الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

وداعــــــاً .... حمارنا !



ــ فى  طفولتى .. كانت لى غنيمات  لا اتذكر عددها بالضبط ، لكن أتذكر كم كنت مولعا بها ، واحبها حبا شديداً ، وبالذات واحدة منهن اسمها (أَشْعَــلْ) لونها ابيض اسود مشكل بطريقة جميلة ، وكانت هذه العنزة .. كبيرة اخواتها ، وذكية جدا تعرف مواقع الخطر ، وتجيد متابعة الطريق من البيت الى مورد الماء ، وحتى اذا ذهبتُ بها الى ابعد المسافات للاول مرة ، وانصرفت عنها عن الرقابة .. تعود دون موجه الى البيت ، واذا ضلت الطريق ودخل الظلام تبحث عن مأوى آمن يقيها من شرور الذئاب والثعالب ، ولو ناديت باسمها تأتى مسرعة لانى كنت قد عودتها على تناول المأكولات حتى الحلوى اتقاسم معها ..وعندما هرمت تلك العنزة تكرم بها والدى الله يمد فى عمره الى مسجد المنطقة ، حتى لاتموت بكبرها .. وذبحت كرامة للمسجد.. دون علمى  وانصدمت  عندما علمت بذبحها ، حد الاعياء بالمرض وندم والدى ، وتحسر على ماوقعت فيه من آلام  لازمتنى موسم كامل .


ــ ولى مع الحيوانات صداقات رائعة ، لانى أحبها ، واتفاعل معها ، واحس بوجودها ، واسهر على مرضها ، واهتم بمصروفها ، وقد ورثت الجانب الأهم من الوالد لانه حريص على تربية  الحيوانات برفق واهتمام ، وكان لايتناول اكل ولايشرب قبل ان تشبع بهائمه ، وهذا أثر فى نفسى حتى اننى حتى اللحظة لم يحصل قتلت حيوانا .. اليفاً ولاذبحت شاةََ.. لاننى لاأجيد الذبح ، حتى الاُضحية يذبح لى الاخوة والاصدقاء ، وهذا نابع من الحنية الشديدة على الحيوانات .


ــ وعشرة الحيوان حقيقة  اصدق من بعض الناس ، لانه يخدم دون مقابل وبوفاء لامثيل له .. كل هذه المقدمات اليوم دفعنى اليها موت صديقنا (الحمار) بمرض لم يمهله وقتا طويلاً.. فقط ثلاث ايام .. ورحل نهار اليوم . .. حمارنا لم نعطه اسما .. ولكن كان صديق الاسرة كبيرنا وصغيرنا ، وطائعا ولبيبا .. حتى احيانا الاطفال الرضع يدخلون تحت ارجله ، فيقف حتى لايؤذيهم ،، وبدون مبالغة حتى لو نهرته لايتحرك الا بعد اخذ الطفل من تحته ، قضى معنا أكثر من ثلاثة سنوات .. مشاركا فعالا فى جلب الماء ، وبقية الاحتياجات ، بالكاروا المخصصة له ، أحيانا يغيب يومين او ثلاثة ويعود الينا سالما ،، اكثر ايام راح فيها كانت خمسة ايام  ..وعاد الينا دون  عناء البحث ، واغلب الحمير تتعرض للضياع بسبب الحمر الضالة تطارد بعضها البعض وتبتعد عن المدينة او عن منطقة الاقامة ..وبعد ذلك تتعرض للنهب او تتأقلم مع شخص يسد لها معروفاًً .
وقد ترك فينا فراغاً كبيرا .. وحتى ابنى الصغير (غسان)  يسألنى عنه ، وثم يقول لى يا "أبوى الحمار مات" الف مرة يكررها ..ووفاء لما قدم لنا من عمل ..وذكرى بعشرته الطيبة .. ادوِّن هذه الخاطرة .. ولان الحيوانات لاتسمع ولاتحيا بعد موتها .. ولكن عملا بوصية ..رسولنا الكريم .. الرفق بالحيوان ..وضرب لنا مثلاً "ان رجلا دخل الجنة بسقى كلب ، وامرأة دخلت النار بحبس قطة ".. ونسال الله ان يخلف علينا ..ويصبرنا على الفقد ..لانه كان صديقا ومعينا لنا فى كثير من الامور ..والله المستعان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق