب المنطقة والعالم اذا اتيحت لها فرص السلام والاستقرار ، اثيوبيا لها تاريخ طويل في الحكم وادارة النظم سبق التاريخ الميلادي ، وهذا يعطيها موقعا عالميا في الاعراف والاصول واحتراما وتقديرا بين شعوب العالم كافة ، بالاضافة تراكمات الخبرة السياسية يعطيها دور ريادي وطليعي بلا منازع ، وباختصار اثيوبيا يمكنها ان تكون دولة عظيمة وقوية ومستقرة اقتصاديا دون الحوجة واللجوء الي غيرها اذا اتبعت سبل السلام ، وتوزيع الثروة وتبني فرص المشاركة الاجتماعية . 
ارتريا قياسا بفترة استقلالها عن الاستعمارات المتعاقبة ، تتصدر موقعا استراتيجيا في المنطقة علي مستوي العالم ، وهذا يجعلها محل اهتمام المستثمرين في كل قطاعات التنمية الاقتصادية ، فالساحل الطويل له مستقبلا واعداً لاقامة منتجعات عالمية تنافس افضل وارقي الفنادق والقري السياحية في العالم، بالاضافة الي اقامة الدول المتقدمة والنامية معسكرات تأمن مصالحها الاسترتيجية وحركة المرور البحري في المنطقة ، وارتريا تعتبر للاثيوبيا شريان حياة لقرب ساحلها ، وبالرغم من قلة التجربة السياسية والادارية قياسا باثيوبيا الا ان لها السبق في العمل البرلماني الديمقراطي الذي وئد من قبل اثيوبيا نفسها ، والشعب الارتري طموح قابل للمنافسة في كل المجالات اذا اتيحت له فرص السلام الخارجي والداخلي وله قدرة التعامل المنطقي والراقي لانه يتميز بقبول الاخر .
الدولتين لها ثروات لم تستغل بعد فارضيهما مازالتا بكراً ، فلم تستثمر الموارد الطبيعية ، ناهيك عن خيرات ما تخفيه باطن الارض ، وفي حالة استدامة السلام بين البلدين سوف تجعل منهما نمورا اقتصادية في افريقيا الغد .
التحديات :
من خلال قراءة مشاهد الواقع فان شعوب البلدين ، قابلة للتفاعل الايجابي ، وطي الماضي بخيره وشره ، وفتح صفحة مضيئة في تاريخ العلاقات الفاعلة والفعالة ، فكلاهما يتوق انفتاح غير مشروط بين الشعبين ، فلاحدود ولا تاشيرات دخول ، مع الاحترام الكامل للسيادة الوطنية ، فالشعبين ليس بينهما كراهية وبغضاء ، فاسباب الحروب والقطيعة كانت مصدرها الانظمة المتعاقبة فالشعوب كانت تجبرعلي خوض معترك الموت .
فالتحديات والمخاطر التي تعيق التقدم والازدهار واستثمار الواقع الحالي الذي ترفرف في سماواته اجنحة السلام ، التدخلات الدولية ، والاملاءات الخارجية ، فالدول العظمي التي تتشدق بالديمقراطية والسلام في بلادها ، فمصالحها الخارجية تقوم بزرع الخلافات والفتن بين الشعوب والدول ، فكل حروب المنطقة مصطنعة ، فالخوف ان لايكون هذا السلام تتبعه عواصف مهلكة اذا لم يكن بين الدولتين فمع بقية شعوب المنطقة ، فالاقليم فيه بؤر مشتعلة ، ولربما يصل السنة نيرانها وشهب احتراقها اليهما ويؤثر في تنمية البلدين ، وهذا بدوره ينتج خسائر اقتصادية ، تفرز تفشي الفساد والمحسوبية آفتي العصر .
الدولتين اذا لم تسن قوانين عادلة ومواثيق ودساتير تقوم علي العدالة والمساوة ، ففي ظل الانظمة الشمولية ، والقائد الاوحد ، لايمكن ان يجلب الخير للبلاد والعباد وتتعافي من ماضيها المظلم ، وسوف تعود عائدات الاتفاقيات والاستثمارات لمصلحة الانظمة والشعوب تبقي اسيرة لسياسات العبودية وانتظار فتات الحكام .. فنجاح السلام الحالي رهين بسلام داخلي في الدولتين ، يجعل من المواطن الثروة الفعلية للبلاد ، ومورد غالي لايمكن ان يقدر بثمن حتي الارض وما فيها ، فاي سلام لايلبي طموح الشعب سوف يكون سلاما منقوصاً ، فقديما قيل " ليس بالخبز وحده يحيى الانسان " فالشعوب تحتاج للحرية والديمقراطية كما تحتاج المعدة الي الماء والطعام ، فالمطلوب من زعماء البلدين ، والنخب السياسية ان تنظر الي مصلحة شعوبها ، وتسخر موارد البلاد الي رفاهية مواطنيها ، وان تسن قوانين تفعل المشاركة الشعبية والاجتماعية ، وتذلل عقبات المعيشة ، وتفتح افاق ازهارالامال العريضة في الحياة الكريمة .. واذا تمكنت الدولتين من تجاوز تحديات المرحلة سوف تنعش كل دول المنطقة في القرن الافريقي بالسلام ، وهذا سوف يؤدي الي توسيع نطاق السلام والازدهار ليشمل كل افريقيا .. ولكن هل سوف تتمكن الدولتين من الاستفادة من فرص السلام وتتجاوز العقبات ؟ فالايام كفيلة في الاجابة علي السؤال وسوف لا ننتظر كثيراً ، لان عجلة الدحرجة باتت اسرع من اي وقت مضي ، تفوق توقعات المراقبين .